فضاءات الجديدة (البلدية)

الجديدة (البلدية)

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
المصطفى بنوقاص
مسجــل منــــذ: 2012-08-02
مجموع النقط: 2512.03
إعلانات


معالم من تاريخ بلدة تاركا بدكالة و مدينة بولعوان

تقع القصبة على بعد 75 كيلومترا من الجنوب الشرقي لمدينة الجديدة. وتم تدشينها فوق منحدر صخري يطل على سهل دكالة على الضفة اليسرى لنهر أم الربيع. في اتجاه مدينة سطات تجاورها الحدود الترابية بين قبائل الشاوية ودكالة تعانق في رحابها حقول ومروج و مساحات مزروعة مملؤة سحرا وهيبة.

وصُنّفت القصبة تراثا وطنيا بمقتضى ظهير 11 مارس 1924 (الجريدة الرسمية عدد 599 بتاريخ أبريل 1924، ص: 658.

يبقى تاريخ القصبة مجهولا قبل القرن السابع عشر ميلادي. حيث تشير بعض المعطيات الغير مكتملة إلى احتمال أن يكون الموحدون هم من بنوها، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد إذا ما كان الأمر يتعلق بالبناء الحالي أو بقصبة أخرى بنيت على أنقاض أخرى قديمة.

وحسب الرحالة الحسن الوزاني في كتابه وصف افريقيا قال عن تلك المنطقة : تاركا مدينة صغيرة على ضفة وادي أم الربيع بعيدة عن آزمور بنحو 30 ميلا عندما زارها سنة 919هـ / 1514م مما يرجح ان القصبة بنيت على انقاض بلدة تاركا او بالقرب منها .

لكنه ذكر لدى بعض المحققين أن تاركا كانت تقع على بعد 35كلم في ملتقى نهري تاركا وأم الربيع على الضفة اليمنى لهذا النهر ، وقبل أن يستقر كبيرها علي بن وشيمن في تاركا، أسره الناصر الوطاسي وحمله الى أخيه السلطان بفاس عام 1514م، ثم رجع وترأس قبيلة بني ماجر عند حركة السلطان محمد الوطاسي سنة 1515م، ثم انتقلت هذه القبيلة كلها الى إقليم فاس ).

وكانت تاركا آهلة بالسكان محتوية على 300 كانون خاضعة لأعراب دكالة، ولما احتُلت مدينة أسفي انتقل علي بن وشيمن رئيس الطائفة المعادية للبرتغاليين الى تاركا وسكنها فترة من الزمن مع بعض أنصاره الأبطال ، وبعد ذلك استقدمه سلطان فاس الى مملكته مع أسرته.

لكن بين كل هذه الاقاويل تبقى قصبة بولعوان شاهدة متعالية بالمجد والعظمة نحو العلاء على أكمة صخرية على نفسها حيث المؤكد في التاريخ انها بنيت في عهد السلطان مولاي إسماعيل سنة 1710م تحت إشراف الباشا أبو عثمان سعيد بن الخياط، في منتصف الطريق التي تربط قطبين رئيسيين اثنين: فاس ومراكش. وأصبحت جزء لا يتجزأ من مجموع الحصون التي شكلت معالم الطرق ومسارات السلطان في ذلك الوقت، كما كانت لفترة طويلة محطة تبديل الجياد للسلاطين العلويين بين الرباط ومراكش. ولعبت القصبة أيضا دورا رئيسا في السيطرة على أقاليم دكالة، الشاوية والرحامنة.

فبمجرد جولة قصيرة داخل القلعة كافية ليقتنع أكثر زوارها انها عربية الهندسة والبناء والتصميم و أن قائمة أمثلة التدهور والتردي التي تتعرض له معالمها التي تتضمن شواهد من تاريخنا الإسلامي والفني والعسكري طويلة لا يكاد يستثني شيء ومع دالك لم يفلح طابع النسيان الجارح في التقليل من أهمية المنطقة و طبيعتها البكر التي تأسر بروعتها الألباب على عكس ما فعله بمآثر في مناطق أخرى عديدة.

كان لهذه القصبة في الماضي باعتبار موقعها الدي يتحكم في الممرات الرئيسية بين مراكش وفاس أهمية إستراتيجية بالإضافة إلى موقعها على الحدود المشتركة بين ثلاثة تجمعات قبلية كبرى هي دكالة والشاوية والرحامنة كان يجعل منها من الناحية السياسية والعسكرية مركزا ممتازا للمراقبة وان اختفت اليوم هده الأهمية فان أهميتها الأثرية لازالت قائمة تؤكد على ما لأجدادنا من براعة في تشييد القلاع والحصون وإحكام وسائل الدفاع والحصار فيها بدقة ومهارة وقد ضل المولى اسماعيل يستعمل هده القصبة أثناء تنقلاته بين فاس ومكناس ومراكش .

وتملك القصبة هندسة رباعية غير نظامية تعزز خمسة أبراج سورها في الجانب الجنوبي من بينها البرج الأوسط الذي فتح فيه باب ضخم بأحجار منحوتة ومرصوصة في ممر متعرج. وقد انتصبت أبراج عند الزوايا في الجهة الشمالية. وبالنسبة للسور الغربي فهو يملك برجا نصف دائري، أما السور الجانبي فيملك برجا مستطيلا. وتستند إلى هذا الأخير بنايات أكثر انخفاضا والتي تؤوي بابا خلفيا يؤدي إلى النهر عبر ممر منعطف.

ويوجد داخل القصبة مجمع سكني "دار السلطان" يضم برجا، ومراحيض، وحماما وقاعات فخمة كما يتضح من بقايا الفسيفساء الخزفية، والمنحوتات الجصية وأجزاء من الأعمدة. وبالإضافة إلى هذه المجموعة، تتكوّن القصبة من محلات تجارية وإسطبلات ومسجد وخزان. وفي الجهة الشرقية، اتجاه النهر، يتغير معبر بشكل تدريجي على طول الجدارين الجانبيين ليشكل ممرا يؤدي إلى قاعة متعددة الأضلاع وحمامات استعملت أحواضا للتروية.


تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة