الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...
ها قد مرت أيام شهر رمضان المعظم سريعا وبدأنا العشر الأواخر منه، أي الثلث الأخير من الشهر الكريم المتعلق بالعتق من النار. ويأتي هذا الثلث الأخير بعد الثلثين الأولين؛ الثلث الأول للرحمة والثلث الثاني للمغفرة. وفي الثلث الأخير يتحرى كل مسلم الجائزة الكبرى: "ليلة القدر" التي أكد الله عز وجل في كتابه العزيز، القرآن الكريم، أنها ليلة خير من ألف شهر.
** نعم، أخي المسلم...منذ أيام فليلة كنا نقول اهلا رمضان وهانحن - الان - نقول مهلا رمضان ، وبعد أيام قليلة سنقول وداعا رمضان ، هكذا الزمن يدور والحياة تسير والسفر الى الله طويل والزاد مع العباد قليل وربك يخلق ما يشاء ويختار كل شئ....
** نعم، مع بداية رمضان المعظم، عُدتُ بذاكرتي إلى عام مضى؛ مستذكرا أصدقائي وجيراني،وأهلي وأبنائي... ممن شهدوا معي هذا الشهر نفسه، في العام الماضي؛ فاكتشفت أن الموت قد غيَّب كثيرين منهم هذا العام، وبينهم الكبير والصغير، والصحيح والسقيم، ومن كانت وفاته صدمة، أو موته بغير علَّة،او إرهاب الطرقات الخ...و لان الموت واحد والأسباب متعددة، ..وما نقول الى ما يرضي ربنا..انا لله وانا اليه راجعون..اللهم أرحم امواتنا وأموات المسلمين أجمعين في جنة الخلد والنعيم بجوار سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين..آمـيـن.
** نعم - سيدنا وسيد الشهور هوشهر الرحمة والمغفرة، شهر الإحسان والكرم، شهر العتق من النار، الذي يشعر الناس بأنه لم يمكث إلا أياما قليلة، فبعد بضع أيام بل ساعات سيبدأ العد التنازلي لانتهاء الشهر الكريم، فلنحاول جاهدين اغتنام فرصة الفوز بالعتق من النار في العشر الأواخر من الشهر ونحن مقبلين على ليلة خير من ألف شهر..
نعم، أخي الصائم -غاية الصيام هي ترويض النفس لتصل إلى التقوى، وليس المقصود الجوع والعطش. ولا يصل الإنسان إلى الفهم السليم إلا إذا قدَّم تقوى الله على هواه، ووفق ما بينه الله عز وجل في كتابه العزيز، فإن ليلة القدر خير وأفضل من ألف شهر أي ما يوازي ثلاث وثمانين عام وأربعة أشهر وفق الحساب الزمني المعمول به على كوكب الأرض.
** في هذا الشهر الكريم نتعلم الصبر والإرادة والقدرة على التحدي لأن الإنسان يقاوم رغباته ويحرم نفسه من ملذات كثيرة انك في كل يوم تعيش اختبارا جديدا وأنت تسأل كيف يكون الإنسان قويا على نفسه وليس على الآخرين..والقوة الحقيقية أن تكون دائما رحيما على الناس قويا بالحق وأن تدرك أن الحياة مسيرة حب وليست قصة عبث أو انتقام.. ما أحوجنا اليوم إلى تذكر تلك الآيات والعمل بها سعيا للفوز بالدنيا والآخرة، وفي عامنا هذا ما أحوجنا، أمة وأفرادا، إلى تحري ليلة القدر والفوز بثوابها.
** فنحن في الجزائر وطننا العزيز نحاول جاهدين أن نعمل على الرغم من جميع المعوقات ـ وخاصة المتعمدة منها ـ ونحاول أن نكافح الفساد والإفساد، على الرغم من تنامي صعوبات الحياة ومتطلباتها. إن الحديث عن الارتفاع في أسعار بعض الأغذية والمشروبات لم يعد مجدٍ، فالجشع لدى البعض كان له أثره في تعكير مزاج الصائمين. وكذلك الحال فيما يتعلق بالمتلاعبين بالعقول والقلوب ـ والجيوب أيضا ـ والمطلوب الإحسان إلى الغير،.. نعم-الإحسان إلى الخلق هو وسيلة المجتمع للرقي والتقدم؛ لأنه يؤدى إلى توثيق الروابط وتوفير التعاون بين الناس، قال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ** صدق الله العظيم** ومقابلة الإساءة بالإحسان، وهذا من حسن التربية، إن سماحة الخلق والابتسامة والبشاشة في الوجه وطيب الكلام من صفات المؤمن الحق، فهي تجعل صاحبها من العتقاء من النار، سامح أخاك المسلم كأنك لم تكن بينك وبينه أي مشكلة؛
... وفي إعتقادي الشخصي، لم يأخذ المسلمون في بلادنا من دينهم إلا الصلاة والصيام والحج والعمرة والدعاء العريض، واهتموا بالثياب والحجاب واللحية ودخول الحمام بالقدم اليسرى وتناول الطعام باليد اليمنى والاستبراء من البول ودعاء السفر ودعاء دخول المنزل، وجعلوا من آيات الله رنات المحمول، وفرضوا سماع القرآن على الناس اللاهية عنه في الأسواق وقاعات الانتظار بالمستشفيات والمصالح والمواصلات العامة، وفي ذلك ازدراء للقرآن لو كانوا يعلمون، ثم بعد ذلك لا شيء.
لقد تناسوا أن الدين المعاملة، وتناسوا قول الله تعالى: «ويل للمطففين»، وتناسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا»، تجاهلوا قوله: «إن الله يحب من عمل عملا أن يتقنه»، وكذلك قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فضيعوا الأخلاق فيما بينهم ومع غيرهم. إنهم يعرفون أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، وبرغم ذلك ملأوا طرقاتهم وشوارعهم بالأذى والإشغالات والاعتداءات، فلم يراعوا حقا لا للمركبات في الشارع، ولا للسابلة فوق الرصيف، يعرفون قول رسولهم: «إن المؤمن لا يكون كذابا»، ومع ذلك لم يتورعوا عن الكذب في كل المواقف وجعلوه دستورا فيما بينهم، علموا قول رسولهم: «إن المؤمن لا يكون لعانا ولا فاحشا ولابذيئا»، فمروا وكأنهم لم يسمعوه، وصار مجتمعنا مرتعا للبذاءات وللسباب وفحش الكلام، من العامة والخاصة معا.
وإذا لم يدرك الناس أن الدين جوهر لا مظهر فقط، وأنه معاملة وليس شعائر فقط، وأنه العمل وإتقانه والخلق الرفيع والنظام والنظافة وحسن الأدب وترك الكذب ونبذ الفحش من القول، فلن يغير الله حالهم، فالله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم
“ياصائمي رمضان صوموا عن الغضب..لا يقبل الديان صوما بلا أدب”، وروى البخارى فى صحيحه أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أوصـــني، فقال نبينا الكريم: لا تغضب! فظن الرجل أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يسمعه فكرر سؤاله: أوصني يارسول الله... فردد الرسول: لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب
وعلاج داء الغضب كما يقول العلماء يتلخص في: الاستعاذة بالله من الشيطان وتغيير حال وضع الجسم وترك مكان المخاصمة والسكوت والوضوء وكظم الغيظ والإكثار من ذكر الله تعالى والعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) والنظر في نتائج الغضب المتوقعة وقبول النصيحة وأخذ الدروس من غضب سابق واجتناب وإزالة أسبابه ومن يؤمن بالله يهد قلبه.ما أحوجنا الى هدوء النفس وطمأنينة القلب.ألا بذكر الله تطمأن القلوب.رمضان كريم وكل سنة وانتم طيبون طائعين لله ولرسوله ..اللهم تقبل منا ومنكم الصيام والقيام...اللهم بلغنا وإياكم ليلة القدر المباركة آمين...وصيام الجميع مقبول
(( ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء))
تقييم:
1
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.