دور المرأة المسلمة في العمل التطوعي
دور المرأة المسلمة في العمل التطوعي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاالله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد : ـ
أخواتي في الله : يقول الحق سبحانه وتعالى ( فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكراو أنثى بعضكم من بعض ) آل عمران /195.
ويقول تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل /97 .
للعمل في الاسلام مكانة عظيمة ... فأمة الإسلام أمه لا تعرف الا العمل لانها تعرف لماذا خلقت قال تعالى : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) الذاريات / 56
فالأمه التي تحمل على عاتقها مسئولية أبت السموات والارض أن تحملها قال تعالى :
(اناعرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) الأحزاب/ 73.
هي أمه بلا شك لا تنام ملء جفونها ... ولا تأكل ملء بطونها ... ولا تهتم بسفاسف الأمور .. إنما هي تعمل لنشر دينها وإعلاء رايته خفاقه .. وهي تعمل من أجل ابناء دينها .. ويتبقى الأجر والثواب من الله تعالى ، قال تعالى ( إن المسلمين والمسلمات ،والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصديقين والمتصدقات ، والصائمين والصائمات و الحافظين فروجهم والحافظات ، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) الاحزاب / 35 .
أخواتـــــــــي : نحمد الله تعالى أن جعلنا في بلاد إسلاميه ، الخير فيها ظاهر والوصول إليه سهل والنعم متوفرة من أمن وغذاء وسكن والانسان يعمل بشعائر ربه جل وعلا من غير اضطهاد او ملاحقة او ضغوط او نحو ذلك كما انه يستطيع ان يسهم بما منَ الله عليه من جهد او مال في أمور الخير بكل يسر وسهوله والحمد اولاً وآخراً ، وظاهراً ، وباطناً .
إن ديننا الإسلامي يحث على العمل التطوعي، ويثني على من يسخر نفسه لخدمه الاخرين ورسم الابتسامه على وجوههم والأخذ بأيديهم نحو طريق الصلاح والسداد.
والعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتاَلف والتآخي بين أفراد المجتمع حتى يكون كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ( كالجسد الواحد ) والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن يعتني بها كما دلت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها تدعو إلى عمل الخير والبذل في سبيل الله سواء بالمال أو الجهد أو القول أو العمل ، فكل إنسان ذكراً كان أو أنثى مطالب بعمل الخير بما يتناسب مع قدراته انطلاقا من قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان )
والبحرين بلد من بلاد المسلمين وقطر من أقطارها دخلها الإسلام في مراحله الأولى وضرب أهلها أمثلة عظيمة في الاستجابة لدعوة الإسلام وهي في هذا الزمن ملئت بالعمل الخيري التطوعي فانتشرت الجمعيات والصناديق الخيرية ،ومراكز تحفيظ القران الكريم ،وظهر الاهتمام بالفقراء والمساكين والمعاقين وذوي الحاجة ، بل شمل العمل الخيري من ليس من المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام ،وظهر الاهتمام بالناشئة في مراكز تحفيظ القران الكريم ، وتعليمهم كتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً وتفسيراً ، وكان من أعظم ماأعتنى به تنبيه المسلمين إلى أداء الزكاة وبذل الصدقات ومساعدة الغني على إيصال صدقته لمن يستحقها من الفقراء والمحتاجين كما برز الاهتمام بالشباب والشابات وتثقيفهم الثقافة الإسلامية العالية .
إذن إخواتي : مامن مجتمع إلا وفيه المحتاج والجاهل والمريض والمعوق ومن يحتاج الى مساعدة أومن يحتاج الى المال أو المسكن أو الملبس أو الزواج أو غيرها من أعمال البر ، فعمل الخير باب واسع بشرط أن يكون العمل خالصاً لوجه الله وان ينبثق من نفس تواقه لإصلاح هذا المجتمع .
وقد كان للمرأة المسلمة نصيب وافر في العمل التطوعي لأنها تعلم أنها إن لم تزد شيئاً للدنيا كانت هي زائدة على الدنيا وخير ما تزيده المرأه للدنيا العمل الخيري .
بأن تبذل شيئاً من جهودها ووقتها بإرادتها في منفعة الآخرين وتقديم الخدمة لهم ومن أهم الأعمال التي تستطيع المرأة المسلمه في وقتنا الحاضر القيام بها :
( 1 ) المشاركة في الجمعيات الخيرية التطوعية بصورة عامة والاسلامية خاصة علماً
بأن أهم النشاطات التي تقوم بها هذه الجمعيات هي النشاطات الإجتماعية المتنوعة مثل :
· تقصي أحوال الأسر والأفراد ذوي الحاجة وتقديم المساعدات لهم .
· المشاركة في الأسواق والأطباق الخيرية التي يستفاد من ريعها في تموين المشاريع الخيرية .
· إن كانت المرأة من ذوات المؤهلات العلمية المتخصصة فيمكنها المشاركة بإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة في الناحية الدينية ، أو التدريس في مراكز تحفيظ القران الكريم.
ولا بد لكل متطوعه للعمل الخيري من الإ تصاف بعده صفات منها :
. إخلاص العمل لله وحده .
· الإيثــــــــــــــــــــار .
· الأمانـــــــــــــــــــة .
· حسن التعامل مع الآخرين لأن العمل التطوعي يتطلب منها التواصل مع الآخرين ولن ينجح العمل إذا كان صاحبه عبوساً وفظاً في تعامله معهم .
وتذكري أختي في الله أن السعي مع ضعفة المسلمين وعامتهم في هذا الزمن أصبح من الضرورات ومن الحقوق الواجبةة على المسلم لأن الكثيرين تتقطع بهم السبل وتضيق عليهم الدروب ويحتاجون الى من يعينهم ويقضي حوائجهم ويدخل السرور عليهم يقول الحسن البصري رحمه الله ( لأن أقضي حاجة لأخ أحب الى من أن أصلي ألف ركعه ولأن أقضي حاجة لأخ أحب إلى من أن أعتكف شهرين ) . وكان أبن عباس رضي الله عنهما يقول ( لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب الى من حجه ولطبق بدرهم أهديه الى أخ لي في الله أحب الى من دينار أنفقه في سبيل الله ) .عندما تقضين أختي الحبيبه حاجه لمسلم أو مسلمة فإنك تقضين حاجة ماسة وضرورية لهم لكنها والله لك أهم وأعظم وأدوم وأبقى فأنت أن أنفقت مالآً تحول الى حسنات ،وإن سعيت بقدمك تحولت تلك الخطوات الى أجور عظيمة وهذا من فضل الله ومنته على عباده .
وإليك طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحوي مجموعة من أعمال الخير :
1- يقول صلى الله عليه وسلم ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاه صدقة ، وتميط الاذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه
2- وقال عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله الا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه .
3- وقال صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .
4- ويقول صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) .
5- يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبن عمر رضي الله عنهما ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .
