" الشهداء ماتوا حتى تعيشوا أنتم !!!... "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـــه وصحابته الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
" الشهداء ماتوا حتى تعيشوا أنتم !!!... "
شهيد ثورة التحرير أول نوفمبر 1954 رجل ذو همة يحيي أمة " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
أثنى الله تعالى على نوعية من الرجال، وذكر طائفة منهم في كتابه الكريم، وحدد لهم مواصفات معينة، فقال: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا". ((الأحزاب: 23))).
** نعم ،..الشهداء رجال صنعوا المجد بدمائهم الزكية وبأرواحهم الطاهرة،... المجد للشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن أوطانهم وتمسكًا بأرضهم واحترامًا لأوطانهم وليس لبطونهم..الشهداءالابرار رحمهم الله استشهدوا من أجل الوطن... والتاريخ يشهد او كما قال الشهيد زيغوت يوسف رحمه الله القوا بالثورة للشارع يحتظنها الشعب وحقيقة احتضنها الشعب بكل روح وإخلاص... التحم الشعب كله في لحمة واحدة، وقلب واحد وهدف واحد.. « بمعنى آخر الشعب هو صاحب القرار وهو صاحب الكلمة .. وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه شعبكم ان ثورتنا المباركة هي ثورة الشعب وللشعب وليست للإحتكار لمجموعة معينة او بعينيها ..
* نعم، بلادنا المحبوبة الجزائر هي ليست مجرد وطن أو قطعة أرض ولكنها قلب العالم وروحه. والأرض ليست قطعة من تراب انها الزمن والعمر والحياة والماضي والحاضر والمستقبل..ا فتاريخ البشرية يسير جنبا إلى جنب مع تاريخها القديم والجديد، وعمق الوجود الروحي للإنسانية لا يمكن أن ينفصل عنها،
... تمتلك الجزائر واقعًا تاريخيًّا متراكمًا في رفع لواء الإسلام وشعار السلام ومشاركة الإنسانية في بناء الحضارة من أجدادنا الكبار الاوائل من مسينيسا الى يوغرطا الى عصر الفتوحات الاسلامية- ورحم الله كل اجدادنا الاوائل من عبدالقادر الجزائري ابن محي الدين والى كل المقاومات الشعبية الى تاريخ اندلاع الثورة التحريرية الكبرى ثورة اول نوفمبر المجيدة 1954..ثورة الشعب الجزائري- ثورة المجاهدين والشهداء الاحرار الذين رفعوا راية الجهاد في وجه الاستعمار الفرنسي الخبيث في أول نوفمبر 1954 ، لما تمتاز به هذه الأمة الفريدة من وسطية بين الثقافات والأجناس والحضارات من جهة، ولعبقرية موقعها رأسيًّا وأفقيًّا على خريطة المعمورة من جهة أخرى،..واليوم ونحن نحيي . الذكرى الـ63 لاندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 المجيدة، وعن بطولات رجال صنعوا المجد بدمائهم الزكية وبأرواحهم الطاهرة،.ونقول وبكل افتخار مرة ومرتين ومليون ونصف مليون مرة..المجد للشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن أوطانهم وتمسكًا بأرضهم واحترامًا لأوطانهم وليس من اجل بطونهم وجيوبهم ومصالحهم الشخصية.
**من آن لاخر تهب علينا هجمة شرسة مقصدها تشويه التاريخ الذي رسخ في أذهاننا منذ نعومة أظافرنا عندما كنا نعيش ويلات الفقر والحرمان مع الاستدمار الفرنسي الرهيب ورسخت الصورة التاريخية في اذهاننا عن بطولات هؤلاء المجاهدين الاحرار منهم من استشهد ونال الشهادة- ومنهم من فارق الحياة أثناء الاستقلال - ومنهم من لا يزال على قيد الحياة وغيرهم الذين هبوا للدفاع عن الوطن..نساءا ورجالا .
