فضاءات طنجة (البلدية)

طنجة (البلدية)

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
إدارة الموقع
مسجــل منــــذ: 2010-10-14
مجموع النقط: 1044.72
إعلانات


واش التوزارت ساهلة 2

#واش_التوزارت_ساهلة ؟!

وأخيرا فهمت وزارتنا أن تصريحات السيد الوزير حول أوقات الدخول والخروج، التي أعقبت اعتماد التوقيت الصيفي طوال السنة بشكل مستمر، هي السبب في الجدال الذي استمر لأزيد من أسبوع في مختلف المنابر وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، وما تبعه من احتجاجات تلاميذية في مدن متفرقة من تراب المملكة.

السيد الوزير انطبق عليه المثل القائل "جا يبوس ولدو عورو"، حيث أراد أن يسبق الزمن ويقف في وجه ردود الفعل حول اعتماد التوقيت الجديد، فخرج بتصريح يضع فيه الإطار العام لما ينبغي أن تكون عليه استعمالات الزمن، مؤديا بذلك إلى خلق مشاكل جديدة تمثلت في تقليص فترة الاستراحة الزوالية من ساعتين إلى ساعة، وكذا تقليص ساعات الدراسة بالنسبة للمؤسسات التي تعمل بالتناوب على حجراتها الدراسية بين الأفواج طيلة ساعات اليوم.

خرجة السيد الوزير وضعت رؤساء الأكاديميات والمدراء الإقليميين في ورطة، حيث لم يتمكنوا معها طوال فترة العطلة، رغم اجتهادات بعضهم واجتماعاتهم مع مختلف الشركاء، من إيجاد صيغة تحافظ السير العادي لإيقاعات الزمن المدرسي، وتطبق الحلول التي جاء بها الوزير.

بعد كل هذا الأخذ والرد، تكتشف الوزارة خطأها، وتتراجع في صمت عن صيغتها المقترحة، وتمرر الكرة للأكاديميات الجهوية، التي ستقرر بدورها إزاحة التوقيت نصف ساعة أو ساعة كاملة، لتعود مواقيت الدخول والخروج إلى حالاتها الطبيعية، التي تكون عليها دائما عند اعتماد توقيت (gmt) في النصف الشتوي من السنة.

حلول طبيعية توصلت إليه بعض الأكاديميات ونسختها أخرى، كان جدير بوزارة التربية الوطنية أن تهتدي إليها قبل كل شيء، وهي كفيلة بأن تحد من سوء الفهم لدى التلاميذ وأولياء أمورهم. لكنها ستفتح الباب أمام المشاكل الحقيقية لتطبيق التوقيت الصيفي طوال العام، وعلى رأسها التباينات التي يمكن أن تحدث في ساعات الدخول، بين الأبناء والآباء الذين ستلزمهم إداراتهم بالالتحاق بالعمل قبل الساعة التاسعة بالتوقيت الجديد...

تفاعل وزير التربية الوطنية مع قرار مرسوم التوقيت، ذكرني بحكاية كنت قد كتبتها بعد الضجة التي أحدثتها مقابلة الوزير الخلفي مع قناة Europe1 سنة 2015، وأجده مناسبة لاسترجاعها.

الحكاية كانت بعنوان: "وَاشْ التَّوزَّارْتْ سَاهْلَة" تمحورت حول مقولة قالها حماد:

حَمَّــــــادْ هذا رحمه الله، كان القيم على جمع الغرامة فيما يعرف بـ"الحنة" في جميع حفلات الأعراس التي كانت تقام في قريتي والقرى المجاورة...

وملخص حادث القولة: أن مراسيم الأعراس في منطقتي تقتضي أن يختار العريس "مولاي السلطان" من بين أصدقائه الشباب المقربين إليه أربعة وزراء، يلازمونه في حله وترحاله طيلة أيام العرس الثلاث، يزينون موكبه ويشرفون على كل أموره التي تقتضيها طقوس أعراس المنطقة...

في يوم من أيام أحد الأعراس، حيث كان العمر قد تقدم بحَمَّــــــادْ، وبينما هو يراقب أداء وزراء من جيل اليوم، وجد أنهم ضيعوا كل التقاليد، وجهلوا كل المراسيم، ولا يحفظون ما يقال من الأهازيج عند كل موقف... تقدم منهم وكله حسرة، فانهال عليهم بوابل من الـتأنيب والقدح، مختتما كلامه بقولة أعتبرها حكمة اليوم:

"وَاشْ التَّوزَّارْتْ سَاهْلَة؟!!!".

رحمك الله يا حَمَّــــــادْ.

أحمد زربوحي

10 نونبر 2018


تقييم:

5

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة