الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تعبد ، أما بعد … السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
"العصابة الخونة ".. والمال الحرام"
هل فكرت يوماً في أنك ستكون قصة تُروى للناس من نهايتها.. انتبه إذن إلى "سوء الخاتمة"، فقد يعمل المرء العمل الصالح الدهر الطويل، لكن يُختم له بخاتمة السوء، فيلقى عاقبةً وخيمةً.
لان عدالة السماء لا تغيب
نعم اخي القارئ المحترم- من وجهة نظري الشخصية - ان المال عز وجاه وقوة ولكنه مثل كل الأشياء إذا كان حلالا تراه كالماء النقي الجميل وإذا كان حراما تراه مستنقعا ملوثا تفوح روائحه في كل مكان..والمال الحلال نعمة والمال الحرام نقمة وتستطيع أن تعرف الإنسان اللص من روائحه انه يرتدى أفخم الثياب وأغلى أنواع البدل والكرافتات والعطور ولكنك تشم روائحه الكريهة على الشاشات وفي التليفونات الذكية وتستطيع ان تحدد مكانه في اي ارض تحتويه..حذ جولة على قصر الحراش مثلا المتواجد به الآن حزمة معتبرة من الجبابرة ابناء قارون - خونة الوطن والشعب والدين والجزائرطولا وعرضا تزتمك رائحة الخونة المتواجدين في هذا القصر البديل للمورادية وقصور الملعونة باريس واشواقها. بينما في بعض الدور للمساكين والفلاحين والبدو الرحل او في مصنع الحجار مثلا .. وفي كل المصانع تشتم رائحة زكية من عرق العمال المطحونين في المصانع والشركات المختلفة على المستوى الوطني ...واذا اردت اخي القارئ ان تؤكد ما أقوله وتريد ان تشتم الرائحة الطيبة من الطيبون اذهب الى الحدود الجزائرية وفي كل الاتجاهات ستشم الرائحة الزكية من عرق ابنائنا ابناء الجيش الوطني الشعبي المرابط على الحدود وفي كل الفصول—حرا او بردا *** نعم ايها الجزائري الحر ...ان للانقياء الطيبون روائح طيبة وللصوص أيضا علامات يعرفها الناس في وجوههم..والمال الحرام يحمل بذور نهايته حتى ولو تجمع في خزائن الأرض وأرصدة البنوك انه يهبط على صاحبه ذات مساء حين لا يجد أحدا يحميه من مرض أو كارثة..ولو أننا رصدنا نهايات اللصوص الذين نهبوا أموال شعوبهم سوف نسمع كوارث كثيرة وحكايات وقصصا لأن الحرام يلوث كل شيء حوله بينما يشع المال الحلال نوراً وعدلا وفضيلة في أحيان كثيرة حين ينقض الإنسان على صفقة فاسدة يشعر بالسعادة والأموال تهبط عليه من كل مكان والملايين تنساب بين ايدي أبنائه انه في غمرة سعادته بما جمع لا يدري ان هناك سموما تجري في دم أطفال صغار سوف يتركهم وحدهم في الحياة وهو لا يدري انه زرع سموما في أبدانهم..ان دعوات المظلومين الذين ينامون في المقابر والطرقات وصرخات الجوعى تحت الاعمدة المظلمة وآلاف المرضى الذين ينامون أمام طرقات المستشفيات سوف تكون شاهد عدل ضد كل من ظلم وأخذ من ايدي الناس ما لا يستحق ليت كل إنسان جلس على تلال من المال بغير حق ان يراجع دفاتره قبل فوات الأوان وان يعيد للمحرومين حقوقهم ويخرج السموم من أجساد أبنائه حتى لا يرث الصغار لعنات تطارد الآباء والأبناء كل العمر"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله"في بعض الأحيان يستفحل الظلم ويتصور الظالم ان الحساب بعيد ثم يكتشف انه قريب جدا..من واجب الإنسان ان يراجع نفسه وسوف يعرف متى تسربت في يديه حقوق الآخرين إذا أخذت القوانين أجازة وعجز السلطان ان يعيد للناس حقوقهم الضائعة فإن عدالة السماء لن تغيب ولن تغيب ..الله سبحانه وتعالى حي لا يموت.
نعم ايها الانسان الضعيف اعلم ان بم تختم حياتك؟
*نعم أيها الاخوة الكرام*ونحن جميعا يعرف وكلنا يعرف ...و نتذكر أنه في لحظة بل رمشة عين قريبة سوف يُطوى كتاب حياتنا، ويقول المحيطون بنا: "يرحمه الله"،؛ لنجد أنفسنا في عالم آخر؛ لا يؤنس فيه وحدتنا إلا عمل انقضى عمرنا فيه، وصدق فيه قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إنَّما الأعمال بالخواتيم". (البخاري)، وقال عنه ابن القيم: "العمر بآخره، والعمل بخاتمته".
