النهي عن الجلوس في الطرقات و الأرصفة أو مصادرتها إلا لضرورة
الأصل أن لا يجلس المسلم في الطريق العام؛ لأن ذلك يؤذي الناس فيضيق عليهم مسالك السير ويحتكر ملكا مشاعا بين الجميع أو يصادره بجلوسه أو يعرض سلعة له دون وجه حق؛ أو يحرجهم بنظراته أو يطلع على خصوصياتهم؛ لاسيما في هذا العصر الذي أصبح فيه الطريق منظما تنظيما مدنيا، توزع أرجاؤه بين المراكب في قارعة الطريق والراجلين في الرصيف.
بينما خصصت للناس فضاءات أخرى للجلوس والحديث على غرار الحدائق العامة والمقاهي؛ لذلك على المسلم تحاشي الجلوس في الأرصفة والطرقات، ومن حق الدولة منعه من ذلك؛ دفعا للضرر ورفعا للحرج عن الناس؛ لكن إن كان ولابد من الجلوس فقد أوجب الإسلام على الجالس جملة التزامات عليه الالتزام بها وإلا حرم عليه الجلوس بحال؛ فعن عَطَاءِ بنِ يَسَار ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: إِياكُم وَألْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ ، فَقَالُوا : مَا لَنَا بُد ، إِنما هِيَ مَجَالِسُنَا ، نَتَحدثُ فِيهَا ، قَالَ : فَإِذَا أَبَيْتُمْ إلاَّ المجالس ، فَأَعطُوا اَلطرِيقَ حَقُّهَا ، قَالُوا : وَمَا حَقُ اَلطرِيقِ ؟ قَالَ : غَضُّ اَلْبَصَر ، وَكَفُّ اَلأذًى ، وَرَدُّ السلاَم ، وًأمْر بِالْمَعْرُوف ، وَنَهي عَنِ اَلْمُنْكَرِ) رواه البخاري ومسلم. فمن لم يستطع الالتزام بها فلاحق في الجلوس في طرقات الناس تحت أي عذر.
ع/خ
لا تكن سببا في سبا الناس لوالديك
المسلم بطبعه طيب القلب سليم اللسان لا يصدر عنه إلا الخير والإحسان؛ وفي الحديث: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»)ـ وفيه أيضا: (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ)؛ لكن قد تعتري المسلم لحظات غضب وانفعال فيتفوه بكلام جارح من هذا القبيل؛ ففي هذه الحال يجب عليه كظم الغيظ والاستغفار وعدم المسارعة للفجور وسب من لا علاقة لهم بمن سبه لاسيما الأبوين؛ لأن رد القول الطبيعي ممن خاصمه هو سب والديه أيضا فيكون الابن قد جلب السب لأبويه دون قصد منه وإرادة؛ وهذا من باب سد الذرائع المعتبرة شرعا، ومثال ذلك في القرآن الكريم نهي المؤمنين عن سب آلهة المشركين؛ لأن المشركين في هذه الحال سيسبون إله المسلمين والناس جميعا؛ حين قال الله تعالى: ((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ))؛ لذلك ورد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّه)، فمن البر للوالدين والوفاء لهما عدم التسبب في النيل من شرفهما؛ بل الواجب عليه فعل الخير للناس وإسداء النصح والعون لهم حتى يجلب الدعاء بالخير لوالديه.
النصر/ ع/خ
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.