الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم، أرسل محمدا بالهدى والرحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، جاء بالرحمة للعالمين، - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الرحماء فيما بينهم.
** أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته-: - **
أيام وسوف يحل علينا شهر رمضان المبارك والمعظم والمكرم بكل كرمه وفضله..انه حقا شهر الرحمة ،، شهر الغفران ،، شهر التوبة ،، شهر التقرب الى الله ، وبالمناسبة اهنئء الشعب الجزائري العربي المسلم و جميع مسلمي العالم باكمله كل عام وامتنا الاسلامية بخير * و بهذه المناسبة الطيبة ايضا أدعو كل اصحاب الاعمال والموسرين ممن افاض الله عليهم بسعة الرزق ان يكثفوا ممن اعمال البر والإحسان، سواء من تبرعات او صدقات او زكاة نقدية او عينية في هذا الشهر الكريم على كل الاسر المحتاجة من أقارب او اصدقاء او العاملين لديهم والمحيطين بهم واليتامى، نظرا للظروف الاقتصادية التي يمر بها غالبية الجزائريين ولا ينتظرون من يمد لهم يده، بل يسعون حثيثا إلى الاسر المحتاجة سواء يعرفونهم او لا يعرفونهم وذلك للمحافظة على كرامتهم، حيث ان هناك اسرا كثيرة تشكو شظف العيش ولا يبدو عليهم ولا يطلبون وتحسبهم اغنياء من التعفف....ولا يفوتنا هنا ان نرفع القبعة لابنائنا الواقفون على حماية الجزائر من ابناء الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وكذا شباب الحراك السلمي الجزائري وكل اسلاك الامن بصفة عامة.
ويجب على كل المقتدرين ماليا ان يقوموا قدر الامكان بإقامة اكبر عدد من موائد الرحمن التي تمثّل ملاذًا للفقراء والمحتاجين الذين لا يملكون قوت يومهم والصائمين من عابري السبيل والسائقين والطلاب المغتربين وغيرهم وهي من اكثر الاعمال تقربًا إلى الله ولا مانع ان تستمر هذه الموائد طوال العام. كما يعمل مراكز الطعام والجمعيات والمؤسسات العديدة التي لها موائد طعام يومية دائمة طوال العام في مناطق عدة من الجزائر العربية المسلمة وهي تجسد معنى التضامن والتكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف*
ومن جهة اخرى..إنني أتوجه بأسئلة حائرة إلى كل الذين يريدون لأمتنا الانحراف ولشبابنا الانجراف وراء سيل الشهوات والملذات والغفلة والنسيان الذي قد يصل أحيانا لحد الهذيان : أين ضمائركم حين تضلون بل وتلهون الناس في هذا الشهر العظيم بما لا ينفع ولا يفيد لا في حاضر ولا مستقبل ؟ بل أين دينكم حين تشوهون هذا الشهر بكل الوسائل الشيطانية التي تضر المجتمع وتفسد حال البلاد والعباد ؟ إن المؤذن لا يكاد ينطق بعبارة " حان الآن موعد آذان المغرب " حتى تطل رؤوس الشياطين من جحورها تبث سمومها في عقول وقلوب الناس , تقدم مسلسلا بعد مسلسل , وفزورة بعد فزورة , وبرنامجا بعد برنامج , وفيلما بعد فيلم , ولقطة بعد لقطة , ورقصة بعد رقصة , وقصة بعد قصة . وكأنه لا توجد صلاة مغرب ولا عشاء ولا تراويح ولا صلة رحم ولا قراءة قرآن ولا عبادة ولا استغفار ولاحتى عمل بالنهار , إنها الهزيمة بعد الهزيمة والانكسار تلو الانكسار ولا حول ولا قوة إلا بالله . نستعيذ بالله من كل مايفسد صيامنا ويعطل أعمالنا ويضل عقولنا ويطمس جوهر ديننا . ولتعلوا جميعا أن الضمير هو الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان , وإن ضميرك يامن تغوى البشر هو إنسانيتك فإن فقدته فأقم على نفسك مأتما وعويلا وصل على نفسك صلاة لاركوع فيها ولاسجود لأنك أصبحت في عداد الموتى وإن كنت حيا ترزق .
