تاريخ الزاوية البصيرية من الصحراء إلى الأطلس
تاريخ الزاوية البصيرية من الصحراء إلى الأطلس، للدكتور الجيلالي كريم
أصدرت مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام مؤلفا جديدا يحمل عنوان: تاريخ الزاوية البصيرية من الصحراء إلى الأطلس، للدكتور الجيلالي كريم، هذا الكتاب يجمع بين التميز والفرادة، فهو -من جهة- أول بحث أكاديمي من نوعه ينجز حول الزاوية البصيرية، التي جاوزت القرن من الزمن دون أن تحظى باهتمام الباحثين، رغم إسهاماتها الرائدة محليا وجهويا ووطنيا، ومن جهة ثانية كونه اعتمد على مخطوطات ووثائق دفينة تخص الزاوية المذكورة، كان له السبق في كشف النقاب عنها لأول مرة.
وقد نجح المؤلف في هذا الكتاب في ربط الماضي بالحاضر، حيث بسط الحديث في هذه الدراسة القيمة عن تاريخ الزاوية البصيرية منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، ورصد الثابت والمتحول في سيرورة تطورها، سواء على مستوى المنطلقات الصوفية أم على مستوى الوظائف والأدوار، وهي ميزة أخرى تنضاف لهذا العمل الأكاديمي الماتع.
ولقد جهد المؤلف -حفظه الله- في كتابه هذا، في تتبع تاريخ أسرة آل البصير وزاويتهم، حيث عرف بأصلهم ونسبهم وأماكن اشتهارهم، متتبعا ومقتفيا آثارهم من الصحراء إلى بني عياط بدير الأطلس، وفصل الحديث عن مؤسس الزاوية وشيخها سيدي إبراهيم البصير، فعرض سيرته وسنده وطريقته الصوفية وأوراده وأذكاره، وتتبع مسار حركته التربوية والعمرانية، وبين مراحل تأسيس زاويته والظروف والملابسات التي دفعته إلى الانتقال من منطقة إلى أخرى، إلى أن وضع عصا الترحال بمنطقة الدير التي بنى بها زاويته الحالية، ثم عرج على رصد وتتبع مختلف الأدوار الدينية والعلمية والاجتماعية والسياسية التي اضطلعت بها هذه المعلمة الدينية.
ويزيد من أهمية هذا المؤلف ما يحفل به من الدلائل على الوحدة الثقافية والفكرية والعلمية والعمرانية بين شمال المغرب وصحرائه، والعلائق العلمية والروحية التي جمعت بينهما، فهذه الزاوية بجميع مكوناتها تمثل أنموذجا حيا لهذه الوحدة الروحية والثقافية بين الصحراء المغربية وباقي ربوع المملكة الشريفة.
منقول من موقع: مركز الامام الجنيد للدراسات والابحات الصوفية