آيت بوفلن

احتضنت جماعة سيدي عبد الله ابلعيد، إقليم سيدي افني يوم الجمعة 23 غشت 2019 بقاعة الجماعة، ندوة فكرية ، ضمن فعاليات النسخة الأولى لمهرجان "ايزوران" تحت شعار" الأركان والموروث التاريخي في خدمة التنمية القروية" هذه الندوة التي انطلقت على الساعة العاشرة صباحا وتولى تسيرها السيد عبد الله الحافيضي السباعي وبمشاركة الأستاذين : أحمد بومزكو بمداخلة تحت عنوان قبيلة ايت الرخاء من خلال المصادر الأجنبية والأستاذ النعمة ماء العينين بمداخلة بعنوان قبيلة ايت الرخاء وعلاقتها بالقبائل الصحراوية: قبيلة الشيخ ماء العينين نموذجا.. تطرق الأستاذ احمد بومزكو في مداخلته إلى التعريف بقبيلة ايت الرخاء قبليا وإداريا وجغرافيا ثم إلى أهمية الوثيقة المكتوبة في البحث التاريخي المحلي كيف ما كان نوعها من وثائق خاصة ووثائق عرفية ونوازل فقهية وتقييدات في طرر الكتب الدينية وغيرها... ثم البحث الميداني والرواية الشفوية والنصوص الشعرية المحلية كما تتبع تاريخ ذكر قبيلة ايت الرخاء في الوثائق والمصادر المغربية حيث ذكرت أول الأمر في ديوان المنصور السعدي وفي كتابات المختار السوسي ليركز على موضوع مداخلته "ايت الرخاء في الوثائق الفرنسية" خاصة وأن الفرنسيين وقبل دخولهم للمنطقة هيئوا باحثين اثنوغرافين وسوسيولوجيين للبحث والاستعلام حول هذه المناطق والتعريف بتاريخها وعادات سكانها وكذا جغرافية أرضها وقد ذكرت في مراسلات التي عثر عليها بالأرشيف الفرنسي منذ 20 شتنبر سنة 1914 في رسالة لباشا تيزنيت إلى الجنرال دولاموط الحاكم الفرنسي لمدينة اكادير يصف يها حالة الأطلس الصغير والصراع والحروب فيما بينها وذكر اسم قبيلة ايت رخا ضمن أسماء القبائل المتصارعة ثم رسالة القائد الكندافي إلى الحاكم الفرنسي باكادير في 22 غشت 1919 تتحدث عن استمرار الحروب بين قبائل الأطلس الصغير ووفاة خليفة القائد المدني الاخصاصي ابنه البكر.

تقرير فرنسي سنة 1926 تتحدث عن رسالة من القائد بوطعم للقائد عياد الجراري يطلب منه التدخل عند الفرنسيين لتخفيف الحصار على سكان الجبال وخاصة المهاجرين إلى مناطق الحماية وعدم مطالبتهم بجوازات المرور. تقرير الضابط الفرنسي "دولهوم" سنة 1923والذي يعتبر بمثابة منوغرافية لأيت الرخا: حدودها القبلية وتضاريسها ثم عدد وأسماء فرقها الأربعة كما حددها: ايت اوتاتن – ادحماد ابراهيم – اد علي اوبلا – اد ورحمان. وتضم 1000 كانون و130 من الخيل ويصف هذا التقرير القبيلة بالانسجام والتضامن بين أعضائها ومن أعيانها الفقير مبارك بوطعم وابنه سيدي أحمد فقيه المدرسة العتيقة باتاتن كما ذكر دواوير ايترخا والغطاء النباتي وأهم الوديان العابرة شمالا وادي ادودو وروافده وجنوبا وادي أمسرا وروافده ووصف طبيعة ايت الرخا بالمتضرسة. ثم تقرير كتب سنة 1948 حول الهجرة ويتضمن التقرير 190 صفحة ويتحدث عن تاريخ الهجرة وأسبابها بكل مناطق سوس والأطلس الصغير ويرجع أسباب الهجر في سوس الى السياسة الاستعمارية فمرسوم ليوطي لسنة 1918 حول منع الهجر بكل المناطق المغربية استثنى منه الجنوب حيث سمح بالهجرة وشجعها من أجل القضاء على المقاومة " لان هجرة شاب يعتبر نقص محارب وربح بندقية معادية لفرنسا" وذكرت ايت رخا بيرو بويزكارن وذكر عدد المهاجرين وبداية الهجرة منذ أواسط الثلاثينيات والأربعينيات وأورد مجموع عائداتهم آنذاك كما قدم توصيات لشباب ايت الرخا من اجل العمل على البحث في تاريخ المنطقة بالجمع والتدوين ونفض الغبار تراثهم. أما الأستاذ الدكتور النعمة علي ماء العينين فقد حدد تاريخ التواصل بين قبيلة ايت الرخا وال الشيخ ماء العينين بسنة 1917 حيث نزل بالقبيلة الشيخ النعمة ابن الشيخ ماء العينين وبزاويته باتاتن حيث رحبت به ساكنة ايت الرخا وأعيانها ومنذ سكن الشيخ النعمة بالمنطقة صارت ارض القبيلة محجا للوافدين من مختلف القبائل الصحراوية للزيارة ولطلب العلم وكل من زارها الا واثنى على كرم سكانها واعتبرها أرضا مباركة طيبة وقال فيها الكثير من الشعر حيث كانت مدرسة الشيخة الحاندو محجا لطلبة العلم من كل صوب وحدب وذكر العلامة المختار السوسي كثير من أدباء الصحراء الذين مروا بها وترجم لبعضهم كمريم الصحراوية وقد قال الشيخ حسنا بأنه زار كثيرا من البلاد ولم ير بقعة أكثر خيرا من هذه البقعة كما استرسل الأستاذ المحاضر في ذكر عددا لا يستعان به من العلماء والأدباء والأعيان الصحراويين الذين زاروا المنطقة ومكثوا بها واختتم الندوة على الساعة الواحدة زوالا.

****

إعداد: محمد ارجدال