حكاية محمد علي باشا والشوربجي
حكاية محمد علي باشا والشوربجي
بلغت الدولة العثمانية في الإتساع فامتدت الى بودا بست على نهر الطونة إلى أسوان شمالاً وجنوباً من نهر دجلة إلى حدود مراكش شرقاً وغرباً وشملت رومانيا والصرب والبلقان والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا واليونان في أوربا وقبرص ورودس وكريت في البحر المتوسط وآسيا الصغرى والشام والعراق والحجاز واليمن ومصر والنوبة وبني غازي وطرابلس الغرب وتونس والجزائر في أفريقيا ، وكان الشوربجي حاكم مدينة قولة من قبل الدولة العثمانية قبيل سنة 1769 م حيث كانت ( قولة ) أحد المواني الصغيرة التي على الحدود بين ترافية ومقدونية وهي إحدى مدن اليونان الآن ، وحكم الشوربجي مدينة ( قولة ) قبل سنة 1769 م وظل حاكمها مدة كبيرة ، وفي هذه السنة ولد محمد علي باشا الذي كان له الشأن الأكبر في تاريخ مصر الحديث ، وقد عني بتربية محمد علي ( الشوربجي ) الحاكم بعد وفاة عمه ( طوسون ) نظراً لأنه كان صديق والده ( إبراهيم أغا ) رئيس الحرس المختص بحراسة الطرق ببلده ، وقد تبناه وعُني به حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، فتعلم طرفاً من الفروسية واللعب بالسيف، وكشاب صغير التحق محمد على بالخدمة في الجيش، وتزوج إحدى قريباته وكانت من ذوات اليسار وأنجبت له أبنائه (إبراهيم، وطوسون، وإسماعيل )، وخدم حاكم قولـه ( الشوربجي ) واكتسب رضاه بما كان يأتيه من ضروب المهارة والحذق في جباية الأموال من القرى المجاورة التي كانت لا تؤدي ما عليها إلا بالشدة واستعمال القوة الجبرية وفي عام 1797 م بدأ الباب العالي حشد جيوشه لمهاجمة الجيش الفرنسي بقيادة (نابليون بونابرت) انضم محمد على للجيش، ورافق فرقة من الجنود بقيادة ( علي أغا ) ابن حاكم قولة ( الشوربجي ) ووصل إلى ميناء أبو قير في الإسكندرية والتحم بالجيش الفرنسي