مجوعة أصدقاء الغابة بمدينة الجديدة في لقاء تحسيسي حول البيئة في غابة الحوزية
الحوزية هي جماعة قروية تقع بين مدينتي آزمور والجديدة و تنتمي لإقليم الجديدة و تضم غابة شاسعة من الكاليبتوس والآروكاريا وهي تقع جنوب مدينة الجديدة، وبساكنة تناهز 30 ألف نسمة، وتتميز بشاطئ رملي جميل طوله 15 كيلومترا حائز عدة مرات على اللواء الأزرق للشواطئ النظيفة ، كما تتوفر على حزام غابوي يعمل المجلس الجماعي في إطار شراكة مع وزارة التجهيز و المياه و الغابات على دراسته لإنعاش السياحة أكثر .
يتميز موقع جماعة الحوزية بتواجده بين مدينتين مختلفتي الحجم والإشعاع جهويا ووطنيا؛ حيث مدينة الجديدة، القطب الحضري والصناعي و السياحي. و أزمور، المدينة العتيقة ، كما تتوفر على حزام غابويي.
و بغابة الحوزية نظمت مجوعة أصدقاء الغابة بمدينة الجديدة صبيحة الأحد 5 ماي 2019 بالفضاء الغابوي ، واحتفاء بقدوم شهر رمضان الذي يكثر فيه رواد هذا الفضاء الأخضر، يوما بيئيا لتحسيس زوار هذا المكان منهم رياضيين و فعاليات من المجتمع المدني بأهمية الحفاظ على هذه الغابة التي تشكل ثروة طبيعية وبيئية .
وأتت هذه المبادرة، التي نظمتها مجموعة أصدقاء غابة الحوزية بتعاون مع السيد مصطفى الصافي رئيس جماعة الحوزية بحضور رؤساء المصالح المتخصصة بالشأن البيئي، في إطار مقاربة تشاركية مجتمعية تروم لتعزيز روح المواطنة البيئية لدى المواطنين، وتحسيس مجموع الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين بأهمية الانخراط في الجهود التي تبذل على مستوى رواد مواقع التواصل الإجتماعي لحماية غابة الحوزية باعتبارها المتنفس الوحيد لمدينة الجديدة ومجالا طبيعيا وإيكولوجيا إقليميا
و في جلسة تشاورية السيد رئيس الجماعة و بين صاحبة الفكرة، فرنسية الجنسية مقيمة بالمغرب و المسؤول عن موقع التواصل لأصدقاء غابة الحوزية حرص الجميع على إشراك تلاميذ المؤسسات التعليمية وهيئات المجتمع المدني لتعميم الفكرة في هذه المقاربة التفاعلية التي تهدف إلى وعي استباقي، منفتح على المستقبل، و اعتبر مدير ثانوية ابن طفيل أن مساهمة تلاميذ المؤسسات التابعة لجماعة الحوزية والفاعلين المدنيين هي مساهمة تحسيسية وتثقيفية من أجل اندماج المواطنين في قضايا البيئة.
فيما أبرز منسق هذه الجلسة البيئية أن موقع أصدقاء غابة الحوزية عرف إشراك حوالي 500 زائر يمثلون جميع الشرائح عبر الأنترنيت منهم مغاربة و أجانب، مضيفا أن هذه المبادرة البيئية ستترجم الجهود التي تبذلها الجماعة من أجل ضمان انفتاح سكان مدينة الجديدة على محيطهم، وترسيخ قيم المواطنة لديهم من خلال تفاعلهم مع مختلف التظاهرات ذات الطابع البيئي و التطوعي.
و كان من المفترض أن يتضمن برنامج هذا اليوم البيئي علاوة على حملة النظافة، القيام بأنشطة رياضية وثلاث ورشات تربوية (الرسم والكتابة الإبداعية والصورة والروبورطاج)، إلى جانب تقديم عروض وثائقية للغابة و فيلم وثائقي للحالة الراهنة لغابة الحوزية و روبورطاج حول مختلف مشاريع التهيئة البيئية التي تعرفها الجماعة و الإقليم، إلا أن أصحاب الفكرة أجلوا هذا المشروع إلى مناسبة قادمة.
