زاوية سيدي إسماعيل زاوية الشرفا القواسم بين ثنايا الماضي وزخامة المستقبل
زاوية سيدي إسماعيل او زاوية الشرفا القواسم كما يطلق عليهم تبعد بحوالي 48 كلم جنوبا عن الجديدة في تجاه مراكش عند ملتقى اسفي اكادير والطريق المؤدية إلى سيدي بنور مراكش في موقع استراتيجي هام وسطه مسجد كبير ورامبوان وضريح سيدي إسماعيل هذ الأخير ينتسب إلى الشرفاء القواسم من سلالة الشريف الادريسي وقد أسست هذه الزاوية على يد الشيخ سيدي قاسم بن علي الذي كان يعيش بقرية اكركون بقبيلة اوزكيطة جنوب مراكش والذي توفي بدرعة ودفن قرب ضريح سيدي أحمد بناصر كما تقول بعض المصادر وكان له أربعة أولاد هم : سيدي عثمان الذي يعيش أولاده بورار بقبيلة بني هلال وقد توفي هناك سيدي بوبكر مؤسس زاوية أولاد بوبكر وزاوية سيدي إسماعيل والمكنى ببوشربيل وسيدي امحمد دفين سيدي إسماعيل رفقة أضرحة سيدي إسماعيل وسيدي بوعبدلي وسيدي أحمد المجاهد وسيدي إبراهيم الذي يوجد أبناؤه بالقواسم بأولاد افرج وكون زاوية مولاي الطاهر القاسمي ومن المعلوم ان هؤلاء كانوا من ألمع العلماء ومن أكبر المجاهدين ضد الاستعمار البرتغالي وقد توفي الشيخ سيدي إسماعيل سنة 1094 ه ودفن بجواره ابنه سيدي ع الله بن إسماعيل المعروف بوعبدلي .
ارتبطت زاوية الشيخ المجاهد كسائر الزوايا التي يذكرها التاريخ المغربي، بالكرم و الضيافة وتجذر ذلك في بنيتها الثقافية كعادة للسكان و الزوار، حيث لعبت دور المركز الذي يستقر فيه المسافرون في اتجاه اقليم الحوز، ومما لاشك فيه أن هذا الارتباط لا زال مستمرا حتى في أذهان سكان الزاوية، و الاعتبار الذي أدخله المد الاقتصادي أن الماضين من زاويتهم سبيل لكسب قوت العيش، وإغناء تجارتهم التي في الغالب ارتبطت بالأكل المحلي .لكن هل شكل هذا التواجد التاريخي بوصلة لتنمية المنطقة؟
في الحقيقة تفتقد المنطقة اليوم لمقومات بنية تحتية ملائمة وتفتقد مخططاتها لنظرة تدبيرية في أفق يؤهلها إلى مكانة جاراتها، اللواتي حظين باسم مدن وبنية تأهيلية لا بأس بها حسب الحسابات التاريخية، وذلك يسائل استراتيجيات التخطيط المهيكل للمنطقة على مستوى البنية الاقتصادية خاصة في ظل جود طريق السيار الذي بات يغني الكثير من المسافرين عن المرور من المنطقة، و بالتالي فالسبيل للتحقيق الدخل لذى سكان المنطقة أصبح مهددا، ففي الوقت التي أصبحنا نتحدث عن مخططات بعيدة المدى لتنمية المناطق القروية عبر ربطها بأنوية حضرية، تفتقد المنطقة لأبسط مقومات البنية الثقافية لتأطير ساكنتها، باستثناء دار شباب من مترين ينازع فيها أبناء المنطقة الأمل في تغير يناسب تطلعاته.
إن الوعي هو السبيل للتنمية هو السبيل للتغيرالإيجابي و الإشراك، هو السبيل للحديث عن خطابات الحكامة و اللامركزية والتدبير العقلاني، لكن الوعي يحتاج لمقومات ثقافية أولا، تحتضن قدرات أبناء المنطقة التي يقتلها الزمن في المقاهي، التي باتت سبيل للاستثمار الناجح، وهو في الحقيقة تحصيل حاصل لمدخلات ومخرجات التخطيط المعطوب.
إن مكمن الخلل واضح وجلي، أمام السائل عن سبيل الإصلاح والتنمية، إنه الوعي سيدي وتنمية قدرات أبناء المنطقة، ودعمهم وهيكلة تصوراتهم وطموحاتهم الفكرية، ولابد من استحضار التدبير الحكماتي، الذي نص عليه الدستور في ضرورة استحضار تدبير أّفقي وإشراك الفاعل المحلي في وضع المخططات، واستحضار الحد الأدنى من العقلانية في منطلقات الفعل والتنمية حتى لا تخيب كما خابت على مر هذا الزمن، والابتعاد عن الحسابات الضيقة التي تحكمت فيها الكائنات السياسية، بين من يلج القرار و بين المعارض ، فالإصلاح ينطلق بالتنمية و الثقافة و الوعي قبل كل شيء وهي أسس البناء الحقيقية .
منقول بتصرف
المهدي بسطيلي ابن منطقة سيدي اسماعيل