بشار

عند الامتحان/ محمد الصالح الصديق

المحرر الأربعاء 10 جمادى الأولى 1440? 16-1-2019م عند الامتحان/ محمد الصالح الصديق

أكثر الناس، إن لم نقل كلهم، يقبحون العادات والتقاليد البالية السيئة، التي لا ينجر من ورائها سوى الخسران للفرد والجماعة.

وهم يقبحونها لأنهم قد وقعوا في أوخم العواقب من جرائها، أو رأوا من وقع فيها، ولكنهم مع ذلك يمارسونها، والعلماء والجهال في ذلك على حد سواء.

قد يغتفر للجاهل ذلك لجهله، ويقال في شأنه أنه فعل ذلك جهلا أو تقليدا، ولكن أن يفعل ذلك أهل العلم والمعرفة الذين ينتظر منهم أن يكونوا لغيرهم قدوة يترسمون خطاهم، ويتأثرون بهم، فذلك الغريب المثير للألم والحزن.

والمثير للحزن والأسى أكثر أن هناك من هؤلاء من يخطب في المساجد، أو ينشر مقالات في المجلات والجرائد في التنديد بهذه العادات ومحاربتها، فإذا جاء امتحانهم واضطروا إلى فعلها بدافع من التقليد والرغبة في مسايرة الناس في هذه العادات ارتكبوها ونسوا أنها عادات سيئة طالما حاربوها في المساجد أو عبر الصحافة.

ولقد رأيت من هؤلاء أستاذا لا يألو جهدا في محاربة ما شاع في الولائم والأعراس من عادات تخريب البيوت، وتنفر الشباب من الزواج، وعندما زوج ابنته ارتكب من تلك العادات ما يرتكبه غيره من العامة الجهلاء.

ولما قلت له: هل نسيت مقاومتك لأهل هذه العادات، وقولك في كثير من المجالس سأظل ما حييت أحارب هذه المنكرات، قال لي في لهجة من غلب على أمره:

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان

فأنا قد امتحنت ثم ها أنا ذا أهان! / البصائر*