** نعم،..ظهرت منذ فترة نغْمةٌ جديدة لدى بعض الشباب أو المرتزقة تعزف على لحن عجيب، وهو أن جيل "العجائز" هو جيل الخنوع والعيش "جنب الحيط" و"القصد منهم جيل الثورة او قل جيل نوفمبر 1954 "، وهو في نظرهم جيل المذلة والانكسار والعبودية للطغاة، وأن "الشباب" ناقمون على هذا الجيل، ولن "نصبر" أو "نحتسب" ما يقع من ظلم كما فعل جيل "العجائز". وصحيح أن الشباب - كما وصفه المفكرون- "كان - قديمًا وحديثًا في كل أمةٍ - عمادَ نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرةٍ حامل رايتها"، وهم الذين آوَوْا ونصروا. والذي أراه أن هذا القول - في الفقرة - يمثل جنايةً وتطاولا على هذا الجيل جيل نوفمبر1954، وهضما لحقوقه، وبطرا للحق، وغمطًا لجهاده الطويل وصبره العجيب،
... وهو عين الكبر الذي عرّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه: "بطر الحق وغمط الناس". وهنا لابد من كلمة حق أقولها للشباب*** أيها الجيل "الشاب": من الذي علمك الشوق للحرية والتضحية في سبيلها؟ هل تعلمتها من مناهج التعليم في مختلف مراحله؟ هل تعلمتها من المسرح الماجن؟ هل تعلمتها من الأفلام الداعرة والمسلسلات الهابطة؟ هل تعلمتها من ابناء فرنسا اللعينة ؟ هل تعلمتها من ممارسات بعض االخونة المتواجدين خارج وحتى داخل أرض الشهداء ؟ وهل تعلمتها من الحركى باعة الدين والوطن والضمير ان كان لديهم؟.. إذا أردت أن تثبت ذاتك، وتبين فضلك، وتبرز شجاعتك - وأنت أهل لذلك وجدير به - فلا يكن على حساب الآخرين أعني الشهداء الابرار والمجاهدين الاخيار الاحرار بهضم حقهم، والتقليل من شأنهم، والتغطية على جهادهم وجهدهم وتضحياتهم، فلولا هؤلاء الذين تصفهم بـ"العجائز ايها الشاب الماجن الحقير " لكنا نحن أنا وانت والاخر والاخريات ..والاخرون في خبر كان، ولولا تضحياتهم وصبرهم وحكمتهم لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن من حرية واستقلال وخيرات والحمد لله على كل حال...؛ إذ السعي للحرية والتحرر هو رصيد متراكم عبر الأجيال، يُسلِّمه جيل إلى جيل، ويبنيه جيل بعد جيل..هذه هي سنة الحياة../ نعم..الشهداء والمجاهدين الاحرار ... وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل.. ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل.. ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل.. ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم.. ولا تشعل نارًا.. لا يطفئها إلا خالقهم.. فانتصر بهم فهم خير منا لانهم شهداء ومجاهدين
** ولذلك لابد ان نقول ان الماضي منارة المستقبل !! قد يهرب بعض الناس من ماضيهم لما فيه من سوءات , ولكن الأمم الراشدة تنظر إلى ماضيها بعين الاعتبار , وتفتخر بما فيه من انجازات أو انتصارات , ولعلنا نلاحظ أن هناك من الشعوب من يتغنى بأمجاد الآباء والأجداد , ويقف خاوي الوفاض بلا إضافات جديدة لتاريخ أمته ولهذا يقول أحد الحكماء ( إن الفتى من يقول هاأنذا , ليس الفتى من يقول كان أبي ) وجوهر هذه العبارة أن من وقف خاملاً معتمداً على حضارة أبائه فهو محكوم عليه بالفشل , لأن حضارة الآباء يمكن أن تنهدم بفعل الأجيال التالية لها التي لا تعرف كيف تحافظ على هذا المجد بين الأمم …وقصدي أولعلي حين أتكلم عن ماضي الأمة الجزائرية أشير إلى أهمية الاستفادة من تراثها وخبراتها , بل وأخطائها لتطوير الأداء نحو الأفضل , فقراءة التاريخ المنصرم بوعي وفقه وتدبر يؤدي إلى فهم جيد للواقع الذي نحياه , كما أنه يساعد على رسم الطريق الصحيح نحو المستقبل الذي نريده ,.......