6- ويقول صلى الله عليه وسلم ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) متفق عليه .
7- ويقول صلى الله عليه وسلم ( مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم
كل هذه النصوص وغيرها الكثير الهدف منها جعل المسلمين جميعاً ذكوراً وإناثاً يشعرون بروح الجماعة الواحده المرتبطة ببعضها البعض مادياً ومعنوياً .
فالغنيه لم ينسها غناها حاجة اختها الفقيرة بل سعت لتخفف عنها في بعض المال سواء في النصيب المفروض وهي الزكاة او النصيب النافل المتمثل في عموم النفقه فهي تحمد الله ان جعل لها نصيباً من المال او الجاه وأغناها الله سبحانه وكفاها فهي تسعى لقضاء حوائج الناس لانها تعلم إن هذه النعم التي رزقها الله إياها لا بد لها من زكاة وان تؤدي حقها فمن أنعم الله عليها وقصدها الناس فأن لها اجراً عظيماً اذا وفقت إلى تفريج الكرب وازالة الهموم والغموم مع الاخلاص لله عز وجل في ذلك .
والسليمة في صحتها لم تنسها صحتها وعافيتها حاجة اختها المبتلاة بالمرض بل سعت لعيادتها والتخفيف من آلامها وتصبيرها عليها .
والمتنعمة بالآمال والسعادة لم تنسها سعادتها حاجة اختها المبتلاه بوفاه عزيز عليها ـــ خاصة الزوج ـــ بل شاركتها أحزانها لتخفف عنها .
والمتنعمة بالحياة الزوجية السعيدة لم تنس أختها المبتلاه بقساوة عشرة زوجها لها بل وقفت بجانبها لتذكرها بالصبر والتحمل وأحتساب الأجر من الله .
وكذا الحال مع الأيتام فانها سعت وتسابقت في كفالتهم حرصاً منها على الفوز ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال في حديث سهل بن سعد ( أنا وكافل اليتيم في الجنه كهاتين وضم بين السبابة الوسطى ) رواه البخارى .
وان كانت ذات منصب وكلمة مسموعة فإنها تنظر دائماًُ في حال من تغلق دونهم الأبواب وتسد أمام أعينهم الطرق فتشفع لهم محتسبة الأجر والمثوبة قال تعالى ( من يشفع شفاعه حسنه يكن له نصيب منها ) فالشفاعه الحسنه أن تشفع لإ زاله ضرر أو رفع مظلمه عن مظلوم، أو جر نفع الى مستحق من غير ضرر بغيره ، فالشفاعة باب من أبواب التعاون على البر وليس من شروط الشفاعه القبول والانقاذ بل صاحب الشفاعه مأجور وان لم تقبل شفاعته ويكفي سعيه في شأن أخيه .
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاءه السائل أو طلبت اليه حاجة قال ( أشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء ) رواه البخاري ومسلم .
والشفاعة من أسباب فتح القلوب وإدخال السرور على المسلم وتفريج كربه واعانته على نوائب الدهر .
عوائق في طريق العمل الخيري :
أقول لك أختي المتطوعه للعمل الخيري أولكل أخت نوت الانضمام الى قافلة الخير ...إليك بعض العوائق التي قد تقف في طريقك فتجعل الإنتاج قليلاً والهمة ضعيفة مما يبطىء العمل او قد يوقفه منها :
1- احذري تلبيس إبليس عليك بأمور كثيرة منها ان يقلل مما تعملينه في نظرك فيجعلك تظنين ان عملك في هذا المجال ليس بذي قيمة أو يخوفك من أن يؤثر عملك التطوعي على تربيتك لابنائك أو اهتمامك بزوجك ولكن ... تذكري أنك والحمد لله مسلمة وأن لهذا الدين حقوق عليك عظيمة وكثيرات من نساءنا يقضون فتره الضحى دون إستفاده فمنهن من تصرفها في النوم ، أو الأسواق أو للمحادثه في الهاتف .. ومع ذلك لم يلبس عليها إبليس .
استعيني بالله وأقدمي فبالتوكل على الله والاكثار من الدعاء بان يقويك الله ويسدد خطاك وان يبارك لك في الوقت تستطعين باذن الله التوفيق بين اعبائك المنزليه وعملك التطوعي بحيث لا يطغى جانب على جانب وهذا يحتاج الى تضحية وجهد ... وتذكري ايضاً أن إبليس لم يثنيك الا عن عمل الخير .. وإلا فإن أعداءنا يعملون بجهد وتضحيه لباطلهم ومع ذلك لم يثبطهم الشيطان ولم يثنهم لان قلوبهم خربه .. ولكن المستهدف دائماً هي القلوب العامرة بالايمان التي تسعى لتحقيق الافضل للاسلام والمسلمين .
2- احذري : الكسل والفتور فانه يقعد بك عن العمل ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات ، فالبعض قد يفتح له باب من أبواب الخير فيلج فيه ولكن ما أن تمر أيام أو تعصف أدنى مشكله أو تقف أمامه عقبه إلا وترك هذا الطريق ، وتمضي سنوات بدون فائده ، وما ذاك إلا انه فتح لهم باب فاعرضوا عنه وقد لا يفتح هذا الباب مرة أخرى فتمسكي أختي بما أنتِ فيه ولا تدعي الفرصة تفوتك فأن عمرك فرصة والأيام تطوى والمراحل تقضى .
3- احذري : الرياء والسمعه فانه يقتل العمل وقد يحبطه .
4- احذري حظوظ النفس : التي من أبرزها الأنانية فالنفس البشرية ضعيفة تحب أن ينسب لها العمل وتحب المدح والثناء حتى تشعر أنها اعلم الناس وأحسن الناس وهذا لمن أرادت الدنيا فهي تنسب عمل الجماعة لها.. وأنها صاحبه الفكرة .. والتنفيذ وتتناسى دور من معها ومن أعانها قال تعالى : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ) أما من أرادت الآخرة فهي تقتل حظوظ النفس وتميتها وان عملت لا تحب أن ينسب لها شيء لأنها ترى أن كل ما تقدمه حقير في جنب الله عز وجل .
5- احذري : التذمر والتشكي فإن ذلك من أنواع المنة والعياذ بالله بل كوني صامتةً محتسبه .
6- إيــــــاك : والانقطاع عن العمل فالكثيرات يأخذهن الحماس ليوم أو ليومين لكنها بعد ذلك تتوقف عن العمل ، والعمل المستمر وإن كان قليلا فانه أدعى للاستمرار كما قال صلى الله عليه وسلم ( أحب العمل إلى الله ادومه وإن قل ) .
7- تجنبي :الحقد والحسد والكبر وطهري قلبك قال الغزالي : ( والقلب : بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبه من كبر )
8- ابتعــدي : عن الاندفاع والعجلة فمن تعمل في مجال العمل الخيري التطوعي ترى أن الساحة تحتاج إلى أضعاف الجهود المبذولة وهذا قد يدفع البعض إلى التسرع والعجلة رغبة في تحصيل الخير وسد الثغرات .. والعمل الخيري يحتاج إلى الأنـاة وعدم العجلة وإعطاء الأولويات حقها وليكن الرفق واللين حاديك فإنه أدعى للقبول .
9- إياك : والخلافات مع القائمات على العمل الخيري فان هذا داء خطير وقد قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) فالتنازع مدعاة إلى اختلاف النفوس وحدوث الشحناء والبغضاء والتصادم ، ومن ثمَ الانقطاع عن العمل الخيري ، كم التنازع والاختلاف يذهب رحمه الله وبركته فلا بد إذا من التعاون والتكاتف في العمل الخيري ولننسق فيما بيننا حتى لا تتبعثر الجهود وتذهب الطاقات .
10- احذري : حب الرياسة و التصدر فإنها مهلكة للنفس الضعيفة جالبة للرياء و السمعة قال الفضيل بن عياض : ( ما احب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص و العيوب ليتميز هو بالكمال و يكره أن يذكر الناس أحداً عنده بخير ، و من عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه )
11- و إذا :أعطيت مسئولية ما في العمل الخيري فاياك و الاستبداد بالرأي فمسئوليتك و منصبك تكليف و ليس بتشريف ، إستمعي للاخرين و شاوريهم و ليكن هديك هدي المصطفى صلى الله عليه و سلم الذى خاطبه ربه بقوله ( و شاورهم في الامر ) فينبغي إحترام آراء الاخرين و إحترام مشاعرهم و إعطائهم الفرصة لابداء وجهات نظرهم و تشجيعهم على ما يقومون به من أعمال حتى تستمر السفينة فى سيرها .
12- احــــذري : اليأس وعليك بالتفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل فإن هذا باب لانشراح الصدر وزيادة العمل .
13- إيـــــاك : تصيد الاخطاء والزلات والتجريح والتشهير بالآخرين فإن هذا المنهج والعياذ بالله قد ابتلى به بعض الناس من الذين لاهم لهم ولاعلم سوى تصنيف الناس والبحث عن زلاتهم وأخطائهم ومعلوم أن كل من يعمل يخطئ ، يقول الإمام الشافعي : ( لو أصبت تسعاً وتسعين واخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين ). فلنكن عوناً لأخواتـنا على الشيطان ولا نكن عوناً للشيطان عليهن .. بل ننصحهن ونكرر النصح وندعوا لهن بالهداية والتثبيت .
نماذج مضيئه في عمل الخير :
واليك أختي الفاضله نماذج من سلفنا الصالح رضوان الله عليهن .. وكيف تطوعن للعمل الخيري .. وكيف استغلت كل واحدة منهن رضى الله عنهن وقتها في عمل الخير ونقول :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه با لكرام فــــــــــــــلاح
على راس هؤلاء :
خديجه بنت خويلد أم المومنين رضي الله عنها / فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عنها ( وواستني في مالها اذ حرمني الناس )
ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها / التي قال عنهـــا الرسول صلى الله عليه وسلم ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً ) رواه مسلم والمقصود بطول اليد : كثرة مدها بالعطاء للفقراء ، فقد كانت رضي الله عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشه رضي الله عنها : ( ولم أر أمراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش ، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد إبتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله تعالى ) رواه مسلم ج 7/136
وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : تضحي بنطاقها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي الله عنها تقول ( صنعت سفره للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينه فقلت لأبي : ما أجد شيئاً أربطه الإ نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين ) رواه البخارى .
فمن منا تفعل كفعلها رضي الله عنها وتضحي بفضول وقتها ومالها في سبيل الله وتعين على رفعة أمر الدين وتيسير حاجات الفقراء والمساكين .
ومنهن الشفاء بنت عبدالله / التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ــ خاصة حفصة رضي الله عنها ــ القراءة والكتابة .
وفي مجال الجهاد والغزو : ( هذه أم عطيه ) تقول ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام ) رواه مسلم .
وهذه أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها / بحبها للخير وخدمة المسلمين فقد كانت يوم أحد هي وعائشه رضي الله عنها تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواه الصحابه ثم ترجعان فتملانهما وهكذا ويقول عنها أنس رضي الله عنه : كان رسول الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الانصار اذا غزا يداوين الجرحى .
وممن جاء بعدهن رضي الله عنهن جميعاً :
أمراه أسمها آمنه بنت الشيخ أسماعيل بن عبدالله الحلبي المعروفه بالنقاش : امراة عاقله سديده الراى حازمه عاليه الهمه تحب العلماء والصلحاء وكانت تدور على بيوت الفقراء وتتفقدهم بالعطايا الوافرة والصلات النافعه ومن مآثرها الكبيره ( المدرسه الإصلاحيه ) أسستها سنه 730 هـ ورتبت فيها اماماً وقيماً ومدرساً للشرع كما أبتنت عدة مدارس ومساجد ، إن المهمه التي تكفلت بها آمنه لم تكن فقط تفقد بيوت الفقراء وانما كانت تسال عن أحوالهم لا لإضاعه الوقت بالحديث وانما لتبني على هذا الحديث عملاً خيرياً أيجابياً يعود على الأمه بالنفع والخيرالمرجع / معجم النساء اليمنيات ، عبدالله الحبشي /18
أمراة اخرى اسمها حلل بنت عبدالله الحسين رحمها الله : من النفوس الخيرة التي لا يقر لها قرار الا بفعل الخير والعمل الصالح فقد أبتنت مدرسه وبلغ من شدة حبها للخير انها اوقفت دارها التي كانت تسكنها مدرسة وخرجت من بيتها الى موضع ابتنته بالقرب من المدرسة كما كانت من المتصدقات المحسنات وكانت تامر من يفتش لها عن الايتام وياتي لها بهم فتكسوهم وتحسن اليهم ،فهي لم تكتف بالانفاق على المحتاجين وانما شكلت دوريات خيريه كما في المجتمع دوريات للداخليه فكذلك ينبغي ان يكون هناك دوريات تتبع أهل الخير تبحث عن أهل الحاجة من الفقراء والمساكين وهذا مثال للنفوس الراقيه التي تفكر في غيرها وتصرف وقتها من أجل طاعه ربها تبارك وتعالى .
وفي عصرنا الحاضر فان المرأة في الخليج ضربت أمثله رائعه في المساهمة في عمل الخير : من جمع للتبرعات / وبناء للمساجد/ وكفاله للأيتام / ومساهمه في حفر الابار في الدول الفقيرة / واعانه المرضى والمعوقين / وتعليم النساء / وعمل أطباق الخير وغيرها من مجالات الخير ، بل ان هناك من النساء من بدأن يتطوعن في حملات العمره والحج لإدارة الاعمال النسائية للحاجات والمعتمرات .
