الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين..
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
...بعد أيام قليلة بمشيئة الله تعالى نستقبل ضيفًا عزيزًا عزيزا علينا، إنه شهر الصيام والقرآن، فلا لنا من الاستفادة والاجتهاد في شهر الخير الذي منَّ الله تبارك وتعالى به علينا، كذلك لا بد من تطهير القلوب كي تُقبل على الله تعالى بوجهٍ جديدٍ، وتتطهّر من شتى الموبقات، وتتخلص من دنس الذنوب والمعاصي راجيةً عفو ربها، وعلينا أن نرفع أكف الضراعة راجين الله تعالى أن يكشف الغمة عن بلاد المسلمين، فها هو جزء من جسد أمتنا العربية والإسلامية تحت رحمة الموت والتخريب والاندثار--** سوريا والعراق واليمن وليبيا وبورما وفلسطين الجريحة من أبناء وطنهاومن أبناء جلدتها تئن تحت وطأة التمزق والإرهاب المموَّل من قبل أعداء المسلمين
**أيام قليلة ويستقبل العالم الإسلامي بل العالم كله شهر رمضان الكريم، وبهذه المناسبة اقدم تهنئتى لكل المسلمين في بقاع الارض ولكل عربي من المحيط الى الخليج بهذا الشهر الذي يتميز باللمة الطيبة مع الاهل و الاصدقاء ولمة العائلة التي انعدمت -للأسف- هذه الأيام، فهو الشهر الوحيد الذي يجمع الأقارب والأصدقاء، فهو شهر الروحانيات والبهجة والسهرات الجميلة
.. نعم،أيام قليلة ويهل شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا بكل خير .. وكما جرت العادة فإن الاستعدادات للشهر الكريم لها طابع خاص حيث يتبارى البعض في الاستحواذ على أكبر قدر من السلع الضرورية وغير الضرورية مما يتسبب في تدمير تام لميزانية الأسرة الجزائرية..ونظرا لأن الغالبية العظمى من الأسر الجزائرية لم تعد قادرة حتى على توفير متطلباتها المعيشية العادية فكيف لها أن تستعد لرمضان بالشكل الذي كان يحدث من قبل. ومادام أن الأمر على هذا النحو من الارتباك وأن الصورة أصبحت ضبابية. ومادام أن الاستعداد لرمضان لم يعد في استطاعة حتى الأسر الغنية بعد أن أصبحت الطبقة المتوسطة في ذمة الله، علينا أن نستعد لرمضان بشكل آخر بعيدا عن المكسرات والمأكولات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. وذلك بأن نبحث في داخلنا عن بقعة الضوء البيضاء لننطلق من خلالها نحو عالم آخر بكل تأكيد سيكون أفضل بكثير مما نحن فيه الآن .. علينا أن نتجه الى الله وأن نعيد ترتيب علاقتنا بالخالق ربما يكون هذا الوضع المؤلم الذي نعيشه الآن نتيجة ابتعادنا عن الله . ربما يرى البعض أن حتى هذا الأمر قد يكون صعبا وسط ما نرتكبه يوميا من ذنوب ومعاص تتم بشكل تلقائي دون أن نقصد .. ولكن الحقيقة غير ذلك فأبواب السماء مفتوحة دائما حتى وإن كانت الذنوب تملأ مابين السماء والأرض فرحمة الله وسعت كل شيء...نعم علينا أن نتجه الى الله وأن نقول «يارب يارب يارب» .. نقولها بقلوبنا لا بألسنتنا.. نقولها ونحن على يقين بأن الله سيفرج عنا الكرب والهم والغم .. نقولها ونعمل بها لأنها في هذه الحالة ستصبح المفتاح الذي نفتح به أبواب الرضا والسعادة وراحة البال.
