** الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله والصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، أحمده تعالى وأستهديه وأسترشده وأتوب إليه واستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ....، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ سيد ولد عدنان بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا خاتم النبيين والمرسلين وداعيًا إلى الله بإذنه سراجًا وهاجًا وقمرًا منيرًا *
** السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته **
"ايها الانسان اصنع السعادة بنفسك "
1- في أيامنا هذه يشكو الكثيرون من ضيق العيش وكثرة المطالب وقلة الدخول وارتفاع الأسعار الجنوني، وعقوق الأبناء وجفاء الأصدقاء وتقطيع الصلات بين ذوي القربى، دونما أن يقف هؤلاء الشاكون مع أنفسهم وقفة تأمل، لماذا يحدث هذا؟ ما السبب؟ سؤال يبقى مطروح ؟..
2-إن الذنوب تحول بين العبد وبين رضى الله تعالى، ويُحرَم العبد بسببها نعمًا كثيرة، فكلٌّ منا بحاجة إلى محو هذه الذنوب أولا بأول؛ كي يلقى ربه طاهرًا نقيًّا وقد غُفرت ذنوبه، فلا بد إذن من التوبة النصوح والاستغفار الدائم من الذنب المعلوم وغير المعلوم، كذلك لا بد أن يكون اللسان رطبًا بذكر الله تعالى، وهناك أشياء لا بد ان نتقبلها ونرضى بها ففيها محو للذنوب.
3-فمثلا المرض ابتلاء من الله يطهر العبد من ذنوبه، وهذه نعمة كبرى يغفل عنها الكثيرون، هذه سنة الله تعالى في خلقه، ما جعل عسرًا إلا جعل بعده يسرًا، والأمراض مهما طالت وعظمت لا بد لأيامها أن تنتهي، ولا بد لساعاتها- بإذن الله- أن تنجلي يقول الشاعر:
ولرب نازلةٍ يضـــــــــــيق بها الفــــــــــتى *** ذرعًا وعند الله منها المخرجُ
ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتها *** فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
** نعم أخي القارئ المحترم **الفقر معناه العوز والحاجة .. وما أدراك ما الفقر فقد تعوذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بذلك دبر كل صلاة " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر" ، وقال عمر أبن الخطاب رضي الله عنه "لو كان الفقر رجلاً لقتلته " ، وهذا يوضح خطورته وتأثيره السلبي على المجتمع ، وأوجبت الأديان محاربته عن طريق الزكاة والصدقة والرأفة والإحسان حتى لا يصبح الفقر مناخًا يختبئ خلفه التطرف والإرهاب ، وأوجبت الدول والحكومات بالقضاء والتخفيف منه بإجراءات ملموسة وليس تجاهل الفقراء أو الضغط عليهم بما لا يطاق—وخلاصة القول - المسؤولية تكليف وليست تشريف-
* وحتى لا نطيل - لكم قصة من التاريخ الاسلامي*
* يحكى أن رجلا غنيا عاش في أم القرى( مكة المكرمة) وكان له خادم لشئونه الخاصة، فإذا أذن مؤذن المسجد لصلاة الفجر أيقظه خادمه وقدم له ابريق الوضوء وأشعل الفانوس، ومشى أمامه نحو المسجد، وذلك قبل عهد الكهرباء،
حيث كانت الشوارع متربة والأزقة مليئة بالحجارة ولا توجد إضاءة عامة ويكون الظلام دامسا من بعد غروب الشمس حتى طلوعها صبيحة اليوم التالي، فلما رأى ذلك الغني تفاني خادمه قال له ذات يوم: لقد كتبت في وصيتي الموجهة لورثتي أن تصبح حرا بعد وفاتي مكافأة لك على إخلاصك في خدمتي لعشرات السنوات فسكت الخادم ولم يعلق، وفي فجر اليوم التالي قام كعادته وأسرج الفانوس ومشى به خلف الرجل الغني فتعجب من فعلته وقال له: لماذا لا تتقدم بالفانوس حتى تنير لي الطريق نحو المسجد؟ فأجابه خادمه بقوله: أنت يا سيدي الذي جعلت نورك وراءك، عندما وعدتني بالحرية بعد مماتك ولم تقم بذلك في حياتك!، ولماذا تجعلني أتمنى موتك حتى أنال حريتي بدلا من أن أتمنى لك طول العمر في طاعة الله؟، ألا تعلم أني سأظل أخدمك وفيا لك حتى لو نلت على يديك حريتي؟.
وفهم الرجل الدرس جيدا وقال له: أنت حر من هذه اللحظة، فرد عليه قائلا: وأنا خادمك البار من هذه اللحظة حتى نجعل نورنا أمامنا بدلا من أن نجعله خلفنا.
وهذه عظة لمن له مسؤولية سواءا كبيرة او صغيرة -و لكل من يتحدث عن نيته في كتابة وصية تتضمن بناء مسجد أو دار أيتام، أو مدرسة، أو ذلك مما قل أو كثر من أمواله بعد وفاته ونقول لهم: وهل تضمنون أن ينفذ ورثتكم وصيتكم كما تحبون؟ ولماذا لا يكون عملكم الطيب خلال حياتكم، تقدمون الخير لأنفسكم، وتضيئون دوربكم وتتركون أثرا يتحدث عنكم بعد وفاتكم؟ يا أخي: خذ مصباحك معك ولا تتركه خلفك، خذ مصباحك بيدك ولا تجعله بيد غيرك، واصنع السعادة بنفسك... وللحديث بقية ان كان للعمري بقية.. طاب يومكم بالخير والسعادة وحب الله ورسوله سيدنا محمد عليه وعلى أصحابه الاطهار الصلاة والتسليم .
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.