مدرسة المشور الابتدائية بمراكش تعاني في صمت
بعدما كانت المدرسة الابتدائية المشور تشكل أيقونة مؤسسات التربية والتكوين في مدينة مراكش بفضل النتائج التي كانت تحققها على صعيد الاكاديمية. أصبحت تعيش وضعا مزريا جعل العاملين بها اليوم قاب قوسين أو أدنى من القيام بوقفة احتجاجية وتوقيف الدراسة الى حين تحرك الجهات المعنية في اتجاه توفير الحماية اللازمة لهم.
اخر حلقة من مسلسل الرعب التي عرفتها المؤسسة هي اقتحام المدرسة صبيحة يوم 21 نونبر من طرف مختل عقلي مصاب بجروح في رأسه يغطيها بضمادة طبية، طاف بأرجاء المؤسسة و مادام ليس فيها حارس أمن يسأله عن وجهته فقد دخل قاعة تلاميذ المستوى الثاني أمام دهشة الأستاذة التي كانت في مؤخرة القسم. تناول قنينة ماء شرب بكل اريحية ثم تعالت صيحات التلاميذ و كادوا يندفعون خارج القسم.لولا أن زميلة الأستاذة المعنية تدخلت و استجمعت ما تبقى لها من شجاعة و حاورته بلسان الوالدة العطوفة فأخبرها بأنه من البرنوصي و بأنه ذاهب إلى المستوصف بالبرنوصي لوضع ضماد جديد.عندها أيقنت أنه مجنون وأخبرته بأنه في أسرة تبعدعن أسرته بمسافة كبيرة وطلبت منه أن يخرج من القسم و ان يذهب الى مستوصف القصبة أو أن يلتحق بأسرته بالبيضاء. بالموازاة مع فتح حوار معه أجرى السيد مدير المؤسسة اتصالا بالسلطات المحلية وبالجهات المختصة.لكن تأخر حضورهم الى حين مغادرة المعني بالامر فضاء المؤسسة.
مرت الحلقة بسلام فماذا لو أن الشاب كان في حالة هياج وقام بالاعتداء المادي على الاستاذات أو على المتعلمين؟ ماذا لو أن المتعلمين خرجوا في حالة ذعر وتسبب التدافع بينهم في إصابات بليغة؟ ماذا تنتظر المديرية الإقليمية قبل أن تعين حارس أمن للمؤسسة ؟
نشير أن ما حدث ليس نشازا واستثناء بل تعرف المؤسسة اقتحامات دائمة ومتكررة من طرف الأغراب عن الجسم التربوي. بين محتقن طالب لافراغ متانته او لقضاء حاجاته البيولوجية في مراحيض المؤسسة. وسائح أجنبي راغب في التجوال بمعالم المؤسسة فيقتحمها مادامت أبوابها مفتوحة في وجه القاصي والداني فلا باب يغلق في وجهه ولا حارس أمن يسائله عن وجهته.
بل عرفت المؤسسة في سنة 2012 إحدى أغرب حالات السرقة حيث دخل لص قاعة محاربة الامية و هدد النساء اللائي يدرسن بها فما كان منهن الا أن تنازلن له عما يحملن من أوراق نقدية فأخذ الغلة و ترك الخوف و الرعب في نفوس نسوة في خريف عمرهن ذنبهن أنهن اخترن التعلم في مؤسسة تبالغ في نهج سياسة الانفتاح على المحيط.
لكن يبقى أغرب ما تعاني منه المؤسسة هو تحولها الى فضاء لركن السيارات والشاحنات من طرف ساكني القصبة المجاورين للمؤسسة والذين لا تجمعهم بالمؤسسة أي صلة إدارية أو تربوية معرضين حياة المتعلمين للخطر ومشوشين على جو التحصيل العلمي الواجب توفيره لفلذات أكبادنا.
من أجل كل ذلك يطالب الطاقم الإداري والتربوي بالمؤسسة المديرية الإقليمية بالتعجيل في تمكين المؤسسة من حارس أمن، ويطالب السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها بعدم السماح للساكنة المجاورة للمؤسسة بإدخال السيارات.وبفرض الاحترام الواجب لمؤسسات الدولة.
رشيد أبو الرميصاء ـ مراكش
مراسلة: رضوان الرمتي