** نعم ،بعد أيام قليلة إن شاء الله سوف يهل علينا هلال شهر رمضان المعظم , أعاده الله علينا جميعا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام . وأمتنا في حال أفضل مما هي عليه الآن من تفرق وتشرذم وضعف وهوان وشقاق وانشقاق . لابد من وقفة حساب دقيقة وحقيقية لمراجعة أنفسنا في هذا الشهر العظيم , نجدد فيها علاقتنا بالله عز وجل , وعلاقتنا بديننا وبمجتمعنا , ونتساءل في شفافية ووضوح : هل نحن نسير على الطريح الصحيح ؟ هل نحن على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا ؟ هل نحن على مستوى التحديات التي تواجهنا ؟ هل نحن نخشى الله ونتقه حق تقاته ؟ هل نحن مؤمنون حقا بأنه لن يفلح آخر هذه الأمة إلا بما فلح به أولها . هل أخذنا بأسباب النصر والنجاح والفلاح ؟ هل قدمنا الأهم على المهم , والكليات على الجزئيات , والأصل على الصورة , والممكن على المستحيل أم أننا مصممون على دفع الفاتورة الباهظة بلا مقابل بسبب قصور وهشاشة في التصور , واعوجاج وانحراف في التصرف ؟. كل هذه الأسئلة المشروعة وغيرها من أسئلة تحتاج منا إلى صراحة ووضوح عند الإجابة عليها لأن اليقين اختلط بالشك , والكذب اختلط بالصدق والخيط الأبيض التبس بالخيط الأسود , والنور توارى خلف جدر الظلام السميكة , فأصبحنا لا نرى الأمور على حقيقتها. رزقنا الله وإياكم نفاذ البصر وعمق البصيرة . إسمحوالي و للأسف الشديد يمكنني القول بأنه إذا كانت شياطين الجن قد صفدت في هذا الشهر العظيم , فإن شياطين الإنس قد أطلقت العنان لنفسها لكي تفسد على المسلمين صومهم وعبادتهم وكأن شهر رمضان هو شهر المسلسلات والمسابقات والفوازير. ممكن البعض يغضب مني ولكن هذه رؤيتي الشخصية
أجعلوا رمضان مميز في حياتكم بسلوكيات وعادات تعزموا النية على تغيرها .. لا تهملوا الطعام والزينة ولكن لا تضعوها أول الاولويات .فلنعقد العزم على تحقيق هدف واحد في رمضان والاصرار عليه حتي النجاح فيه ليكون شهر بركة يغيرنا للافضل.
** .. فهلا جهزنا العدة للاستفادة والتعرض لنفحات موسم الخيرات، فهذا ضيف عزيز وشهر كريم وموسم عظيم خصه الله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم، وأنزل فيه القرآن وفرض صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو شهر البركات والخيرات، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العسرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتُصفّد فيه الشياطين
.
** مَنْ غيْرُ الله..؟!!
يوجد أحد - في كون الله - ، يعطي أو يمنع ، يرفع أو يخفض ، ينفع أو يضر ، يعز أو يذل ، يحيي أو يميت وهو على كل شئ قدير ، غيْر الله !
والناس - مهما كانوا سلاطين أم أنبياء - لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ، ولا حياة ولا موتا ولا نشورا -----إن تاريخ الإيمان الحقيقي هو التاريخ المشرق للبشرية والذي قاده الأنبياء عليهم السلام ومن بعدهم الصحابة الكرام، فسعدت به البشرية وازدهرت حياتها، وفي وقتنا الحاضر كلما اقتربنا من الإيمان الصحيح أفرادا وجماعات وشعوب ودول استقامت أمورنا وسعدت أرواحنا وازدهرت أحوالنا وعمّ السلام والرحمة وحسن الخلق عالمنا
. لا شك أن كلا منا يبحث عن الطمأنينة في حياته ، و للطمأنينة أسباب ذكرها المولى جل و علا في كتابه، منها ذكر الله ؛قال تعالى ..((الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))صدق الله العظيم
