ساكنة تيمولاي تنظم الموكار الرمى ن سيدي علي بن ناصر
تحت شعار تراث السلف يحيه الخلف، أحيت ساكنة تيمولاي الموكار الرمى ن سيدي علي بناصر بمقر جماعة تيمولاي اقليم كلميم يومي 16 و17 غشت 2019 بساحة انرارن بتيمولاي ايزدار. افتتح اللقاء بوجبة غداء لكل المدعوين من تنظيم ساكنة تيمولاي على الطريقة التقليدية " تيزلافين" وذلك إحياء لعادة " معروف الرمى ن سيدي علي بناصر" تلته قراءة للقران وتلاوة الدعاء وبعد صلاة العصر انطلقت الألعاب بالساحة والتي أدتها فرقة الرمى أولاد سيدى أحمد اوموسى والفكاهي المسيح الذي أضحك الحاضرين بمستملحاته.
ومساء بعد صلاة العشاء استمتع الجمهور بعروض فرق أحواش حيث الكلمة الهادفة المعبرة للإنضامن والرقصات المتمايلة للفرق المحلية بعد يوم مشمس حار. وهكذا استمرت الألعاب والرقصات ودامت الأفراح والمسرات طيلة يومين.
ويعد موسم الرمى - سيدي علي بناصر بتيمولاي من أقدم المواسم بالجنوب، وهو تقليد سنوي تحتفل به ساكنة تيمولاي منذ عقود ومن خلال اسمه الرمى ن سيدي علي بناصر فهو مرتبط بالشيخ سيدي علي بن ناصر ألحمري نسبة إلى قبيلة احمر بسهل عبدة بأحواز مدينة أسفي. وقد اشتهر صيته بمدينة مراكش ودفن بها ومازال ضريحه يزار بباب اغمات . وهو تلميذ سيدي موسى الحمري والذي تتلمذ بدوره على يد سيدي احمد بن موسى التزروالتي السوسي المتوفى سنة 971 هــ لأنه تجول بسوس وتعلم بمدارسها وكان من الأوائل الذين اهتموا بعلم الرماية وخصصوا له مدارس وزوايا ومواسم.
وكان الهدف من تعليم الرماية وفنونها والاحتفال بها في ملتقيات سنوية هو تكريس قيم التعاون والتعايش والسلم والسلام ونبذ العنف والحروب ولتفرقة.
أما كلمة الرمى من فعل رمى رماية فهي كلمة ترتبط بالرماة دون الفرسان أي المشاة رماة السهام والنبال والباروض وغيرها وترتبط في الثقافة المحلية بالرجال الذين استعملتهم الزوايا في الجهاد ومحاربة المحتلين البرتغال والأسبان و كانت تدربهم على العاب للتمكن من في فك الثغور وتسلق الأسوار بسلاسة دون حاجة إلى أدوات وسلالم . وكان فن الرماية علم يدرس ببعض المدارس العلمية بسوس.
وقد كان هذا الموسم قبلة لكل ساكنة الأطلس الصغير الغربي وواحاته الجنوبية منذ القدم إلى حدود ثمانينيات القرن العشرين حيث توقف تنظيمه لمدة غير يسيرة لأسباب متداخلة ، لكن شباب المنطقة ووعيا منه في الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمنطقة ونفض الغبار عليه سعى جاهدا حتى تمكن من إحياء الموسم برؤية جديدة وذات أبعاد متعددة تاريخية وسياحية وتنموية تعود بالخير على المنطقة.