في انتظار المهدي
في انتظار المهدي
2017/12/04
محمد الهادي الحسني
أستسمح الأخ الفاضل محمد عباس على استعارتي عنوان أحد كتبه القيمة لهذه الكلمة، وقد عنون به مجموعة من المقالات نشرها في بعض الجرائد الوطنية، ولكنني لست متحدثا عن محتويات هذه المقالات.
أمتنا التي كانت إسلامية، حالها الآن كحال من ينتظر مجيء "المهدي" ليملأ الأرض عدلا بعدما ملأها الظالمون الذين يحكمونها جورا، وليملأها حقا بعدما ملأها الأشرار باطلا، وليملأها رشدا بعدما أضلّها من يزعم هدايتها، وليعيد إليها الأمل والرجاء بعدما أشاع الأرذلون في أقطار نفسها التشاؤم.
إن أمتنا "الإسلامية" من غربها إلى شرقها، ومن جنوبها إلى شمالها يكاد يشلها اليأس، ويا ليته كان يأسا مميتا، فنستريح، ولكنه كيأس من وصفه الله - عز وجل - بأنه "لا يموت فيها ولا يحيا"، وذلك شرّ من الموت.
أنا لست من القائلين "هلك الناس"، لأنني - بفضل الله- أعرف حديث "الرحمة المهداة" - عليه الصلاة والسلام- القائل: "إذا سمعت الرجل يقول "هلك الناس فهو أهلكهم". (بفتح الكاف وضمها)، ولكنني أرفض أن أغش نفسي، ووطني، وأمتي، فهي في حالة من السّوء لم تصلها في أسوإ أيامها الخالية وقرونها الماضية، فما أصابها فيما سلف كان على أيدي أعدائها، وهم إن تمسسها حسنة تسؤهم، وإن تصبها مصيبة يفرحوا بها، أما ما تكابده اليوم وتعانيه فهو من بني جلدتها، الذي خانوا الله ورسوله وصالح المؤمنين، ومن كان في ريب مما أقول فليرجع البصر إلى ما جرى منذ بضعة شهور، حيث اجتمع "ساسة" هذه الأمة، في البلد الذي أنزل فيه الإسلام تحت رئاسة عدوّ للإسلام، مذل لهم، مهين لكرامتهم، مدنس لشرفهم وهم يضحكون، لاهية قلوبهم إن كانت لهم قلوب، ذاهلة عقولهم إن كانت لهم عقول. وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا "المهدي المنتظر" أسوأ من هؤلاء الحكام الظّلام وهؤلاء العلماء الضّلاّل.
د.محمد الهادي الحسني