واذكر هنا نموذجين لنساءنا ذ كرهما الدكتور عبدالرحمن السميط رئيس لجنه مسلمي أفريقيا:
· يذكر عن أمراة كويتيه تجاوز عمرها الاربعين عاماً أتصلت به وأخبرته أنها تود الذهاب معه الى أفريقيا لترى مسجدها ومسجد ابنها المتوفى وكان الدكتور متردداً لانه لم يحدث أن أرسل وفوداً الى هناك ولكنها الحت عليه فوافق على سفرها مع زوجها لترى مسجدها هناك وفرحت عند رؤيته وعادت الى الكويت وفؤجىء الدكتور بعد ذلك بسيل من المتبرعات يأتين اليه ويخبرنه أنهن من طرف أم فهد وقد تبين له فيما بعد انها بعد رجوعها من أفريقيا لم تكتفي بما فعلته وانما أخبرت كل من تعرف بما شاهدت هناك وأحوال المسلمين ووزعت عليهم شريطاً يتحدث عن هذا وطبعت منه المئات فنالت أجر الدلاله على الخير .
· وقصه أخرى يرويها الدكتور : أنه ألقى محاضره في كليه البنات عام 85 عن أحوال المسلمين في أفريقيا وبعد الانتهاء من المحاضرة جمعت له التبرعات فأخذ الكيس ووضعه في السيارة وعندما رجع إلى المنزل مساء سلمه لزوجته لتعد ما فيه ودخل هو ليصلي الوتر وبعد الانتهاء فوجئ بزوجته تخبره أن ما في الكيس يقدر بثلاثين ألف دينار كويتي .
وهذا وغيره مثال رائع للمرأه المؤمنة التي عرفت ربها فجادت بما لديها عن طيب خاطر إبتغاء مرضاة الله .
أختي في الله : يقول تعالى ( والسابقون السابقون أؤلئك المقربون ) يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
(السابقون في الدنيا الى الخيرات هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات)
بعد كل ما ذكرناه فلتسال كل واحدة منا نفسها ( كيف أخدم الإسلام ) انها كلمه رنانه لها في القلب وقع وفي النفس اثر ، خدمة هذا الدين امنيه عزيزه وهدف سام نبيل لمن رضي بالله رباً وبالإسلام دينناً وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .. أنه حلم يراود الكبار والصغار والرجال والنساء ... ولكن الجنة سلعة الله الغاليه لا تنال بالاماني والاحلام إن خدمه الإسلام باب مفتوح لكل مسلم ومسلمة والناس ما بين مقل ومستكثر يقول الامام مالك بن دينار ( إن صدور المسلمين تغلي باعمال البر وإن صدور الفجار تغلى بأعمال الفجور ، والله تعالى يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله ) .
انظري أختي ما هو همك : إن كانت الدنيا هي همنا ما نلبس من ثياب وما نتزين به من حلي وما نزين به بيوتنا من أثاث ورياش ... فمن لهذا الدين يا أخواتي ؟ إن لم ننصر نحن ديننا فمن ينصره ؟ ان هموم نسائنا وللاسف كثيرة وغمومهن متواليه بعضهن لا يتجاوز همها حذاء او فستان واخرى همها المؤرق متى تجد حذاء يتطابق لونه مع فستانها ... وكثيرات يتبادلن تلك الهموم في الجلسات وعبر الهاتف !! ذكرت مجلة الأسرة في العدد رقم 70 أن نساء الخليج أنفقن في عام 97 مبلغاً يزيد عن 3 مليارات
ريال على العطور ... وأنفقن حوالي 15 مليون ريال على صبغات الشعر وملكت الأزياء والموضة عقولهن وقلوبهن واستنزفت جيوبهن .. والسؤال مع الأرقام المهوله .. ما نصيب الاسلام من ذلك ؟ !!
ما نصيب الاسلام وقد تكالب عليه الأعداء من كل جانب وبذلوا الاموال والجهود من أجل القضاء عليه ..
يا صـــاح هذا الركب قد سار مسرعاً ونحن قعود ما الذي أنت صانع
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهــــم صريع الأماني والغرام ينازع
على نفسه فليبك من كان باكيــــاً أيذهب وقت وهو باللهو ضائع
يقول الحسن رحمه الله : ( اذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الاخره ) ويقول (من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره )
وقال وهيب بن الورد: ( إن استطعت أن لا يسبقك الى الله أحد فافعل )
ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( رحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوه الى هذا الدين )
ويقول ابن القيم رحمه الله : ( اذا لم يكن العبد في تقدم فهو في تأخر ولا بد فالعبد سائر لا واقف فاما إلى فوق وإما إلى أسفل ، وإما الى الامام وإما الى الوراء وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البته ما هو الا مراحل تطوى أسرع طي إما الى الجنة، وإما الى النار ، فمسرع ومبطىء ومتقدم ومتاخر وليس في الطريق واقف ، وانما يتخالف في جهــــــــة
المسير وفي السرعة والبطء ( إنها لإحد الكبر نذيراً للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر ) ولم يذكر واقفاً اذ انه لا منزل بين الجنة والنار ولاطريق لسالك غير الدارين ، فمن لم يتقدم الى هذه بالاعمال الصالحة فهو متأخر الى تلك بالأعمال السيئة )
تستطعين ان تخدمي الاسلام في كل حركة وسكنة ، ليس لخدمتك منتهى وليس لها حد ولاتعرف مكاناً ولازماناً ، بل في كل حين ووقت وزمان ومكان بل يكفي ان يتحرك بداخلك شعور طيب ويجعلك تتسائلين كيف اخدم الاسلام ؟ ! ويبقى الجواب منك وليكن جواباً عملياً .. وإبشري .. اذا قمت ونهضت لهذا الدين .
بالأجر والمثوبة قال تــعـالـى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .
بالتسديد والتوفيق قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
حـــــفــظ الذرية قال تعـالى ( وليخشي الذين لو تركو من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا).
وبعدها تلمسي فجراً يبزغ في وسط الظلام الحالك إنه ضوء الفجر ... يبدو باهـتاً ثم يظهر شيئاً فشيئاً.. حتى يعم النور ويظهر قرص الشمس وتنتشر أشعة الحق ..
ونــــــــــــور الإســـــــــــــلام
للاستزادة من الموضوع يرجى قراءة
* غراس السنابل / عبدالملك القاسم
* عناية النساء بالحديث / مشهور حسن سلمان
* أفكار للمتميزات / راجية فضل الله ،
* أفكار للمبدعات / راجية فضل الله
المراجع :
1. كيف اخدم الإسلام عبدالملك القاسم
2. انطلق بنا عبدالملك القاسم
3. صائد القلوب عبدالملك القاسم
4. الوقت عند المرآة جــاسم المطوع
5. نشرة أنوار تصدر عن مركز النساء بجمعية الاصلاح
6. مجلة الحياة الطيبة تصدر عن المركز النسائي بجمعية التربية الإسلامية
تقييم:
0
0
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاالله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم الى يوم الدين وبعد : ـ
أخواتي في الله : يقول الحق سبحانه وتعالى ( فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكراو أنثى بعضكم من بعض ) آل عمران /195.
