من? ?يقتل? ?أقباط? ?مصر؟
من? ?يقتل? ?أقباط? ?مصر؟*** الشروق الجزائرية*2011.01.01 صالح? ?عوض
بكل نذالة وخسّة وضعت عبوات ناسفة في كنيسة القديسين بالإسكندرية لتفاجئ المسيحيين الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية فتوقع فيهم القتل والترغيب ..أكثر من ستين قتيلا وجريحا من المسيحيين والمسلمين في الإسكندرية في واحدة من أبشع عمليات العنف التي تشهدها مصر.
بكل نذالة وخسّة وضعت عبوات ناسفة في كنيسة القديسين بالإسكندرية لتفاجئ المسيحيين الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية فتوقع فيهم القتل والترغيب ..أكثر من ستين قتيلا وجريحا من المسيحيين والمسلمين في الإسكندرية في واحدة من أبشع عمليات العنف التي تشهدها مصر.
- من? ?يقتل? ?أقباط? ?مصر؟? ?إنهم? ?أعداء? ?مصر? ?والإسلام? ?ذلك? ?لأنهم? ?بهذا? ?العمل? ?إنما? ?يريدون? ?إغراق? ?مصر? ?في? ?مستنقع? ?الدم? ?والاستنزاف? ?الداخلي،? ?وإشغالها? ?بنفسها? ?منصرفة? ?عما? ?يخطط? ?لها? ?إقليميا? ?ودوليا? ?هذا? ?على? ?الأقل?.. ?
- يقولون? ?إنها? ?القاعدة? ..?ونسأل? ?أية? ?قاعدة? ?هذه؟? ?ما? ?هدفها،? ?من? ?يقف? ?وراءها؟? ?وأية? ?ملامح? ?للمرحلة? ?المقبلة? ?في? ?ظل? ?ما? ?نشاهده? ?ونتحسسه? ?هذه? ?الآونة?.?؟
- والأمر هنا لا يدعونا لمناقشة فكر القاعدة أو عقيدتها لأن ذلك كله لا قيمة له عندما يصبح المشهد مفتوحا على قتلى وجرحى أبرياء لا ذنب لهم إلا انتماءهم الديني أو المذهبي أو القومي..إننا حينذاك لا نملك إلا أن نقول أن أي دين وأي فكر بريء من هذه الأعمال التي لا يمكن? ?رؤيتها? ?إلا? ?في? ?إطار? ?أمني? ?سياسي?.?
- وبالفعل وقف المجتمع المصري كله بدءا بالأزهر الشريف وعلماء المسلمين والشخصيات الإسلامية المحترمة كلها تدين هذا الفعل الإجرامي وتطالب بإيقاع القصاص العادل بالفاعلين..ولكن هذا أحد أوجه المسألة أما الوجه الآخر فيجب البحث عنه في دهاليز الأمن والسياسية..ففي دهاليز الأمن يجب العمل على كشف الأيدي التي تعبث بالعلاقة مابين المسلمين والمسيحيين في مصر لأنه ليس مستبعدا أن تكون هذه العملية موقعة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، إما من خلال اختراقاتها للقاعدة أو بشكل مباشر..أما في دهاليز السياسة فيجب الكشف عن السياق الذي تجيء فيه هذه العملية، إنه سياق مخطط إقليمي بامتياز، ففي ظل تقسيم السودان ذي العلاقة الإستراتيجية بمصر والعزلة السياسية التي تلف الموقف الإسرائيلي بعد تعطيله لعملية التسوية وما يجري من ضغط لصالح الإعلان عن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية على حدود1967 .. في ظل? ?هذا? ?كله? ?يصار? ?للضغط? ?على? ?الأقل? ?على? ?مصر? ?لانتزاع? ?مواقف? ?منها? ?أكثر? ?من? ?تلك? ?التي? ?قدمتها? ?اتفاقيات? ?كامب? ?ديفد?.?
- إن هذا يعني ضرورة الالتفات إلى الوضع المصري الداخلي لتمتينه وتنفيس احتقاناته وتقويته بالتعاون العربي والتضامن العربي والتعامل مع قضايا الأمة بما يليق بدور مصر..فليس من المعقول معالجة الأمور كلها داخليا وإقليميا من خلال المعامل الأمني في بلد تكتظ مكتباته بالعلوم وتاريخه بالتجانس الاجتماعي، ويكتظ تاريخه بنصرة العروبة وثوراتها..وهنا لابد من القول إن كل التنازعات التي توصف بالطائفية جاءت وليدة مرحلة ما بعد كامب ديفد لأنها ستكون إحدى ضمانات إبعاد مصر عن دورها القومي والإسلامي..وهذا ما يفسر لنا استمرار العنف الداخلي? ?في? ?مصر? ?منذ? ?1981? ?ما? ?استدعى? ?إصرار? ?الدولة? ?على? ?استمرار? ?حالة? ?الطوارئ? .??