كما كان لرئيس الجماعة النية في توزيع جوائز تحمل شارة “اللواء الأزرق”على ثلاث تلاميذ من المؤسسات التعليمية المشاركة في هذا اليوم، إلا أن هذه المبادرة أجلت الى الدورة التحسيسية المقبلة.
و بالمناسبة، فقد كانت صبيحة الأحد 5 ماي 2019 موعدا للقاء مجموعة أصدقاء الغابة بكل فعاليات المجتمع المدني التي كانت تتفاعل على "موقع أصدقاء غابة الحوزية" لتفعيل هذه المبادرة التي تميزت بمشاركة أكثر من 20 تلميذا يمثلون ثانوية ابن طفيل التابعة لتراب جماعة الحوزية بمؤطرين و مدير المؤسسة التعليمية كما تم بالمناسبة القيام بحملة نظافة موسعة لمختلف أرجاء غابة الحوزية التي همت جمع النفايات والأنقاض على مستوى العديد من النقط السوداء بهذا الفضاء الغابوي .
يقول المسؤول عن التواصل بصفحة مجموعة أصدقاء الغابة، أن الإفراط في استغلال الغابة هو واحد من أكبر التحديات التي تواجه سكان جماعة الحوزية و نواحيها اليوم إضافةً إلى تلوث البيئة.
كما يعتقد رئيس الجماعة بأن تغيير العقليات لمواجهة هذا التحدي ليس بالمهمة السهلة. ولكن كما استفادت الإنسانية من الإبداع والإبتكار في الماضي، يمكننا أن نفعل الشيء نفسه مرة أخرى لخلق مستقبل زاهر خالٍ من الأزبال ودون تدمير الغابة.
ويؤكد الرئيس أن الحالة الراهنة التي وصلت إليها الغابة اليوم تستوجب حلولا لإنقادها قبل إتلافها لتحسين الاستدامة و ذلك بجعل استراتيجيات سياسة المدينة والتنمية القروية تهدف إلى تحقيق ثقافة التوازن بين إمدادات رأس المال الطبيعي وطلب السكان من جهة ، و من جهة أخرى بين ترويج الثقافة السياحية و الرياضات الغابوية للإبداع في تحويل الفضاء الغابوي إلى اقتصاد بيئي في الموارد الطبيعية.
هذا و تعبأ في هذه الحملة، أعضاء و أطر جماعة الحوزية و إدارة و أطر ثانوية ابن طفيل و أزيد من 100 لتنظيف الغابة في اطار مشروع "ثقافة المواطنة" بهدف الارتقاء بثقافة المواطنة إلى تفعيل قيم التضامن والعيش المشترك وذلك بتعبئة مختلف الفاعلين والغيورين على إقليم الجديدة داخل و خارج الوطن.
وستساهم هذه الحملة في رفع نسبة الزيارة إلى الغابة التي تعتبر الى جانب منتزه مازكان من أهم المنتزهات الطبيعية التي يقصدها ممارسو الرياضة و عشاق التنزه في الطبيعة ، نظرا لتوفرها على مساحة شاسعة لممارسة جميع أنواع الرياضات، بالإضافة إلى قربها من الشاطئ.
وعند اختتام الحملة أوصى المشاركون على دعم السلطات العمومية و المحلية والممولين لمشاريع التربية البيئية للاعتراف بانجازات المجتمع المدني في مجال التربية البيئية وتقوية أدواره من أجل تكامل أفضل عند بلورة الاستراتيجيات وعند تنفيذ الحملات البيئية من أجل الانتقال الى مجتمع منصف ومتضامن واكثر احترام للبيئة.