جرير يرثي الفرزدق
جرير ( أبو حزرة جرير بن عطية التميمي اليربوعي ) والفرزدق ( أبو فراس هَمّام بن غالب التميمي الدارمي )
لم يتهاج شاعران فِي الْجَاهِلِيَّة وَلَا الْإِسْلَام بِمثل مَا تهاجيا بِهِ ،
ومع ذلك ،
يجدر بنا أن نورد ما نظمه جرير رثاءً ، حين بلغه موت الفرزدق
ولنا أن نتدبر ونتفكر في دلالة هذا المعنى الجميل ،
قال جرير يرثي الفرزدق [ وقد لحقه في السنة نفسها ( 110 هـ = 728 م ) ] :
لعَمـــرِي لَقَدْ أشْجَي تَمِيمــاً وَهَـدَّهَـا *** عَلَى نَكَبَاتِ الدَّهْرِ مَوْتُ الفَـرَزْدَقِ
عَشِـيَّةَ رَاحُــــوا لِلفِـــرَاقِ بِنَعْشِـــــهِ *** إلَى جَدَثٍ فِي هُوَّةِ الأَرْضِ مَعْمَـقِ
لَقَدْ غَادَرُوا فِي اللَّحْدِ مَنْ كَانَ يَنْتَمِي *** إِلَى كُلِّ نَجْـمٍ فِي السَّمَاءِ مُحَـلَّقِ
ثَوَى حَامِلُ الأثْقَالِ عَنْ كُلِّ مُغْــــرَمٍ *** وَدَامِغُ شَيْطَانِ الغَشُـوْمِ السَّمَـلَّقِ
عِمَــــادُ تَمِـيْـــمٍ كُـلُّهَــــا وَلِسَانُـهَــــا *** وَنَاطِقُهَا البَذَّاخُ فِي كُـلِّ مَنْطِـقِ
ثم قال :
فَتَىً عَاشَ يَبْنِي المَجْدَ تِسْعِيــنَ حِجَّـهً *** وَكَانَ إلَى الخَيْرَاتِ وَالمَجْدِ يَرْتَقِـي