نعم،..أغمض عينيك إذن، وفكر شوية- في خاتمة حسنة، تعمل لها منذ الآن. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ". (آل عمران:102)
يُروى أنه كان بدولة اسلامية ما... رجل ملتزم بالأذان، فرقى المنارة يوما لأدائه، وكان تحتها دار لغير مسلم, فاطلع فيها فرأى ابنته، فافتتن بها, وترك الآذان, ونزل إليها، ودخل الدار، فسألته: ما تريد؟ قال: "أنت أريد، سلبتِ لبى وعقلي, وأخذتِ بمجامع قلبي". قالت: "لا أجيبك إلى ريبة". قال: أتزوجك. قالت له: أنت مسلم، وأبي لا يزوجني منك.
فقال لها: أترك ديني، قالت: إن فعلت أفعل، فارتد عن الإسلام، وتزوجها، ثم أقام معهم في الدار , فلما كان في يوم رقى إلى السطح فسقط منه فمات. فعلَّق البعض قائلا: "يا لها من خاتمة سيئة.. لا نجا بدينه، ولا ظفر بـها".
ولسوء الخاتمة أسبابٌ، أهَمُها: "الانكباب على الدنيا، والإعراض عن الآخِرة، والإقدام على المعاصي، والتَّسويف بالتوبة، والتَّهاون في فعل الواجِبات، إضافة إلى حب المعصية.
قال ابن قُدامةَ في "مختصَر منهاج القاصدين": "إذا عرفتَ معنى سوء الخاتمة؛ فاحذرْ أسبابَها، وأَعِدَّ ما يصلح لها، وإيَّاك والتَّسويف بالاستعداد؛ فإنَّ العمرَ قصيرٌ، وكلَّ نَفَسٍ مِن أنفاسك بمنزلة خاتمتِكَ؛ لأنه يُمْكن أنْ تُخطَف فيه رُوحُكَ، والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويُحْشَرُ على ما مات عليه".
وزاد ابن رجب فقال: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسةٍ باطنةٍ للعبد، لا يطَّلع عليها الناس، إمَّا من جهة عملٍ سيِّئٍ ونحو ذلك، فتلك الخَصلة الخفيَّة توجِب سوء الخاتمة عند الموت، وكذلك قد يعمل الرَّجل عملَ أهل النار، وفي باطِنه خَصلةً خفيَّةً من خِصال الخير، فتغلب عليه تلك الخَصلة في آخِر عمره، فتوجِب له حُسْنَ الخاتمة".
ومن عجائب سوء الخاتمة، كما جاء بصفحة في احدى الصحف العالمية ، أن أحدهم كان يعمل في سيارة نقل، فوقع له حادث أليم نقل على إثره إلى المستشفى، وكان في النزع الأخير، وبينما كان الأطباء يلقّنونه الشهادة أخذ يردد: "باقي واحد يعني راكب لم يسدد بعد حقه .. باقي واحد"...".
قال ابن القيم: "أخبرني من حضر عند وفاة أحد الشحاذين أنهم جعلوا يقولون له: قل: "لا إله إلا الله"، فجعل يقول: فِلس لله.. فِلس لله، يعني لا يزال يمد يده لغير الله حتى خُتم له بهذه الخاتمة".
هكذا تخذل المعاصي صاحبها عند الموت, فتظهر عليه علامات سوء الخاتمة، ومنها كراهية الموت، ولقاء الله.
والأمر هكذا، حذَّر رسول الله، صلى الله عليه وسلم من سوء الخاتمة، فقال: "فَوَ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا". (رواه البخاري).
وفي حديث أنس: "لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بم يُختم له فإن العامل يعمل زمانا من دهره بعمل صالح لو مات دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا".(صححه الألباني).
وكان مالك بن دينار يقول: "والله لو استطعت ألا أنام ما نمت، قيل له: لماذا؟ قال: أخشى أن يأتيني ملك الموت وأنا نائم، ولا أريد أن يأتيني إلا وأنا على عمل صالح". (الزهد للإمام أحمد).
وما بين سوء الخاتمة وحُسنها يمتد حبل ممدود من "التوبة النَصوح"، يحفظ المرء، ويدخله الجنة.
و"التوبة النَصوح": ألا يعود في الذنب، كما لا يعود اللبن في الضرع. وقد تابت الغامدية، أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم، من الفاحشة، توبة لو قُسمت بين سبعين لوسعتهم. كما تاب ماعز، وسبح في أنهار الجنة. (رواه مسلم).
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك يارب العالمين
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.