الأصـــــــول الثلاثــــــــة
الأصـــــــول الثلاثــــــــة
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم اربع مسائل:
-الأولى: العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
-الثانية: العمل به.
-الثالثة: الدعوة إليه.
-الرابعة: الصبر على الأذى فيه، والدليل قوله تعالى: { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [العصر: 1-3].
واعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن:
-الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: { اِنَّا اَرْسَلْنَا اِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا اَرْسَلْنَا اِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَاَخَذْنَاهُ اَخْذًا وَبِيلًا }[ المزمل: 15-16].
-الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
-الثالثة: أن من أطاع الرسول، ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب.
فإذا قيل ذلك: ما الأصول الثلاثة التي يحب على الإنسان معرفتها؟
فقل: معرفة العبد ربه، دينه، و نبيه صلى الله عليه وسلم.
الأصل الأول: معرفة الرب: والرب هو المعبود، والدليل قوله تعالى: { يَا اَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
الأصل الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، وهو ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان، وكل مرتبة لها أركان:
المرتبة الأولى: فأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام.
المرتبة الثانية: الإيمان وهو بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان وأركانها ستة، أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد وهو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وله من العمر ثلاث وستون سنة، ومنها أربعون قبل النبوة، وثلاثة وعشرون نبياً رسولاً، نبي الله باقراً، وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة بعثه الله تعالى بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد.