افتتاحية لسان حال المؤسسة العسكرية: الجيش سيرافق الاقتراحات البناءة لإنقاذ الوطن
افتتاحية لسان حال المؤسسة العسكرية:
الجيش سيرافق الاقتراحات البناءة لإنقاذ الوطن
محمد مسلم مسؤول الملف السياسي بجريدة الشروق
2019/06/07
ح.م
الرئاسيات في أقرب الآجال لقطع الطريق على ذوي "النوايا والمخططات الماكرة"
دعت مجلة “الجيش” لسان حال وزارة الدفاع الوطني، الجزائريين إلى التجند من أجل إنجاح مبادرة الحوار واستكمال آليات إجراء الانتخابات، وتنظيم الاستحقاق الرئاسي في أقرب الآجال لاختصار عمر الأزمة، ومن ثم قطع الطريق على من وصفتهم المجلة ذوي “النوايا والمخططات الماكرة”.
وجاء في افتتاحية “الجيش” في عددها الأخير: “وتقتضي مصلحة الوطن في مثل الأزمة المعقدة التي تعيشها بلادنا مثل ما أكدته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي منذ البداية، انتهاج أسلوب الحوار الجاد والمثمر والبناء للإسراع في إيجاد الحلول الملائمة، التي تجنب بلادنا الدخول في متاهات من شأنها أن تزيد الوضع تعقيدا، وتقطع الطريق نهائيا أمام مرحلة انتقالية لا يمكن إلا أن تفرز وضعا يصعب التحكم فيه”.
المؤسسة العسكرية لم تتأخر أيضا في الدعوة إلى “تشكيل وتنصيب الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، بوصفها أداة قانونية تضمن إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية، تجنب بلادنا الدخول في متاهات يصعب الخروج منها”.
وفي هذا الصدد، تشدد المؤسسة العسكرية على ضرورة انتهاج الحلول الدستورية لتفادي وقوع أي انزلاق: “موقف مؤسستنا القاضي بأن حل الأزمة يمر حتما عبر ترجيح الشرعية الدستورية، التي تتيح للشعب ممارسة حقه في انتخاب رئيس الجمهورية في أقرب وقت ممكن”، وهذا يجب أن يسبقه وفق منظور مجلة الجيش: “جلوس شخصيات وطنية ونخب وفية للوطن، إلى طاولة الحوار لإيجاد مخرج مناسب يرضي الجميع.. ويختصر وقت الأزمة ويتيح، من ثم، طرح مبادرات جادة للخروج منها، وبالتالي تحييد كل طرح يحمل بين طياته توجها معلنا لإطالة عمر الأزمة”.
افتتاحية الجيش هاجمت الأطراف التي تسعى إلى تأزيم الوضع القائم، وكتبت: “لقد انكشفت الآن وأكثر من أي وقت مضى، النوايا والمخططات الماكرة والتجاوزات الخطيرة لبعض الأطراف التي تسعى وفق منطق العصابة، إلى تضليل الرأي العام بانتهاجها منحى التيئيس والتشكيك في كل مبادرة وطنية خيرة وجديرة بإيجاد مخرج حقيقي للأزمة التي تمر بها بلادنا..”، ووصفت هذا العمل بأنه “استغلال غير أخلاقي” لأدوات الاتصال والإعلام، وذلك عبر “نسج سيناريوهات واهية وبث أكاذيب مسمومة ومعلومات مغلوطة وأخبار مزيفة”.
واقتبست المجلة، في هذا السياق، مقطعا من كلمة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، التي ألقاها خلال زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية السادسة، جاء فيها: “أن يتجند الجميع كل في مجال عمله ونطاق مسؤوليته، لاسيما قطاع الإعلام بكافة تفرعاته، لخدمة الجزائر، فالإعلام يتعين أن يكون مرآة عاكسة للمطالب الفعلية والحقيقية للشعب الجزائري، ومطالب بأن يكون لسان صدق لشعبه يقول الحقيقة ويقوم بتبليغ مطالبه دون تشويه أو تزييف أو استغلال أو تسخير لأغراض أخرى غير خدمة الوطن، فالمصالح المادية لا يمكنها إطلاقا أن تكون بديلا للوطن”.
“الجيش” وبعد أن شددت على ضرورة جلوس الجميع إلى طاولة الحوار، تجاوبت مع مطلب الكثير من رموز الطبقة السياسية، بمرافقة المؤسسة العسكرية لإسهامات الجميع في إخراج البلاد من أزمتها: “ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر بأن يوفق الجيش الوطني الشعبي في حسن مرافقة أبناء الوطن، وهم يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما يستوجبه الواجب الوطني النبيل”.