أرجوك لا تسألني يا أقصانا
أرجوك لا تسألني يا أقصانا
متى تستيقظ أمتي من جنونها من غفوتها ؟!
متى يستيقظوا من خذلانهم وتأمرهم
ونكرانهم لقدسيتك وتاريخك عبرعصورهم
لا تسألني من سيمسح عن وجناتك دمع خذلانهم
ولا تسألني من سيأتي يضمد جراحك الغائرة في عمق تاريخهم ؟أ
يا قدسنا يا أقصاناأما زلت تصدقهم
أما زلت تثق في وعودهم
بتخليصك من براثن بني صهيون
يا سيدي يا أقصانا لا تصدقهم كلهم يتشدقون
اليوم يشجبون ويستنكرون ويثرثرون
وغدا يسلمونك برحابة صدرلترامب الملعون
المتصهين أكثر من بني صهيون
كلهم نائمون كأهل الكهف نومة لا يمكن أيقاظهم
مهما تعالت الأصوات ومهما صدحت مأذنك
أقولها لك ياأقصانا لا تحزن ولا تدمع العيون
الشهامة والنخوة ماتت في عروقهم إلى يوم يبعثون
والدماء تبدلت بماء آسن في شرايينهم
والكرامة دفنت تحت أحذية ترامب إلى يوم يبعثون.
منهم صنف أذنابهم ضاربة الجذورفي العمالة مع بني صهيون
فلا تنادي ولا تناجي العيون ..
كلهم صم بكم لا يفقهون..
لك الله ياأقصانا يا مسرى الأنبياء والصالحين
مهما ناديت وصرخت لن يسموعك
رفعوا الأسواروالحواجز بينهم كناطحات السحاب
وصمموا لك القيود والأصفاد بمهارة فنان
وعلقوها في الأعناق قبل ألف عام
وجلسوا ينتظروا موتك البطيء أمام العيون
آه يا أقصانا الحزين ليل الظلم وخناجرالغدرطال
والأيادي الملطخة بتدنيسك تحاصرك في جميع الفصول
ياأقصانا الحزين مناجاتك وصرخاتك تؤلمني تحرقني
أصبحت تلاحقني كمجرم جاء ليقتلني
وأصبحت غربتي الصماء تعذبني تنحرني
فجميع عشيرتك وأمتك مشتركون
في ضربك وتحطيمك من أجل مصالحهم
وبرم صفقات الأستسلام والتجارة بدمائك
والآن ذاهبون لتسليمك وإعدامك وهم لا يفقهون
فكلهم ذئاب غادرة تدثرت قميص الطهروالنقاء
وأصبحت محاولات سلمهم
كالسوط تجلدني وتنقشني
وكلي خجل منك يا غزة..يا جنين
يا ديرياسين يا تل الزعتر
ياأقصانا يا قدسنا يا زهرة المدائن
خجلي منكم يصفعني يلطمني..
كعاصفة هبت على خيام قلبي فهدمتها
وخلخلت حنايا فؤادي من الصميم
أمنياتي يا قدسنا يا أقصانا
أعود يوما قبل منيتي
أستظل بظل صمود زيتونك
وأقبل جباه أطفال الحجارة في جميع أرجاءك
وأسجد فيك يا أقصانا سجدة لله
تنسيني غربتي ووحل تلك السنين
فذكراك دوما تنعش قلبي
وتحيي بأعماقي نبضي
فأنت فؤاد أمتي يا أولى القبلتين وثالث الحرمين
مهما ذبلت أزاهير الدحنون
فكل يوم تولد الأرض دحنون
مضمخ بدماء الشهداء وصبرالأسرى في السجون
سيبقى وطني جميع الأوطان
والقدس عاصمة الحرية والتاريخ لفلسطين
أريجها الزعتر وإرادة الزيتون
والكوفية هويتي إلى يوم الدين
يفوح من ثراها الأنتماء الوطني الأصيل كمسك الشهداء
ستزهر فيك يا قدس نسائم الرحمة والآمن والحرية
ستبقى القدس عروس عروبتكم وعاصمة فلسطين
وغير ذلك لن يكون ولن يكون..ستبقى مهجة العيون..
مهما تأمرعليها المتأمرون ...
الكاتبة / يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر