فضاءات بشار

بشار

فضاء المتغيبين وقدماء الأصدقاء

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1768.2
إعلانات


السياحة إلى الحراش / للكاتب عمار يزلي- الشروق-

السياحة إلى الحراش

لأن السياحة عندنا نياحة، وبكاء على الأطلال بسبب الأغلال وثقافة عدم الاستغلال في الحلال، وكل شيء متوفر عندنا دعائمه إذا ما شدت إليه عزائمه، من سياحة دينية وبحرية وصحراوية وجبلية وتراثية، فكرت في مشروع مربح للغاية ودون تكاليف ولا ثقافة ولا إشهار ولا هم يحزنون. سياحة الدولة بالتعاون مع الخواص.

المشروع يقضي بإنشاء نوع جديد من السياحة هي “السياحة المنجلية”، التي تنجلي على كل الناس وكل الناس يتمنون أن يحظوا بشرف التمتع بها. مشروع يقضي بتمكين الجزائريين من زيارة مساجين الحراش والبليدة والتفرج عليهم في زنازينهم.. كما نتفرج على القرود في الحدائق العمومية وحدائق الحيوانات.

تقدمت بفكرة المشروع للحكومة وتمت الموافقة على التنسيق مع الوكالات وإدارة السجون والأمن، وبدأت عملية الإشهار. بلاغ عام كان كافيا لكي يتهافت الناس على الوكالات السياحية لبرمجة رحلة سياحية إلى الحراش والبليدة. شيء غريب: الجزائري ما عيّدش.. ما عندهش وفضل أن يرى أويحيى قاعد على بنك.. بلا دراهم.. بنك من خشب وهو ينش الذبان ويروح بمروحة من تقاشير من جراء السخانة.

أول زيارة حضرتها مع أول فوج سياحي باعتباري مرشدا سياحيا كانت تضم 1200 سائح في ساعة واحدة.

الدخول بأفواج وكل عنبر وشخصية بسعر. كبار السراقين السياسيين ورجال العمايل، بمليون سنتيم للساعة، والنقل وبقية التكاليف بمليون. زوج ملايين وأنت عيدت وتفرجت على أويحيى وسلال والإخوة كونينيف وربراب وحداد، وولد عباس.. وغيرهم وهم ينشوا الذبان.

نجوم الإثارة السياحة المنجلية، كان كل من ولد عباس وأويحيى وحداد والإخوة كونينيف.. سلال ثم بقية العصابة..

هذا في الحراش، أما في البليدة، فطبعا، السعر كان أغلى.. 2 ملايين للراس.. على انفراد.

الممنوعات كانت معلنة مسبقة: ما كان لا ياورت لأويحيى لا “بنانين” لسلال.. لا دلاليع لحداد لا سكر لربراب. أخذ الصور ممنوعة والهواتف تنزع عند الدخول.. إذا أردت أن تشاهد وتتفرج وتتفجج..عليك بالسياحة الوطنية المنجلية. كل الممنجلين كانوا هنا، في أسوأ الظروف. طبعا هم ليسوا دائما هكذا، إنما فقط في أوقات “العمل” أي وقت الزيارات السياحية. لكن عادة ما يلبسون ألبسة عادية ماعدا المحكوم عليهم.. تعمدت إدارة السجون والسياحة عزل البعض في سجون انفرادية وبسعر مضاف.. 3 آلاف دينار للدقيقة.. مع إمكانية التحدث مع السجين أو سبه بما لا يمس مشاعره الإنسانية كأن تقول له: “كليتوا البلاد يا السراقين” أو “يالفقاقير” أو ولد عباس المركلي..

كما يمكنك أن تدفع 5 آلاف دينار لتدفل على كمارة أي أحد فيهم، لكن فقط في وجه من أدين قانونيا في المحكمة، وإلا فالبصاق والسب ممنوعان لأن السارق مهما كان ولد الحرام، بريء إلى أن تثبت إدانته. كل سائح يخالف التعليمات وقوانين السياحة المنجلية يدفع مليون سنتيم غرامة..(البعض فعلها بلعاني: سب ولعن البعض منهم ودفع 10 ملايين.. وهو يعلم ذلك.. سمعت أحدهم يقول: نسب الراسة نتاع والديه وندفع دراهم الكبش..).

عائلات المساجين، سعر الرحلة السياحية، كان بالملايير..وأحينا بالدولار والأورو… تذهب مباشرة إلى الخزانة العمومية في حساب يسمى حساب “حسبي الله”. الزيارات العائلية غير مقبولة إلا ضمن الزيارات السياحية مثل هذه في أيام الجمعة بعد الظهر.

لكل طلباتهم اتصلوا على الرقم 0012345679789

إذا لم يجب فمعناه الحجر مقفول..COMPLET


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة