إذا زاد ابتلاؤك وأنت تُؤَدى ما عليك، فلا تحزنُ وتَيَقَّنْ أنه بُشْرَى مِن الله إليك؛ فلا تظنَّ أنَّه يُعَذِّبُك، بل هو فى الحقيقة يَرفع دَرَجَتَك ويُقَرِّبُك، فالمُحِبُّ لا يُعذب حَبيبَهُ، انظرْ كيف طَمْأَنَ نَبِيُّنا أهلَ الابتلاء، ليصبروا عليه فينالوا خيرَ العَطاء، قال صلى الله عليه وسلم: “ وَالَّذِى بَعَثَنِى (أى : والله) : إِنَّ الْعَبْدَ لِتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ فِى الْجَنَّةِ، فَلا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، حَتَّى يَبْتَلِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْبَلاءِ، لِيَبْلُغَ بِهِ تِلْكَ الدَّرَجَةَ، لا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ “.
وإذا كنتَ صاحبَ ابتلاءٍ فلا تحزنْ، فَكُلُّ ابتلاءٍ معه خيرٌ وإنْ لم تكنْ تَعلَم، أَمَا يكفيك أنْ تُذْكَر مع أهل الفضل والكرم مِن الأولياء والأنبياء بل مع سيد العرب والعجم، الذى ابتُلِيَ فى كل شيء ؟. فكان قليل المال ، ومات له الأب والأم والزوجة والأولاد والعَم، واسْتُشْهِد عمه حمزة وكان نِعمَ العَم، واشتد عليه الأذى حتى وصل إلى الطعن فى عِرْض أُمِّنا عائشة سليلة (ابنة) الشَرف والكَرَم ، وأخبره جبريل بأنَّ حبيبَه سيدنا الحسين سَيُقْتَلُ على أيدى عُشاق الدم .... كل ذلك ليكون قدوة لكل مُبْتَلَى أو صاحبِ هَمٍّ أو غَم، أليس هو صلى الله عليه وسلم مَن قالها صراحة فى الجَهْر والعَلَن : “ أكْثَرُ الناسِ ابتلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمْثَلُ (الأحسن عند الله) فالأمثل “ ؟!! . والرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيـا، وبستان العارفين. ومن لطائف اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهي، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أكبر الأسباب التى تطلب بها الحوائج، فإن الله يكفى من توكل عليه، قال تعالي: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”. وقال صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذًى ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه”.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.