نعم،القلوب المؤمنة لا تعرف سوى الرحمة وحب الخير والسعادة للناس أجمعين, يقول نبينا وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم): من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتي إليها (رواه أحمد), ويقول (صلى الله عليه وسلم): «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم ْحَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبّ ُلِنَفْسِهِ» ((متفق عليه)).
فالمؤمن صاحب قلب نابض يحب الخير للناس أجمعين، لا يعرف الحقد ولا الغل إلى قلبه طريقا، إلف ألوف, يألف ويؤلف، يدرك أن الأمر كله لله وبيده وحده، فلا يحسد أحدا على نعمة آتاه الله إياها أو أنعم بها عليه، راض بما قسمه الله تعالى له، من خير الناس للناس، وخيرهم لأهله، وخيرهم لدينه، وخيرهم لوطنه، لا يحب الفساد ولا المفسدين، ولا تعرف الخيانة إليه طريقا ولا مسلكا،فشهر رمضان مدرسة الأخلاق فصولها الصبر والصدق والبر والكرم والرحمة والصفح والحلم والمراقبة والتقوى، ولن يؤتي الصيام ثمرته إلا إذا ظهر أثر هذه الفضائل على سلوك المرء وتعامله مع الآخرين والبعد عن الفحشاء والمنكر واللغو والرفث والفسوق، وصدق الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام " الصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله إني امرؤ صائم
**نعم ** نأمل في التزام الشاشات الفضائية بالمعايير المهنية والأخلاقية خاصة فيما تعرضه خلال شهر رمضان المبارك من مسلسلات وإعلانات وبرامج ترفيهية ومنوعات الخ.....
...والتي تزخر بالمعايير المهنية والأخلاقية، ومنها الآداب العامة واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة، وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتعلي قيم ومواطن الجمال في المجتمع، وكذلك عدم اللجوء للألفاظ البذيئة والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي والسلوكي للمجتمع --أيضا التوقف عن تمجيد الجريمة وخلو الأعمال الدرامية من العنف غير المبرر والحض على التمييز والكراهية، مع البعد عن الأعمال التي تعمل على إثارة الغرائز والإيحاءات الجنسية، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات...الخ من الخبائث-
ومن اللازم تقديم أعمال وبرامج للصائمين تُساعدهم على تزكية النفس وتحقيق الغاية من الصيام وهي التقوى، حيث يقول الله تبارك وتعالى: «يا آيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» صدق الله العظيم
** أخي القارئ الموقر والمحترم -- فقط لنطرح- سؤالا على انفسنا **هل يمكن أن يتساوى القبح مع الجمال.. وأن تتساوىحديقة جميلة تكسوها الظلال مع صناديق القمامة -وهل يمكن أن تتساوى حوارات كان فيها الامام عبدالحميد ابن باديس و البشير الابراهيمي رحمهما الله مع مهاترات لا فكر فيها ولا ثقافة ويفرضها علينا إعلام مغرض..وهل يمكن أن يتساوى شعب كان ينشد نشيد قسما ..وطلع البدر ...وجزائرنا يابلاد الجدود مع فيئة من شعب يغني بغناء قلة الحياء.. وماذا نقول عن أذواق الناس التي فسدت وأصبحت الآن من اخطر ما يواجه الجزائريين من المحن والكوارث.. من الذي سمح بتسلل هذه الأمراض إلى جسم الجزائر ارض الشهداء بكل ما كان فيه من القدرة والمناعة.. أي إعلام هذا الذي سمح بظهور هذه النكرات بحيث تحولت إلى رموز وقمم وقدوة أمام ملايين الشباب..إن البعض يمر على هذه الظواهر المرضية باستخفاف شديد وكأنها لا تعني شيئا على الإطلاق ولكنها في الحقيقة تعكس خللا رهيبا في انحطاط الذوق العام وأصبح من حق أي إنسان ان يفتي أو يغني أو يقدم ثقافته الضحلة أمام الناس..كانت هناك قواعد تحمي قدسية الدين فلم يكن احد يستطيع أن يفتي بما لا يفهم فيه.. وكانت لدينا لجان للغناء وللنصوص بحيث يصعب على أي صوت قبيح أن يفسد أذواق الناس وكان من المستحيل أن يصمت المجتمع أمام دعاوي فكرية متخلفة أو مريضة..ولكن هناك الآن بعض الشركات وبعض رجال الأعمال الذين فرضوا وصايتهم على أذواق الناس وأصبحت هناك صراعات ونزاعات ومعارك لفرض أنواع مريضة في الفن والفكر والثقافة.. لقد تعقدت القضية ووصلت الآن إلى حالة فساد تهدد الثروة البشرية في ارض الشهداء الجزائر وهي أغلى ما تملك.