ويقول تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل /97 .
للعمل في الاسلام مكانة عظيمة ... فأمة الإسلام أمه لا تعرف الا العمل لانها تعرف لماذا خلقت قال تعالى : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) الذاريات / 56
فالأمه التي تحمل على عاتقها مسئولية أبت السموات والارض أن تحملها قال تعالى :
(اناعرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) الأحزاب/ 73.
هي أمه بلا شك لا تنام ملء جفونها ... ولا تأكل ملء بطونها ... ولا تهتم بسفاسف الأمور .. إنما هي تعمل لنشر دينها وإعلاء رايته خفاقه .. وهي تعمل من أجل ابناء دينها .. ويتبقى الأجر والثواب من الله تعالى ، قال تعالى ( إن المسلمين والمسلمات ،والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصديقين والمتصدقات ، والصائمين والصائمات و الحافظين فروجهم والحافظات ، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) الاحزاب / 35 .
أخواتـــــــــي : نحمد الله تعالى أن جعلنا في بلاد إسلاميه ، الخير فيها ظاهر والوصول إليه سهل والنعم متوفرة من أمن وغذاء وسكن والانسان يعمل بشعائر ربه جل وعلا من غير اضطهاد او ملاحقة او ضغوط او نحو ذلك كما انه يستطيع ان يسهم بما منَ الله عليه من جهد او مال في أمور الخير بكل يسر وسهوله والحمد اولاً وآخراً ، وظاهراً ، وباطناً .
إن ديننا الإسلامي يحث على العمل التطوعي، ويثني على من يسخر نفسه لخدمه الاخرين ورسم الابتسامه على وجوههم والأخذ بأيديهم نحو طريق الصلاح والسداد.
والعمل التطوعي ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتاَلف والتآخي بين أفراد المجتمع حتى يكون كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ( كالجسد الواحد ) والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن يعتني بها كما دلت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم وكلها تدعو إلى عمل الخير والبذل في سبيل الله سواء بالمال أو الجهد أو القول أو العمل ، فكل إنسان ذكراً كان أو أنثى مطالب بعمل الخير بما يتناسب مع قدراته انطلاقا من قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان )
والبحرين بلد من بلاد المسلمين وقطر من أقطارها دخلها الإسلام في مراحله الأولى وضرب أهلها أمثلة عظيمة في الاستجابة لدعوة الإسلام وهي في هذا الزمن ملئت بالعمل الخيري التطوعي فانتشرت الجمعيات والصناديق الخيرية ،ومراكز تحفيظ القران الكريم ،وظهر الاهتمام بالفقراء والمساكين والمعاقين وذوي الحاجة ، بل شمل العمل الخيري من ليس من المسلمين لدعوتهم إلى الإسلام ،وظهر الاهتمام بالناشئة في مراكز تحفيظ القران الكريم ، وتعليمهم كتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً وتفسيراً ، وكان من أعظم ماأعتنى به تنبيه المسلمين إلى أداء الزكاة وبذل الصدقات ومساعدة الغني على إيصال صدقته لمن يستحقها من الفقراء والمحتاجين كما برز الاهتمام بالشباب والشابات وتثقيفهم الثقافة الإسلامية العالية .
إذن إخواتي : مامن مجتمع إلا وفيه المحتاج والجاهل والمريض والمعوق ومن يحتاج الى مساعدة أومن يحتاج الى المال أو المسكن أو الملبس أو الزواج أو غيرها من أعمال البر ، فعمل الخير باب واسع بشرط أن يكون العمل خالصاً لوجه الله وان ينبثق من نفس تواقه لإصلاح هذا المجتمع .
وقد كان للمرأة المسلمة نصيب وافر في العمل التطوعي لأنها تعلم أنها إن لم تزد شيئاً للدنيا كانت هي زائدة على الدنيا وخير ما تزيده المرأه للدنيا العمل الخيري .
بأن تبذل شيئاً من جهودها ووقتها بإرادتها في منفعة الآخرين وتقديم الخدمة لهم ومن أهم الأعمال التي تستطيع المرأة المسلمه في وقتنا الحاضر القيام بها :
( 1 ) المشاركة في الجمعيات الخيرية التطوعية بصورة عامة والاسلامية خاصة علماً
بأن أهم النشاطات التي تقوم بها هذه الجمعيات هي النشاطات الإجتماعية المتنوعة مثل :
· تقصي أحوال الأسر والأفراد ذوي الحاجة وتقديم المساعدات لهم .
· المشاركة في الأسواق والأطباق الخيرية التي يستفاد من ريعها في تموين المشاريع الخيرية .
· إن كانت المرأة من ذوات المؤهلات العلمية المتخصصة فيمكنها المشاركة بإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة في الناحية الدينية ، أو التدريس في مراكز تحفيظ القران الكريم.
ولا بد لكل متطوعه للعمل الخيري من الإ تصاف بعده صفات منها :
. إخلاص العمل لله وحده .
· الإيثــــــــــــــــــــار .
· الأمانـــــــــــــــــــة .
· حسن التعامل مع الآخرين لأن العمل التطوعي يتطلب منها التواصل مع الآخرين ولن ينجح العمل إذا كان صاحبه عبوساً وفظاً في تعامله معهم .
وتذكري أختي في الله أن السعي مع ضعفة المسلمين وعامتهم في هذا الزمن أصبح من الضرورات ومن الحقوق الواجبةة على المسلم لأن الكثيرين تتقطع بهم السبل وتضيق عليهم الدروب ويحتاجون الى من يعينهم ويقضي حوائجهم ويدخل السرور عليهم يقول الحسن البصري رحمه الله ( لأن أقضي حاجة لأخ أحب الى من أن أصلي ألف ركعه ولأن أقضي حاجة لأخ أحب إلى من أن أعتكف شهرين ) . وكان أبن عباس رضي الله عنهما يقول ( لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب الى من حجه ولطبق بدرهم أهديه الى أخ لي في الله أحب الى من دينار أنفقه في سبيل الله ) .عندما تقضين أختي الحبيبه حاجه لمسلم أو مسلمة فإنك تقضين حاجة ماسة وضرورية لهم لكنها والله لك أهم وأعظم وأدوم وأبقى فأنت أن أنفقت مالآً تحول الى حسنات ،وإن سعيت بقدمك تحولت تلك الخطوات الى أجور عظيمة وهذا من فضل الله ومنته على عباده .
وإليك طائفة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تحوي مجموعة من أعمال الخير :
1- يقول صلى الله عليه وسلم ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاه صدقة ، وتميط الاذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه
2- وقال عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله الا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه .
3- وقال صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .
4- ويقول صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) .
5- يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبن عمر رضي الله عنهما ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .
