في ذكرى العبور
بسم الذي رفع السماء بناءَ : نلنا انتصارا في الوجود أضاءَ
نلنا انتصارا للعبور أحله : في العالمين مكانه الوضاءَ
قالوا ابن مصر يداه تقصر أن ترى : ما كان من بارليف عز وطاءَ
فيه الحصون موانع لا ترتقى : أو تقتفى أثرا ثرى وسماءَ
قد خططوه فكرة بهرت نهى : وتعاقبوها فطنة وذكاءَ
قالوا بأن لو حاول ابن كنانة : هدم الجدار لما استطاع فناءَ
أو ثم لم تأخذ مدافعه سوى : أن دمرت نفسها إعياءَ
أو قدر ما النمل استطاع بلوغه : من ركن ثهلان ابتغاه هباءَ
هل تنقل النمل الجبال بحملها : أطنان صخر للذرى شماءَ ؟
وإذا بجيش النيل من اّفاقه : شق الفضا جددا وأنزل ماءَ
فإذا الرؤوس ثمار أجساد لها : وجسومها دوح هوى أشلاءَ
وقبورهم قد بعثرت بخطوطهم : دشما تضم بطونها أحشاءَ
عبر القناة ضراغم من فوقها : ونسور جو رجت الغبراءَ
والقاذفات النازعات الراجفات الرادفات غدت لهم أرجاءَ
طحنت عظام جنود إسرائيل في : شرق القناة تبيدهم إفناءَ
عصفت رياح الموت في اّفاقهم : تذر الديار بلاقعا وفناءَ
الله أكبر يا نسور سمائنا : حررت أرضك أنجدا وفضاءَ
ورميت في البحر القذائف والربا : والعاديات ضبحن منك جراءَ
ويل لديان و جولد مئيره : إن كان رابين ابتغى العلياءَ
إنا قهرنا المبتغين توسعا : في أرض يعرب عزة وإباءَ
فلتغد يا ديان نادب طوقها : ولجولد مائير انتفضت بكاءَ
" شعر : الشيخ عبد المجيد فرغلي – رحمه الله – "