الحكومة الجزائرية تنشط الحملة الانتخابية بـ "جزرة" دعم الشباب
خلافا لتشريعيات 4 ماي الماضي، اختارت الحكومة أهدأ الطرق للمشاركة في تنشيط الحملة الانتخابية، من خلال استهداف المناطق الداخلية التي تعاني البطالة بمعدلات مرتفعة. واختارت لبلوغ هدف "جرّ" الناخبين الشباب إلى مراكز الاقتراع، سياسة "الجزرة" وبتسهيلات الحصول على قروض مصغرة والتشغيل.
تحظى مساهمة الحكومة في حملة المحليات بحيز كبير من اهتمام الإعلام الرسمي، وخاصة الثقيل منه، من خلال متابعات يتم بثها في نشرات الأخبار الرسمية في الإذاعة والتلفزيون العموميين. وتحرص الوصاية، المتمثلة في وزارتي الشباب والرياضة، والداخلية، على عدم الظهور خشية تعرضهما للانتقاد من طرف المعارضة التي استثمرت في ذلك خلال انتخابات ماي الفارط، على شاكلة استغلال وتوظيف وسائل الدولة والزيارات التفقدية ذات الطابع الانتخابي للوزراء.
وفي هذا الصدد،بعث وزير الداخلية قبل يومين بـ "تعهدات" للشباب العاطل عن العمل، بالتزام الحكومة بـ "الارتقاء بحصة المقاولاتية الشبانية من مختلف المشاريع التنموية إلى 30 بالمائة، وذلك لمرافقة وتشجيع هذه التجارب الشابة ومساعدة أصحابها على تجسيدها في الميدان".
وأوضح بدوي في افتتاح أشغال الأسبوع العالمي للمقاولاتية بالمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان، التي حضرها وزيرا التكوين المهني والتمهين محمد مباركي، والشباب والرياضة الهادي ولد علي، والمستشار برئاسة الجمهورية محمد على بوغازي، أوضح بأن "حصة المقاولاتية الشبانية الوطنية من مختلف البرامج التنموية والمشاريع الوطنية والمحلية التي تبلغ حاليا 20 بالمائة، قد ترتقي إلى نحو 25 بالمائة أو 30 بالمائة".
ومن الوعود التي تطلقها الحكومة لفائدة الشباب مقابل ذهابهم يوم 23 نوفمبر للتصويت، "خلق وإنشاء العشرات من مناطق النشاط بغية وضعها في خدمة مختلف المشاريع التي تجسدها مؤسسات المقاولاتيين الشباب وحاملي المشاريع من أجل دفع الحركية الاقتصادية".
وبالمقابل، دعا الوزير السلطات، سواء عمومية أو محلية، إلى ضرورة مرافقة أصحاب المشاريع من شباب خريجي الجامعات ومعاهد التكوين، ومساعدتهم على تجسيد مشاريعهم ووضع كل التسهيلات والإمكانيات تحت تصرفهم.
وأشار إلى أن العمل جار للتغلب على كل الصعوبات المالية، وتلك المتعلقة بالتواصل مع المسؤولين المحليين والولائيين، من أجل وضع "تسهيلات وميكانيزمات قصد التخفيف عن الشباب المقاولاتيين ومرافقهم لتجسيد مشاريعهم".
وقبل رعاية وزير الداخلية لاحتفالات اليوم العالمي للمقاولاتية الشبابية، أشرف وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، في الفاتح من نوفمبر الجاري، على انطلاق القافلة الوطنية للمقاولاتية من مدينة باتنة، بحضور مديري الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة التابعين لوزارة العمل، والمديرية العامة للشباب على مستوى وزارة الشباب والرياضة، تحت مسؤولية سامية بن مغسولة، التي أدت دورا مشابها في حملة الانتخابات التشريعية.
وأوضح ولد علي أن 138 إطار تم تكوينهم في هذا السياق لتأطير القوافل السبع التي ستجوب مختلف ولايات الوطن، وستستمر إلى غاية 30 نوفمبر الجاري، تحت شعار "التحدي"، بالتنسيق مع وزارات الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والتكوين والتعليم المهنيين، وهي قطاعات وزارية تضم في هياكلها مؤسسات ووكالات تعنى بانشغالات فئة الشباب، فيما تشرف وزارة الداخلية على آلاف الجمعيات ذات الطابع المحلي والوطني، التي تحتاج إلى إعانات الجماعات المحلية لضمان بقائها ونشاطها داخل المجتمع.
وخلافا لاستحقاق 4 ماي الماضي، فإن وزارة الداخلية تكون قد تخلت عن مراسلة المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب عبر رسائل قصيرة عبر شبكات الهاتف النقال، تناشدهم فيها الذهاب إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي جلب للحكومة انتقادات من المعارضة.