6- ويقول صلى الله عليه وسلم ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) متفق عليه .
7- ويقول صلى الله عليه وسلم ( مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم
كل هذه النصوص وغيرها الكثير الهدف منها جعل المسلمين جميعاً ذكوراً وإناثاً يشعرون بروح الجماعة الواحده المرتبطة ببعضها البعض مادياً ومعنوياً .
فالغنيه لم ينسها غناها حاجة اختها الفقيرة بل سعت لتخفف عنها في بعض المال سواء في النصيب المفروض وهي الزكاة او النصيب النافل المتمثل في عموم النفقه فهي تحمد الله ان جعل لها نصيباً من المال او الجاه وأغناها الله سبحانه وكفاها فهي تسعى لقضاء حوائج الناس لانها تعلم إن هذه النعم التي رزقها الله إياها لا بد لها من زكاة وان تؤدي حقها فمن أنعم الله عليها وقصدها الناس فأن لها اجراً عظيماً اذا وفقت إلى تفريج الكرب وازالة الهموم والغموم مع الاخلاص لله عز وجل في ذلك .
والسليمة في صحتها لم تنسها صحتها وعافيتها حاجة اختها المبتلاة بالمرض بل سعت لعيادتها والتخفيف من آلامها وتصبيرها عليها .
والمتنعمة بالآمال والسعادة لم تنسها سعادتها حاجة اختها المبتلاه بوفاه عزيز عليها ـــ خاصة الزوج ـــ بل شاركتها أحزانها لتخفف عنها .
والمتنعمة بالحياة الزوجية السعيدة لم تنس أختها المبتلاه بقساوة عشرة زوجها لها بل وقفت بجانبها لتذكرها بالصبر والتحمل وأحتساب الأجر من الله .
وكذا الحال مع الأيتام فانها سعت وتسابقت في كفالتهم حرصاً منها على الفوز ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال في حديث سهل بن سعد ( أنا وكافل اليتيم في الجنه كهاتين وضم بين السبابة الوسطى ) رواه البخارى .
وان كانت ذات منصب وكلمة مسموعة فإنها تنظر دائماًُ في حال من تغلق دونهم الأبواب وتسد أمام أعينهم الطرق فتشفع لهم محتسبة الأجر والمثوبة قال تعالى ( من يشفع شفاعه حسنه يكن له نصيب منها ) فالشفاعه الحسنه أن تشفع لإ زاله ضرر أو رفع مظلمه عن مظلوم، أو جر نفع الى مستحق من غير ضرر بغيره ، فالشفاعة باب من أبواب التعاون على البر وليس من شروط الشفاعه القبول والانقاذ بل صاحب الشفاعه مأجور وان لم تقبل شفاعته ويكفي سعيه في شأن أخيه .
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاءه السائل أو طلبت اليه حاجة قال ( أشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء ) رواه البخاري ومسلم .
والشفاعة من أسباب فتح القلوب وإدخال السرور على المسلم وتفريج كربه واعانته على نوائب الدهر .
عوائق في طريق العمل الخيري :
أقول لك أختي المتطوعه للعمل الخيري أولكل أخت نوت الانضمام الى قافلة الخير ...إليك بعض العوائق التي قد تقف في طريقك فتجعل الإنتاج قليلاً والهمة ضعيفة مما يبطىء العمل او قد يوقفه منها :
1- احذري تلبيس إبليس عليك بأمور كثيرة منها ان يقلل مما تعملينه في نظرك فيجعلك تظنين ان عملك في هذا المجال ليس بذي قيمة أو يخوفك من أن يؤثر عملك التطوعي على تربيتك لابنائك أو اهتمامك بزوجك ولكن ... تذكري أنك والحمد لله مسلمة وأن لهذا الدين حقوق عليك عظيمة وكثيرات من نساءنا يقضون فتره الضحى دون إستفاده فمنهن من تصرفها في النوم ، أو الأسواق أو للمحادثه في الهاتف .. ومع ذلك لم يلبس عليها إبليس .
استعيني بالله وأقدمي فبالتوكل على الله والاكثار من الدعاء بان يقويك الله ويسدد خطاك وان يبارك لك في الوقت تستطعين باذن الله التوفيق بين اعبائك المنزليه وعملك التطوعي بحيث لا يطغى جانب على جانب وهذا يحتاج الى تضحية وجهد ... وتذكري ايضاً أن إبليس لم يثنيك الا عن عمل الخير .. وإلا فإن أعداءنا يعملون بجهد وتضحيه لباطلهم ومع ذلك لم يثبطهم الشيطان ولم يثنهم لان قلوبهم خربه .. ولكن المستهدف دائماً هي القلوب العامرة بالايمان التي تسعى لتحقيق الافضل للاسلام والمسلمين .
2- احذري : الكسل والفتور فانه يقعد بك عن العمل ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات ، فالبعض قد يفتح له باب من أبواب الخير فيلج فيه ولكن ما أن تمر أيام أو تعصف أدنى مشكله أو تقف أمامه عقبه إلا وترك هذا الطريق ، وتمضي سنوات بدون فائده ، وما ذاك إلا انه فتح لهم باب فاعرضوا عنه وقد لا يفتح هذا الباب مرة أخرى فتمسكي أختي بما أنتِ فيه ولا تدعي الفرصة تفوتك فأن عمرك فرصة والأيام تطوى والمراحل تقضى .
3- احذري : الرياء والسمعه فانه يقتل العمل وقد يحبطه .
4- احذري حظوظ النفس : التي من أبرزها الأنانية فالنفس البشرية ضعيفة تحب أن ينسب لها العمل وتحب المدح والثناء حتى تشعر أنها اعلم الناس وأحسن الناس وهذا لمن أرادت الدنيا فهي تنسب عمل الجماعة لها.. وأنها صاحبه الفكرة .. والتنفيذ وتتناسى دور من معها ومن أعانها قال تعالى : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ) أما من أرادت الآخرة فهي تقتل حظوظ النفس وتميتها وان عملت لا تحب أن ينسب لها شيء لأنها ترى أن كل ما تقدمه حقير في جنب الله عز وجل .
5- احذري : التذمر والتشكي فإن ذلك من أنواع المنة والعياذ بالله بل كوني صامتةً محتسبه .
6- إيــــــاك : والانقطاع عن العمل فالكثيرات يأخذهن الحماس ليوم أو ليومين لكنها بعد ذلك تتوقف عن العمل ، والعمل المستمر وإن كان قليلا فانه أدعى للاستمرار كما قال صلى الله عليه وسلم ( أحب العمل إلى الله ادومه وإن قل ) .
7- تجنبي :الحقد والحسد والكبر وطهري قلبك قال الغزالي : ( والقلب : بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبه من كبر )
8- ابتعــدي : عن الاندفاع والعجلة فمن تعمل في مجال العمل الخيري التطوعي ترى أن الساحة تحتاج إلى أضعاف الجهود المبذولة وهذا قد يدفع البعض إلى التسرع والعجلة رغبة في تحصيل الخير وسد الثغرات .. والعمل الخيري يحتاج إلى الأنـاة وعدم العجلة وإعطاء الأولويات حقها وليكن الرفق واللين حاديك فإنه أدعى للقبول .
