بين الآباء والأبناء واجبات وحقوق! - الشيخ الطاهر بدوي
روى الحافظ أبو بكر البزّار في مسنده بإسناده عن بريد عن أبيه أنّ رجلاً كان في الطّواف حاملاً أمّه يطوف بها فسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هل أدّيتُ حقّها؟ قال: “لا ولا بزفرة واحدة”.
ولكن رابطة الوالدين بالوليد على كلّ هذا الانعطاف وكلّ هذه الكرامة إنّما تأتي في ترتيبها بعد وشيجة العقيدة الّتي تعلو على كلّ وشيجة. فمهما بذل الوالدان من جهد ومن جهاد ومن مغالبة ومن إقناع ليغرياه بأن يشرك بالله ما يجهل ألوهيته فهو مأمور بعدم الطّاعة، من الله صاحب الحقّ الأوّل في الطّاعة، ولكن هذا الاختلاف في العقيدة لا يسقط حقّ الوالدين في المعاملة الطيّبة والصُّحبة الكريمة {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “ثلاثة حرّم الله تبارك وتعالى عليهم الجنّة: مدمن الخمر والعاق والدّيُّوث الّذي يقرّ الخبث في أهله” رواه أحمد والنّسائي والبزّار، وعن أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألاَ أنبِئُكم بأكبر الكبائر ثلاثًا”، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله وعقوق الوالدين” وكان مُتّكأ فجلس فقال: “ألاَ وقول الزّور وشهادة الزّور” فما زال يُكرّرها حتّى قلنا ليته سكت. رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “رغم أنفه (أي لصق بالتُّراب) ثمّ رغم أنفه ثمّ رغم أنفه”، قيل مَن يا رسول الله؟ قال: “مَن أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثمّ لم يدخل الجنّة” رواه مسلم.