حوار مع الزمن
حوار مع الزمن
وشكوت أحوالي إلي زمني ...فأخبرني بأن العيب من الأقــــدار
وأجابه همي بنظرة حزن...فأجابني بأن الحياة نهاية المــــــشوار
حدثته بعنف شاكيا شاردا...فأحني وجهه عني ثم مال إلي وأشار
فلتعش ما دمت تـــــــــريد العيش..أو مت واسكن مـــــع الأبرار
ذكرته بشــــــبابي وعمري...فأشاح بوجـــــهه أن لا فــــــــــرار
من هول الحيــــــــــاة ومصائبها..كثيرة عظيمة كقطرات البحار
استلتمس من كـــــــــــل قطرة عذرا..أو تـــــــتركها تجف وسار
تاركني خلفه أفـــــــكر متأملا...تكسوني في لحــظة فكرة انتحار
أو هروب من الزمــــــــان..أو سكنا يحتويني مـــــــــــنزل بالنار
وعــــــــــاد إلي ثانية ينظرني..وعينه تشابك عيــــــــوني بأسرار
وفهمت نظرته أخيــــــــــرا...وبعيونه سألني أيهمــــــــا ستختار؟
أجبت بأن العيش صعــــــــب..وعيش العيش أصعب الأطـــــوار
وتموجت عيوني بدمـــــــعي..فربت علي كـــــتفي في انتصـــــار
وبزهـــــــــــــو أجاب يا ساكني..أنا زمنك وحيـــــــاتك وكل الدار
أقدارك تمــــــــــــــــــــــــلي عليك...يوما بعد يوم فمـــــــــن العار
أن تســــــــــــتسلم لقــــدر...يوقعك في صــــــــــمت بلا قـــــــرار
فاحــــــــــزن لدمعك واجـــــــــــــعله...يحول ليلــــــــــك إلي نهار
والتــــــمس من مصائب غـيرك موقعا...وأعد حياتك مثل الأشجار
تسقط أوراقها حينا بعد حين...وتأتي بأفضل مــــــــــنها بثاني مدار
أو كالنـــــــــــــــخيل يقذف بحجر..ويرمـــــــــــــــينا بأطيب الثمار
أو كالعـــــــــــيون تدمع ساعات...وبعدها تستهويك بأجمل اخضرار
يا ساكـــــــــن الزمن المخيف...المس بحسك أطـــــــــــيب الأعمار
ولا تســـــــــــــــــكن إلي جراحك...فتكون رمزا وعلامة للمـــــرار
عش سعـــــــــــــــــيدا حتى لو بقلـــــــــبك...وبعيونك دموع الأنهار
بقلم م_أحمد الشحات محمد
ديسمبر 2008