9- إياك : والخلافات مع القائمات على العمل الخيري فان هذا داء خطير وقد قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) فالتنازع مدعاة إلى اختلاف النفوس وحدوث الشحناء والبغضاء والتصادم ، ومن ثمَ الانقطاع عن العمل الخيري ، كم التنازع والاختلاف يذهب رحمه الله وبركته فلا بد إذا من التعاون والتكاتف في العمل الخيري ولننسق فيما بيننا حتى لا تتبعثر الجهود وتذهب الطاقات .
10- احذري : حب الرياسة و التصدر فإنها مهلكة للنفس الضعيفة جالبة للرياء و السمعة قال الفضيل بن عياض : ( ما احب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص و العيوب ليتميز هو بالكمال و يكره أن يذكر الناس أحداً عنده بخير ، و من عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه )
11- و إذا :أعطيت مسئولية ما في العمل الخيري فاياك و الاستبداد بالرأي فمسئوليتك و منصبك تكليف و ليس بتشريف ، إستمعي للاخرين و شاوريهم و ليكن هديك هدي المصطفى صلى الله عليه و سلم الذى خاطبه ربه بقوله ( و شاورهم في الامر ) فينبغي إحترام آراء الاخرين و إحترام مشاعرهم و إعطائهم الفرصة لابداء وجهات نظرهم و تشجيعهم على ما يقومون به من أعمال حتى تستمر السفينة فى سيرها .
12- احــــذري : اليأس وعليك بالتفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل فإن هذا باب لانشراح الصدر وزيادة العمل .
13- إيـــــاك : تصيد الاخطاء والزلات والتجريح والتشهير بالآخرين فإن هذا المنهج والعياذ بالله قد ابتلى به بعض الناس من الذين لاهم لهم ولاعلم سوى تصنيف الناس والبحث عن زلاتهم وأخطائهم ومعلوم أن كل من يعمل يخطئ ، يقول الإمام الشافعي : ( لو أصبت تسعاً وتسعين واخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين ). فلنكن عوناً لأخواتـنا على الشيطان ولا نكن عوناً للشيطان عليهن .. بل ننصحهن ونكرر النصح وندعوا لهن بالهداية والتثبيت .
نماذج مضيئه في عمل الخير :
واليك أختي الفاضله نماذج من سلفنا الصالح رضوان الله عليهن .. وكيف تطوعن للعمل الخيري .. وكيف استغلت كل واحدة منهن رضى الله عنهن وقتها في عمل الخير ونقول :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه با لكرام فــــــــــــــلاح
على راس هؤلاء :
خديجه بنت خويلد أم المومنين رضي الله عنها / فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عنها ( وواستني في مالها اذ حرمني الناس )
ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها / التي قال عنهـــا الرسول صلى الله عليه وسلم ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً ) رواه مسلم والمقصود بطول اليد : كثرة مدها بالعطاء للفقراء ، فقد كانت رضي الله عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشه رضي الله عنها : ( ولم أر أمراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش ، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد إبتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله تعالى ) رواه مسلم ج 7/136
وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : تضحي بنطاقها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي الله عنها تقول ( صنعت سفره للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينه فقلت لأبي : ما أجد شيئاً أربطه الإ نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين ) رواه البخارى .
فمن منا تفعل كفعلها رضي الله عنها وتضحي بفضول وقتها ومالها في سبيل الله وتعين على رفعة أمر الدين وتيسير حاجات الفقراء والمساكين .
ومنهن الشفاء بنت عبدالله / التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ــ خاصة حفصة رضي الله عنها ــ القراءة والكتابة .
وفي مجال الجهاد والغزو : ( هذه أم عطيه ) تقول ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام ) رواه مسلم .
وهذه أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها / بحبها للخير وخدمة المسلمين فقد كانت يوم أحد هي وعائشه رضي الله عنها تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواه الصحابه ثم ترجعان فتملانهما وهكذا ويقول عنها أنس رضي الله عنه : كان رسول الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الانصار اذا غزا يداوين الجرحى .
وممن جاء بعدهن رضي الله عنهن جميعاً :
أمراه أسمها آمنه بنت الشيخ أسماعيل بن عبدالله الحلبي المعروفه بالنقاش : امراة عاقله سديده الراى حازمه عاليه الهمه تحب العلماء والصلحاء وكانت تدور على بيوت الفقراء وتتفقدهم بالعطايا الوافرة والصلات النافعه ومن مآثرها الكبيره ( المدرسه الإصلاحيه ) أسستها سنه 730 هـ ورتبت فيها اماماً وقيماً ومدرساً للشرع كما أبتنت عدة مدارس ومساجد ، إن المهمه التي تكفلت بها آمنه لم تكن فقط تفقد بيوت الفقراء وانما كانت تسال عن أحوالهم لا لإضاعه الوقت بالحديث وانما لتبني على هذا الحديث عملاً خيرياً أيجابياً يعود على الأمه بالنفع والخيرالمرجع / معجم النساء اليمنيات ، عبدالله الحبشي /18
أمراة اخرى اسمها حلل بنت عبدالله الحسين رحمها الله : من النفوس الخيرة التي لا يقر لها قرار الا بفعل الخير والعمل الصالح فقد أبتنت مدرسه وبلغ من شدة حبها للخير انها اوقفت دارها التي كانت تسكنها مدرسة وخرجت من بيتها الى موضع ابتنته بالقرب من المدرسة كما كانت من المتصدقات المحسنات وكانت تامر من يفتش لها عن الايتام وياتي لها بهم فتكسوهم وتحسن اليهم ،فهي لم تكتف بالانفاق على المحتاجين وانما شكلت دوريات خيريه كما في المجتمع دوريات للداخليه فكذلك ينبغي ان يكون هناك دوريات تتبع أهل الخير تبحث عن أهل الحاجة من الفقراء والمساكين وهذا مثال للنفوس الراقيه التي تفكر في غيرها وتصرف وقتها من أجل طاعه ربها تبارك وتعالى .
وفي عصرنا الحاضر فان المرأة في الخليج ضربت أمثله رائعه في المساهمة في عمل الخير : من جمع للتبرعات / وبناء للمساجد/ وكفاله للأيتام / ومساهمه في حفر الابار في الدول الفقيرة / واعانه المرضى والمعوقين / وتعليم النساء / وعمل أطباق الخير وغيرها من مجالات الخير ، بل ان هناك من النساء من بدأن يتطوعن في حملات العمره والحج لإدارة الاعمال النسائية للحاجات والمعتمرات .