** نعم الثورة التحريرية النوفمبرية كانت ثورة ربانية بامتياز ..كانت ثورة شعبية شارك فيها كل الجزائريون ..غالبيتنا في الشعب الجزائري فقد شهيد، فإما أنه من الأهل أو الأصدقاء أو المعارف، لذلك فنحن نعرف قدرهم ومكانتهم، كما نعرف أن هناك أعدادا لا حصر لها من زملائهم المجاهدين، يتمنون أن يجمعهم الله بهم في جنانه، وأقول للشباب لم ولن يرهبكم أعداء الوطن قيد أنملة عن عزيمتكم وقوة إرادتكم.. قد يتصور الإرهابيون والخونة من عملاء فرنسا وأشواقها وأعوانهم، أنهم نجحوا في حصد أرواح بعض من أعز أبنائنا الشهداء والمجاهدين، ولكنهم واهمون، لأن من ماتوا بأيديهم، ماتوا بإرادة خالقهم، اصطفاهم ربهم ليضعهم في منزلة المقربين «روح وريحان وجنة نعيم» الواقعة الآية 89، وليعلموا أن الجزائر أرض المليون ونصف المليون شهيد أبية شامخة لن تنكسر أبدا، هكذا يقول التاريخ، وهذا ما يؤكده الحاضر، أما المستقبل فهو ملك للأمناء عليها الشباب الوطني الواعي الجزائري وجيشه الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، ولن يفرطوا فيه قدر انملة-
........ يقال ان :
(( الصدق يختصر المسافات ويزيح العقبات ويضييء المشاعل ويحطم دياجير الظلام ))
(( ويقال: - فإن البيت بناء اذا لم يبن على أساس قوي وقلب تقي وأدب زكي فإنه ينهار ويحل بالمجتمع خراب ودمار))
- لكن الحمدلله رب العالمين لازال في امتنا الخير الكثير ..مازالت وستظل الجزائر بلادنا بخير مادام يعيش على ارضها هؤلاء الشباب المخلص لها الحريص على النهوض بها ، فهم بالملايين ، يعشقون ترابها ليس بالشعارات والأمنيات ولكن بالعمل الجاد والجهود المتواصلة ، اينما تبحث عنهم ستجدهم مشاعل تنير الطريق وتبعث الأمل في نفوس الجميع لتقول لنا : إن الغد أفضل من اليوم.
- والمطلوب من شبابنا اليوم ان يقول وبصوت عالي- الحمد لله في السراء والضراء, الحمد لله في المنع والعطاء, الحمد لله في اليسر والبلاء). قيمة هذا الدعاء لم تعد لها مثقالها في ميزان حياة الكثيرين ،من يعتبرون أن ما أنعمه الله عليهم من استقلال و من الخير هو حق مكتسب . فقد اعتاد بعضنا نمطا معينا في الحياة يميل إلى الراحة والاستمتاع ويصل لحالة من الارتواء بمباهج الحياة، لم يعد يشعر معها بعظيم ما منحه الله إلا من رحم ربي من يتوقون دائما لحمده على أبسط منحه.
* والمطلوب أيها القارئ الكريم.. إلقاء الضوء على الأحياء من أبطال نوفمبر 1954 والاستماع اليهم وهم يروون تاريخا موثقا أمام الأجيال القادمة غير قابل للنفي او الإنكار أو التزييف ومطلوب عدم إبعاد مجاهدينا نجومنا أبطالنا لأنها قريبة الآن، ..مطلوب السباحة في تفاصيل الظروف الإنسانية والنفسية والمصاعب التي تعرضوا لها أثناء الثورة التحريرية 1954/1962«سيأتي اليوم الذي يعرف فيه شبابنا خير الاعمال وصنيع الشهداء والمجاهدين الاحرار ليس المتزلفين
* والمطلوب أيضا... ومن جهة أخرى لابد من كلمة حق الشباب هم طاقة مهمة يقوم عليها وبها بناء الأمم والحضارات، فلا بد لكل دولة تريد بناء حضارتها أن تهتم بشبابها تربيةً وتعليمًا ورياضةً وفكرًا وعملاً وتوظيفًا، ولا تترك شبابها نهبًا للفراغ وضحيةً للإرهاب والتطرف والتجهيل، وحل باب لتوظيف الشباب تفاديا لكوارث قد تحدث لقدر الله من حين لآخر**
- في حين نقول للشاب - كم يساوي دم الشهيد يا شباب الجزائر...؟ الشهداء من ثورة التحرير او شهداء الواجب الوطني من ابناء الشعب الجزائر برمته- الشهداء الذين وهبوا حياتهم للوطن- إنني أتصور أن تصرف الدولة لكل شهيد التعويض والمعاش المناسب حتى تضمن لأسرته حياة كريمة..لان أكثر الاسر لا زالت مغمورة إن الدولة الآن تكتفي بالترحم على أرواح الشهداء ورفع العلم ووقفة دقيقة صمت .. ولكن لا ينبغي أن تترك أسرهم وأبناءهم يعانون ظروفا حياتية أمام معاشات هزيلة وتعويضات لا تليق ولا تتناسب مع روح شهيد قدم لوطنه أغلى ما يملك وهذا التعويض مهما يكن لا يغطي مصاريف الحياة اليومية../ نعم،.. لا نتركهم للحاجة والشعور بالندم لأن الوطن لم يكن كريما معهم كما كانوا كرماء معه.. نحن نعيش حياة واحدة والإنسان الذي يقدم هذه الحياة فداء لوطن يقدم أعلى وأرقى وأغلى نماذج العطاء.. وحين يشعر الإنسان أن الوطن كان بخيلا معه وهو يقدم الدم هنا يمكن أن تخسر الأشياء الكثير من قيمتها في هذه الحياة على الدولة أن تبدأ فوراً في اتخاذ الإجراءات التي تضمن لأسرة كل شهيد تعويضا ومعاشا مناسبا...