الاستاذ علي هزايمه- حسين ميزو مورتو و قهر فرنسا
حسين ميزو مورتو و قهر فرنسا :
حسين ميزو مورتو هو بحار ايطالى اسلم فى الجزائر و انظم الى الاسطول الجزائري ، عرف عنه الشجاعة و لقبه الايطاليين بميزو مورتو Mezzomorto لانه كان يسبب لهم الرعب والخوف ويعنى حسين النصف ميت لانه بقى حيا بعد اصابته فى دماغه بضربة سيف فى احدى المعارك البحرية .
كان في بدايته أحد قادة رياس البحر الكبار وأثناء حكم الداي بابا حسن شن الفرنسيون حملة صليبية كبيرة هدفها احتلال الجزائر سنه 1682 بقيادة الاميرال الفرنسي دوكين و قصفتها لكن سرعان ما انهزم الاسطول الفرنسي ، و كان هذا الهجوم مثار سخرية الجزائريين ، اذ ان المصاريف الضخمة التي كلفتها لم تكن تتلائم مع النتيجة التي كانت عبارة عن الصفر .
و قد اراد الفرنسيون ان يغسلو هذه السخرية ، فاعادو ارسال دوكين بحملة اكبر الى الجزائر و طالبه الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ان يدمرها عن اخرها ، ووصل امام العاصمة في 18 جوان 1683م و اخذت السفن تقذف حمم مدفعيتها على المدينة ، و تولى حسين ميزو مورتو الدفاع عن المدينة ، لكن الداي بابا حسن نظرا لصعوبة الموقف وافق على التفاوض مع الفرنسيين على دفع جزية كبيرة وإطلاق جميع الأسرى الفرنسيين في الجزائر ، هذا الرضوخ من الداي لم يعجب طائفة رياس البحر وزعيمهم حسين ميزو مورتو ، و قبل ان تعقد الاتفاقية دخل الرياس على الداي بابا حسن فقتلوه و تم وتعيين حسين ميزومرتو دايا مكانه.
بعد توليه الحكم أرسل مباشرة خطابا شديد اللهجة إلى قائد الحملة الفرنسية دوكين ينذره فيها بكارثة وخيمة للأسرى الفرنسيين الموجودين في الجزائر إلا أن دوكين كان مغترا بقوته فرفض الاستماع لتهديد الداي الجديد الذي ما كان منه إلا أن أحضر القنصل الفرنسي الأب لوفاشي المتهم بالتجسس على الجزائر وادخله في فوهة أحد المدافع وقذفه على الفرنسيين فتطايرت أشلاءه في عرض البحر وسط دهشة الجنود الفرنسيين ولم يكتفي بذلك بل اتبعه بعشرين أسيرا فرنسيا آخر من أعوانه وأمام هذا التحدي الكبير جبن دوكين و بدا في الانسحاب في شهر أكتوبر بعدما فشل في تحقيق شروطه.
والجدير بالذكر ان هذا المدفع الذي سماه الجزائريون بابا مرزوق وسماه الفرنسيون مدفع القنصلية نسبة إلى قنصلهم لا زال موجودا وقد أخذه الفرنسيون إلى فرنسا بعد احتلال الجزائر سنة 1830 ونصبوه في أحد أكبر ساحاتهم داخل سياج حديدي انتقاما منه على فعلته الجريئة.
بعدها ارسلت فرنسا وفدا للتفاوض مع الجزائر توج بعقد اتفاقية سلام بين الطرفين لمدة مائة عام.... لكن الاتفاقية الجزائرية الفرنسية لم تلبث ان نقضت بسبب اشتباك بين بحارة جزائريين وبحارة فرنسيين فقررت فرنسا مرة أخرى استغلال الحادثة لغزو الجزائر حيث سيرت اسطولا كبير حاصر الجزائر حيث ارسل قائد الحملة تهديدا للداي حسين ميزو مورتو يحذره فيها من المساس بالفرنسيين مثلما حدث سنة 1683م والا سيقتل كل الاسرى الجزائريين لديه وما كان من الداس حسين إلا أن قدم القنصل الفرنسي إلى المدفع وقذفه اليه قائلا له لو كان والده في الاسرى ما كان ليتردد عن الدفاع عن الجزائرو مثل سابقيها فشلت هذه الحملة أيضا وأصبحت السفن الفرنسية لقمة سائغة للبحارة الجزائريين وبعدها عاد الفرنسيون الى الخليفة العثماني يترجوه إلى عقد اتفاق جديد مع الجزائر فاضطر الداي حسين إلى القبول لكن أغلبية رياس البحر كانوا يعارضون تجديد الاتفاق بسبب الخيانات الفرنسية المتكررة مما دفع بالداي حسين إلى الاستقالة حيث عينه الخليفة العثماني قائدا عاما على الاسطول العثماني و توفى سنة 1701 م رحمه الله تعالى