إن هذه الفنون وهذه الأفكار تدمر تاريخا طويلا من الإبداع الجميل فهل نترك عقل هذه الأمة لعدد من التجار الذين يرفعون سعر البطاطة واللحم والخيار ووو ويفسدون بأموالهم أذواق هذا الشعب.. هل نترك الإعلام بشاشاته وصفحاته ومنابره وأبواقه ينقل هذا الشعب هذه النقلة المخيفة ويعود به إلى هذه الفنون التي دمرت عقول شبابنا ووقع ضحية بين الفن الهابط والمخدرات.. القضية تحتاج إلى تدخل الدولة لأن رأس المال شديد الضراوة والتفاهات والفوضى أقرب الطرق الآن للثراء السريع والضحية تاريخ مضيء وشعب مبدع.. ومستقبل غامض من يجرم المخدرات عليه أولا أن يجرم الفن الهابط *
**أتمنى على الله أن يرشدنا إلى ما فيه صلاحنا وصلاح ذريتنا وأحبابنا جميعا، وفي هذا الشهر الكريم لا ندع لأنفسنا مداخل تبعدنا عن طريق الله فشياطين الجن مسلسلة في هذا الشهر، بينما شياطين الأنس فلا.. ولعل هذا الشهر فرصة لتحسين أخلاقنا جميعا والتخلي عن أي أخلاق سيئة خلال هذا الشهر، كالتدخين مثلا.
ولعل أهم ما أراه هو التحلي بالأخلاق التي يتخلى عنها البعض بحجة الصيام، فيتوعد الثائرون لمن يحدثهم بالبعد عنهم لأنهم صائمين ،كما يرددون طيلة الشهر الكريم، ولعل الله في غنى عن صوم من لا يستطيع ضبط أعصابه، ردنا الله وأياكم إلى ديننا الرد الجميل
**إن خير أعداد لشهر الصوم هو ان نعد قلب سليم قبل البدن السليم. سليم من الرياء والغل والحسد والإثم والنفاق والركون للظالمين لنبحث عن هذا القلب قبل الموت فأن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا و سيتخطى غيرنا إلينا (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).حينئذ ينفع صاحبه. فمن مات قلبه قبل جسده فقد هلك
رأيت الذنوب تميت القلوب * وقد يورث الذلَ إدمانها.وترك الذنوب حياة القلوب * وخيرٌ لنفسك عصيانُها
قلوبنا تحتاج الى توبه كجوارحنا قبل رمضان. #صيام_قلب
***وبينما أكتب تذكرت حكاية الرجل العجوز الذي كان يقرأ القرآن بكثرة ولكنه للأسف لا يحفظه فسأله ابنه الصغير ما فائدة ذلك مادمت لا تستطيع الحفظ فقال له سوف أجيبك بعد أن تملأ لي هذا الطبق من ماء البحر وكان هذا الطبق مصنوعا من جريد الدوم او النخيل ويستخدمونه في نقل الفحم فقال الشاب «مستحيل حفظ الماء في طبق من الجريد» ولكن والده أمره بأن يجرب وبالفعل حاول الشاب وفشل فطلب منه تكرار المحاولة وبالفعل كررها أكثر من 7 مرات وبعد أن تملكه اليأس سأله والده: ألم تلاحظ شيئاً بعد كل تلك المحاولات فنظر الولد إلى الطبق وقال له لقد أصبح نظيفاً تماماً ولم يعد هناك أي أثر لبقايا الفحم التي كانت تملأ الطبق وهنا نظر إليه والده وقال له : هكذا القرآن كلما قرأته نظف قلبك من أطماع الدنيا وأفعالها القذرة حتى لو لم تحفظ منه شيئاً فقراءة القرآن تنظف القلوب وتطهر الأبدان وتسمو بالأنفس .
اقرأوا القرآن وقولوا «يارب» من قلوبكم علها تكون ساعة إجابة فيغير الله أحوالنا. وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم لامتنا العربية والاسلامية..اللهم تقبل منا الصيام آميــــــــــــــــــن*
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.