زحر

فهمانة كثير وحكيمة
سمعت نسوان الحارة

في جلسة غيبة ونميمة
كل وحدة بتحسد جارتها
شو مبسوطة في جيزتها
بتفكر حالها الوحيده
اللي تعبانه في عيشتها

ضحكت الحجة وقالت :
انتن مثل بناتي
وأنا عندي خبرة في حياتي
كل وحدة تحكي حكايتها
وتشرح شو مشكلتها

قالن الجارات :
أنا زوجي مدمن أخبار
ومتابعها ليل نهار
وإذا حب يغير أجواء
بيحضر عالم البحار

أنا زوجي مدمن دخان
تمباك وأرجيله كمان
واللي بيصرفه ع التدخين
بيشبعنا جاج وخرفان

أنا زوجي
كريم وإيده سخية
وبيعاملني في حنيه
بس مشكلتي مع أهله
أبوه نكدي وأمه قوية

أنا زوجي
وضعه المادي فوق الريح
سيارة وفيلا ولبس منيح
بس مشكلتي في لسانه
حكيو مسبات وتجريح

أنا زوجي معقد كثير
متعصب ورافض التطوير
كل شي عنده ماله لزوم
وفي حياتي ما في تغيير

أنا زوجي
قبضة ايدو حديدية
عنده التعريفة مثل الميه
عمره ما عزم أصحابه
ولا عمره جبلي هدية

أنا زوجي
قلبه طيب وعقله كبير
فهمان ومحترم كثير
أخلاقه ما في منها
بس المشكله أنه فقير

أنا زوجي حلو وشخصية
بدل البنت مصاحب مية
في شكله مغرور كثير
شايف حاله أنيق وطويل ..

أنا اااا
زوجي بحبني وبحبه
وما في أطيب من قلبه
بس المشكله ما بصلي
وعمره ما استغفر ربه

أنا زوجي
في الحارة شيخ الشباب
بمزح وبضحك مع الأصحاب
وأول ما يدخل عالبيت
فجأة بصيبه الإكتئاب
وعقدة جبينه كأنه
ميماتي في وادي الذئاب

بعد ما خلصوا الحكايات
ارتاحت قلوب الجارات
ضحكت الحجة وقالت :
اللي بتسمع قصة جارتها
بيحلى في عينها زلمتها
وبتحمد ربها النافع
وثم ترضى بالواقع

قلت لكم عندي خبرة
هالدنيا كلها مرة

مافيها حدا مرتاح
ولو عاش عالموز والتفاح

فكل وحدة ترضى بنصيبها
وتجعل بإيدها تعذيبها

في الدنيا قبل اخرة
وربها والله حسيبها

رجعوا الجارات رضيانين
بأزواجهم وحظوظهم قنعانين


وتحيا وتعيش الجارة الحكيمة
ويكتر من أمثالك ياحليمة