والغريب في الامر .. هناك معادلة مغلوطة لأنه لا يعقل أن يحصل لاعبو الكرة ومغنيات وراقصات وحتى راقصات أجنبيات على ملايين الدينارات بينما يتشرد أبناء الشهداء الذين وهبوا حياتهم للوطن... دماء الشهداء الطاهرة سالت على أرض تراب الجزائر سالت لتحيي أرواحنا جميعا من جديد فهؤلاء الرجال الذين اإستشهدوا دفاعا عن الوطن سواء شهداء ثورة التحرير او شهداء الواجب الوطني جعلونا جميعا ننظر لأنفسنا في المرآة ونتساءل إذا كان هؤلاء قدموا أرواحهم هدية لوطن يضمنا جميعا فماذا قدمنا نحن وهل يستمر العجز والتراخي من بعضنا أمام اعمال لا ترقى إلى شرف ما يفعله هؤلاء من رجال الجيش والشرطة والدرك وكل أسلاك الامن التي تضيء ارواحهم أجواء السماء
... وحتي يعلم كل شهيد أنه لم يمت في سبيل وطن فحسب بل مات في سبيل أمة إستحقت هذة الشهادة واستشهد من أجل ان تحيا الجزائر وطنا وشعبا....نعم،..وكلنا نقول ونرفع صوتنا - أحبك يا وطني الجزائر وأعشق ترابك واعدك بالعمل في موقعي بجد واخلاص حتى لا يندم وطن ورجاله على أننا جزأ منه وهو جزأ منا إن شهداء ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة , شهداء ضحوا بأنفسهم وبكل مايملكون من أجل وطنهم الغالي إسمه الجزائر , نعم الجزائر المنورة بدماء الشهداء الأبرار والمجاهديـــن الأحرار , مليون ونصف مليون من الشهداء الأبرار سقوا بدمائهم الطاهرة أرض الجزائر الزكية .
أم الحركى الخونة وأعوانهم فيكفيهم انهم حثالة الاستدمار ومزبلة التاريخ
إنى والله لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون...
أيخون الانسان وطنه.. إن كان يمكن أن يخون فكيف يمكن أن يكون. فهم لا كينونة لهم ولا كيان ومصيرهم إلى مزبلة التاريخ هذا بعد أن يكونوا قد خسروا الدنيا والدين معا... إن الشعب الجزائري الابي لن يتسامح أبدا مع الخونة و من دمروا ماضيه وحاضره ومستقبل شعبه
ورحم الله سيدانا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه –القصة-
في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا.. قال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله.. قال: تمنوا.. قال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا، أنفقه في سبيل الله، وأتصدق به.. قال: تمنوا.. قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: "أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله".
رحم الله عمر.. لقد كان خبيرا بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، لكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرءوس المفكرة التي تستغلها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها، والعزائم القوية التي تنفذها.. إنها تحتاج إلى "الرجال"".
أعد ما شئت من معامل السلاح والذخيرة، فلن تقتل الأسلحة إلا بالرجل المحارب.. وضع ما شئت من القوانين واللوائح فستظل حبرا على ورق ما لم تجد الرجل الذي ينفذها.. وضع ما شئت من مناهج للتعليم والتربية فلن يغني المنهج إلا بالرجل الذي يقوم بتدريسه.. وأنشيء ما شئت من لجان فلن تنجز مشروعا إذا حُرمت الرجل الغيور.. ذلك ما يقوله الواقع الذي لا ريب فيه.
يقول أهل العلم إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي.. والعدل ليس في نص القانون بقدر ما هو في ضمير القاضي.. والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح العلم.. وإنجاز المشروعات ليس في تكوين اللجان بقدر ما هو في حماية القائمين عليها.
ما أحكم عمر حين لم يتمن فضة، ولا ذهبا، ولا لؤلؤا، ولا جوهرا، لكنه تمنى رجالا من الطراز الممتاز الذين تتفتح على أيديهم كنوز الأرض، وأبواب السماء.
إن رجلا واحدا قد يساوي مائة، ورجلا قد يوازي ألفا، ورجلا قد يزن شعبا بأسره، وقد قيل:"رجل ذو همة يحيي أمة"
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
«البقاء لله في شهداء الوطن متمنياً أن يحفظ الله ا لجزائر وأهلها». تحيا الجزائر الله يرحم الشهداء الابرار.