واذكر هنا نموذجين لنساءنا ذ كرهما الدكتور عبدالرحمن السميط رئيس لجنه مسلمي أفريقيا:
· يذكر عن أمراة كويتيه تجاوز عمرها الاربعين عاماً أتصلت به وأخبرته أنها تود الذهاب معه الى أفريقيا لترى مسجدها ومسجد ابنها المتوفى وكان الدكتور متردداً لانه لم يحدث أن أرسل وفوداً الى هناك ولكنها الحت عليه فوافق على سفرها مع زوجها لترى مسجدها هناك وفرحت عند رؤيته وعادت الى الكويت وفؤجىء الدكتور بعد ذلك بسيل من المتبرعات يأتين اليه ويخبرنه أنهن من طرف أم فهد وقد تبين له فيما بعد انها بعد رجوعها من أفريقيا لم تكتفي بما فعلته وانما أخبرت كل من تعرف بما شاهدت هناك وأحوال المسلمين ووزعت عليهم شريطاً يتحدث عن هذا وطبعت منه المئات فنالت أجر الدلاله على الخير .
· وقصه أخرى يرويها الدكتور : أنه ألقى محاضره في كليه البنات عام 85 عن أحوال المسلمين في أفريقيا وبعد الانتهاء من المحاضرة جمعت له التبرعات فأخذ الكيس ووضعه في السيارة وعندما رجع إلى المنزل مساء سلمه لزوجته لتعد ما فيه ودخل هو ليصلي الوتر وبعد الانتهاء فوجئ بزوجته تخبره أن ما في الكيس يقدر بثلاثين ألف دينار كويتي .
وهذا وغيره مثال رائع للمرأه المؤمنة التي عرفت ربها فجادت بما لديها عن طيب خاطر إبتغاء مرضاة الله .
أختي في الله : يقول تعالى ( والسابقون السابقون أؤلئك المقربون ) يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
(السابقون في الدنيا الى الخيرات هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات)
بعد كل ما ذكرناه فلتسال كل واحدة منا نفسها ( كيف أخدم الإسلام ) انها كلمه رنانه لها في القلب وقع وفي النفس اثر ، خدمة هذا الدين امنيه عزيزه وهدف سام نبيل لمن رضي بالله رباً وبالإسلام دينناً وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً .. أنه حلم يراود الكبار والصغار والرجال والنساء ... ولكن الجنة سلعة الله الغاليه لا تنال بالاماني والاحلام إن خدمه الإسلام باب مفتوح لكل مسلم ومسلمة والناس ما بين مقل ومستكثر يقول الامام مالك بن دينار ( إن صدور المسلمين تغلي باعمال البر وإن صدور الفجار تغلى بأعمال الفجور ، والله تعالى يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله ) .
انظري أختي ما هو همك : إن كانت الدنيا هي همنا ما نلبس من ثياب وما نتزين به من حلي وما نزين به بيوتنا من أثاث ورياش ... فمن لهذا الدين يا أخواتي ؟ إن لم ننصر نحن ديننا فمن ينصره ؟ ان هموم نسائنا وللاسف كثيرة وغمومهن متواليه بعضهن لا يتجاوز همها حذاء او فستان واخرى همها المؤرق متى تجد حذاء يتطابق لونه مع فستانها ... وكثيرات يتبادلن تلك الهموم في الجلسات وعبر الهاتف !! ذكرت مجلة الأسرة في العدد رقم 70 أن نساء الخليج أنفقن في عام 97 مبلغاً يزيد عن 3 مليارات
ريال على العطور ... وأنفقن حوالي 15 مليون ريال على صبغات الشعر وملكت الأزياء والموضة عقولهن وقلوبهن واستنزفت جيوبهن .. والسؤال مع الأرقام المهوله .. ما نصيب الاسلام من ذلك ؟ !!
ما نصيب الاسلام وقد تكالب عليه الأعداء من كل جانب وبذلوا الاموال والجهود من أجل القضاء عليه ..
يا صـــاح هذا الركب قد سار مسرعاً ونحن قعود ما الذي أنت صانع
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهــــم صريع الأماني والغرام ينازع
على نفسه فليبك من كان باكيــــاً أيذهب وقت وهو باللهو ضائع
يقول الحسن رحمه الله : ( اذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الاخره ) ويقول (من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره )
وقال وهيب بن الورد: ( إن استطعت أن لا يسبقك الى الله أحد فافعل )
ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( رحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوه الى هذا الدين )
ويقول ابن القيم رحمه الله : ( اذا لم يكن العبد في تقدم فهو في تأخر ولا بد فالعبد سائر لا واقف فاما إلى فوق وإما إلى أسفل ، وإما الى الامام وإما الى الوراء وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البته ما هو الا مراحل تطوى أسرع طي إما الى الجنة، وإما الى النار ، فمسرع ومبطىء ومتقدم ومتاخر وليس في الطريق واقف ، وانما يتخالف في جهــــــــة
المسير وفي السرعة والبطء ( إنها لإحد الكبر نذيراً للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر ) ولم يذكر واقفاً اذ انه لا منزل بين الجنة والنار ولاطريق لسالك غير الدارين ، فمن لم يتقدم الى هذه بالاعمال الصالحة فهو متأخر الى تلك بالأعمال السيئة )
تستطعين ان تخدمي الاسلام في كل حركة وسكنة ، ليس لخدمتك منتهى وليس لها حد ولاتعرف مكاناً ولازماناً ، بل في كل حين ووقت وزمان ومكان بل يكفي ان يتحرك بداخلك شعور طيب ويجعلك تتسائلين كيف اخدم الاسلام ؟ ! ويبقى الجواب منك وليكن جواباً عملياً .. وإبشري .. اذا قمت ونهضت لهذا الدين .
بالأجر والمثوبة قال تــعـالـى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) .
بالتسديد والتوفيق قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
حـــــفــظ الذرية قال تعـالى ( وليخشي الذين لو تركو من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا).
وبعدها تلمسي فجراً يبزغ في وسط الظلام الحالك إنه ضوء الفجر ... يبدو باهـتاً ثم يظهر شيئاً فشيئاً.. حتى يعم النور ويظهر قرص الشمس وتنتشر أشعة الحق ..
ونــــــــــــور الإســـــــــــــلام
للاستزادة من الموضوع يرجى قراءة
* غراس السنابل / عبدالملك القاسم
* عناية النساء بالحديث / مشهور حسن سلمان
* أفكار للمتميزات / راجية فضل الله ،
* أفكار للمبدعات / راجية فضل الله
المراجع :
1. كيف اخدم الإسلام عبدالملك القاسم
2. انطلق بنا عبدالملك القاسم
3. صائد القلوب عبدالملك القاسم
4. الوقت عند المرآة جــاسم المطوع
5. نشرة أنوار تصدر عن مركز النساء بجمعية الاصلاح
6. مجلة الحياة الطيبة تصدر عن المركز النسائي بجمعية التربية الإسلامية
تقييم:
0
0