أهمية اللغة العربية/ أمال السائحي
أهمية اللغة العربية/ أمال السائحي
المحرر الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1440-18-12-2018م
يأتي اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف كل عام الثامن عشر من شهر ديسمبر، ليذكرنا باللغة الأم لأطفالنا في الجزائر، وهي اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، كما يذكرنا بأهميتها، وكيفية الحفاظ عليها من جيل إلى جيل، وضرورة تعليمها بطريقة سليمة، مما يجعل هذا الجيل يعتز بها ويفتخر، ويحافظ عليها ويعض عليها بالنواجذ، وضرورة العمل لتمكينها من تجاوز ما يعترضها من صعوبات…
وبطبيعة الحال قد تكون المسؤولية الأولى والأخيرة ملقاة على عاتق الأم في تلقينها لأطفالها، والسير معهم خطوة خطوة، والاحتفال بلغتنا العربية ينبغي أن يتم يوما بيوم في البيت، وذلك بتعليم أبجديتها لأطفالها، ومساعدتهم على اكتشاف ثرائها وتذوق جمالها، مع كل حرف من حروفها الغناء، لأن الأم هي الأستاذة الأولى التي يتعلم الطفل من شفتيها أول حروف الهجاء، فإما أن يحب لغته ويحترمها، وإما أن يحتقرها ولا يعطي لها اهتماما البتة.
من الجميل أن تضع الأم نصب عينيها أنها مثلما تقوم بواجبها مع طفلها خطوة خطوة في تربيته في أكله، في نومه، في ملبسه، عليها أن تكون كذلك في طريقة تعليمه للغته الأم.
من المؤسف جدا ما نراه اليوم، من أمهات كُثر، يحاولن أن يجعلن من أولادهن كما يزعمون أكثر تحضرا مع عالمهم، فتراهن يلقنونهم لغات أجنبية، فيجعلن اللغة العربية لغة القرآن هي أحقر لغة في مخيلتهم.. وكأن هذه الأم تجهل أن اللغة العربية التي يتحدث بها الملايين من الأشخاص، هي اللغة التي نزل بها القرآن، وهي أغنى لغة من حيث المفردات، والتنوع بفنون اللفظ وهي لغة المعاني ولغة الإعراب التي تعبر عن كل شيء، وأنها اللغة الأكثر قدرة على مسايرة التطور العلمي والتكنولوجي، فلابد للأسرة وللأم بالأخص أن تكون يقظة وأن تضع نصب عينيها أهمية دورها في الحفاظ على هذه اللغة الحية الجميلة، وذلك بحرصها على أن تكون هي لغة التحاور في البيت لا سواها، وبجعل أولادها يجتهدون في تعلمها في المدرسة والجامعة، وطبعا بعدها تأتي اللغات الأخرى منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية..
إن سعادتنا تكمن في الانجازات التي نحققها لهذه اللغة، بحيث تغدو هي الأداة الأهم للتفكير والتعبير والتسيير لا عندنا فحسب، بل في كل بلاد الله، فهي ليست أقل شأنا من الإنجليزية وهي أسمى من الفرنسية بكثير، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وإلى عام مُقبل آخر تزدهر فيه لغتنا العربية أكثر فأكثر.