·* إنني أتوجه بأسئلة حائرة إلى كل الذين يريدون لأمتنا الانحراف ولشبابنا الانجراف وراء سيل الشهوات والملذات والغفلة والنسيان الذي قد يصل أحيانا لحد الهذيان : أين ضمائركم حين تضلون بل وتلهون الناس في هذا الشهر العظيم بما لا ينفع ولا يفيد لا في حاضر ولا مستقبل ؟ بل أين دينكم حين تشوهون هذا الشهر بكل الوسائل الشيطانية التي تضر المجتمع وتفسد حال البلاد والعباد ؟ إن المؤذن لا يكاد ينطق بعبارة " حان الآن موعد آذان المغرب " حتى تطل رؤوس الشياطين من جحورها تبث سمومها في عقول وقلوب الناس , تقدم مسلسلا بعد مسلسل , وفزورة بعد فزورة , وبرنامجا بعد برنامج , وفيلما بعد فيلم , ولقطة بعد لقطة , ورقصة بعد رقصة , وقصة بعد قصة . وكأنه لا توجد صلاة مغرب ولا عشاء ولا تراويح ولا صلة رحم ولا قراءة قرآن ولا عبادة ولا استغفار ولاحتى عمل بالنهار , إنها الهزيمة بعد الهزيمة والانكسار تلو الانكسار ولا حول ولا قوة إلا بالله . نستعيذ بالله من كل مايفسد صيامنا ويعطل أعمالنا ويضل عقولنا ويطمس جوهر ديننا . ولتعلوا جميعا أن الضمير هو الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان , وإن ضميرك يامن تغوى البشر هو إنسانيتك فإن فقدته فأقم على نفسك مأتما وعويلا وصل على نفسك صلاة لاركوع فيها ولاسجود لأنك أصبحت في عداد الموتى وإن كنت حيا ترزق .
عذرا أيها القارئ المحترم -- كم من ويلات أتت بها بعض المسلسلات التركية والبرازيلية والمكسيكية بسبب إعجاب الزوجة ببطل المسلسل لوسامته أو رومانسيته المزعومة و كان المآل في آخر الأمر الطلاق، و لا شك أن كل إنسان فيه من العيوب و النقائص فلا أحد كاملا ، لذلك فإن تجنب مثل هذه الأمور أدعى لطمأنينة البيت.
حاول أن تقترب من نفسك قليلا وأنت تستقبل شهر رمضان الكريم.. إن البعض منا يجعل منه شهرا للطعام وأخر يجعله شهرا للعبادة فلا يذهب إلى عمله..
وهناك من يجعل منه شهرا للتأمل.. ومن أجمل ما خلق الله في الإنسان صفة التأمل بحيث يسافر الإنسان ليرى الأشياء حوله ثم يقترب من ذاته ويسافر في أعماق نفسه ويراجع جدول الأعمال وأين اخطأ ومتى أصاب.. إن التأمل من أرقى صفات البشر انه ليس قراءة عابرة للأشياء ولكنه سفر طويل تغوص فيه المشاعر في الناس والصور والمتغيرات..
نعم نحن المسلمون نقف على مشارف شهر رمضان الكريم، الذي يحمل في طياته التسامح والتضامن، والخيرات والعطاءات، وينتظره الفقراء من العام للعام، للتخفيف من معاناتهم، في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي تأثرت بها البلاد والعباد يأمل الفقراء في هذا الشهر الكريم ألا يبخل عليهم الأغنياء، بما فاض الله عليهم وفتح لهم من أبواب الرزق والخير الكثير،...
. " إن الإسلام الذي بين أيدينا هو ذلك الدين الكامل وتلك النعمة التامة , لكن الكثير منا اتبع ما أسخط الله وكره رضوانه . الكثير منا أعرض عن النو ر.. وارتضى الظلام . أعرض عن الطهر.. وارتضى الرجس . أعرض عن الكمال .. وارتضى القصور والنقص , وارتضى معه الجهل والفتنة والهوى . فتحللنا من كثير من عقيدتنا وأشركنا مع الله الدرهم والدينار والريال والملك وصاحب العزة وسيادة فلان وعلان , حين ابتغينا عندهم الرزق والتمسنا عندهم الجاه , أو اعتقدنا فيهم قضاء الحاجة أو بلغنا في حبهم حب الله أو زيادة . وتحللنا من كثير من أخلاقنا حيت تركنا الأمانة إلى الخيانة. والصدق إلى الكذب . والوفاء إلى الغدر . والعفة إلى الرجس . والحياء إلى الفجور . " إن مشكلتنا في الأساس هي مشاكل أخلاقية أدت إلى تدهور أحوالنا في كل مناحي الحياة . " نعم .. نحن كمسلمين مطالبون بمراجعة أنفسنا قبل أن نحاسب ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا , ونتحلل من المظالم قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة .
تصدقوا من اموالكم ايها الاغنياء قبل فوات الاوان ..المال مال الله وانتم مستخلفون فيه... الفقراء في انتظاركم ..يأمل الفقراء في هذا الشهر الكريم ألا يبخل عليهم الأغنياء، بما فاض الله عليهم وفتح لهم من أبواب الرزق والخير الكثير، والفرصة متاحة أمامهم لكي ينالوا رضى الله عز وجل ويثابوا بالحسنات وتحل عليهم البركات، من خلال اسعادهم لهؤلاء الفقراء وإدخال البهجة في نفوسهم، وتوفير نفقات ومتطلبات هذا الشهر الكريم، ورفع الحزن والغم عن الأسر المحتاجة. ربما يستعد المسلمون للصيام في رمضان، لكن هل استعد الأغنياء للفقراء في هذا الشهر الكريم؟ ..
*** الصوم يتطلب قدرا من الجهد والمشقة والصبر، مما يحتم على الأبوين تعويد الأبناء على أدائها مادامت ظروفهم الصحية تسمح بذلك، وتحبيبهم فيها خاصة أن رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف الحار لكن كيف نعود أطفالنا على الصيام وكيف يقاومون العطش من أجل الثواب الذي ينتظرهم؟
***يمكن تحويل صوم الطفل إلى لحظات سعادة، حتى يصبح رمضان فرحة، ونحاول أن نستثمر هذا الشهر في غرس القيم والإيمان فيهم وذلك بأن ينشأ الطفل وهو يرى من والديه وإخوته مظاهر الحفاوة والترحيب بهذا الشهر الكريم، فتظل هذه الذكريات محفورة في ذاكرته.
كما يجب تعويد الطفل على الصوم، حتى لا ندع أطفالنا يكبرون، ثم نأمرهم بالصوم فيشق ذلك عليهم، وليس بالضرورة أن يصوم الشهر كله، أو اليوم كاملا في البداية، ولابد من التلطف معه، عن طريق بيان ما أعده الله للصائمين.
فينبغي على الوالدين تشجيع الطفل إذا عمل عملا إيجابيا، و ذلك بالكلمة الطيبة أو المكافأة حتى تعطيه الثقة في أنه يستطيع بتوفيق الله أن يفعل كذا و كذا ، فتصبح شخصيته إيجابية ،فيها من الإقدام و ليس فيها من التراجع و عدم الثقة في النفس ، و في تاريخنا الإسلامي ما يؤيد ذلك؛ فكانت أم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين تغرز فيه أنه سيكون سيدا في قومه و قد كان ، وكذلك أم محمد الفاتح كانت تغرز فيه فتح القسطنطينية في صغره و قد فعل في كبره ذلك...وفي تاريخنا الجزائري خير مثال – الشاب الامير عبدالقادر...وفي إنطلاق الشرارة الاولى في الفاتح من نوفمبر 1954 وانتصار الشعب الجزائري على الاستدمار الفرنسي الخبيث وعملائه...الخ.. . إن الحياة قصيرة وفانية والآخرة هي الباقية فلنأخذ من فراغنا لشغلنا ومن شبابنا لهرمنا ومن صحتنا لمرضنا . فوالله ما بعد الموت من دار إلا الجنة أو النار . والله من وراء القصد والنية . اللهم بلغت اللهم فاشهد . وكل عام وانتم بخير.اللهم بلغنا رمضان
اللهم ارزقنا صيامه وقيامه، وتقبل دعاءنا فيه، وبلغنا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، واكشف الغمة عن بلاد المسلمين، اللهم فرج كرب أهل اليمن والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين وفرج الهموم على أمتنا العربية والاسلامية، ولا تدع لنا ضالا إلا هديته، ولا مظلوما إلا نصرته، ولا جائعا إلا أطعمته، ولا مريضا إلا شفيته، ، ولا فقيرا إلا أغنيته، ولا عاريا إلا كسوته، إنك ولي ذلك والقادر عليه. وكل عام وانتم بخير...وصيام مبروك ومقبول للجميع .
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.