لا النافية للجنس
لا النافية للجنس :
وتسمى لا التبرئة لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر .
،وتسمى أيضا لا الاستغراقية ( لأن حكم النفي يستغرق جنس اسمها كله بغير احتمال . )
مثال :
لا طبيبَ في الجوارِ
( والمعنى : لا وجود للطبيب ولا احتمال لوجود الطبيب في الجوار ، جنس الأطباء مفقود )
وهي حرف ناسخ يعمل عمل إنَّ ، تنصب المبتدأ وترفع الخبر
وأصل الجملة طبيبٌ في الجوار ،
طبيبٌ : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،
في الجوار : جار ومجرور خبر المبتدأ ، أو شبه الجملة ( الجار والمجرور ) متعلقان بخبر محذوف أي تقديره كائن ،
أي طبيبٌ كائنٌ في الجوارِ وحينما أدخلنا لا النافية أصبحت لا طبيبَ في الجوارِ
لا هنا عملت عمل إنَّ والتقدير لا طبيبَ كائنٌ في الجوار.
لا : حرف نفي للجنس مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب ،
طبيبَ : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب ،
في الجوار : جار ومجرور خبر لا النافية للجنس ، أو متعلق بخبر محذوف تقديره كائنٌ في محل رفع .
ملاحـظة :
طبيب : اسم لا النافية العاملة عمل إن مبني على الفتح في محل نصب .. يستدرك أحدكم بقوله ، ولم لا نقول منصوب على اعتبار أن "لا" تعمل عمل إنَّ ، وعمل إنَّ نصب المبتدأ اسما لها ، ورفع الخبر خبرا لها
والجواب أن اسم لا يكون مبنيًا تارة ومعربًا تارة أخرى ،
وبناؤه وإعرابه يتوقف على نوع اسمها فإن كان اسمها مفردا نكرة غير مضاف
ولا شبيه بالمضاف أو جمع تكسير أو جمع مؤنث سالما أو مثنى أو جمع مذكر سالما
فإنه يبنى على ما ينصب به ويكون في محل نصب
أما إن كان غير مفرد أي مضافًا أو شبيها بالمضاف ، فإنه في هذه الحالة يعرب ويكون منصوبًا .
شروط لا النافية حتى تعمل عملها ( من نصب للاسم ورفع للخبر ) :
1 - أن يكون اسمها وخبرها نكرتين
إذا قلنا لا زيدٌ حاضر
الشرط هنا منتقض فلا هنا غير عاملة لأنها اسمها معرفة ، ويجب في هذه الحالة تكرارها
فنقول : لا زيدٌ حاضرٌ ، ولا عمروٌ ، فالسياق هو الذي يوجب التكرار حتى يتم الحديث .
لا : نافية لا عمل لها ، زيدٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،
حاضرٌ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،
الواو : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لا : زائدة لتوكيد النفي ، عمرو : معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
مثال آخر :لا رجلَ قائمٌ
لا : نافية للجنس ، رجل : اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، قائم : خبرها مرفوع
ولا يصح أن نقول : لا الرجلَ قائمٌ ، لأن الرجل هنا معرفة ، وأيضا لا يصح أن نقول : لا رجل َ القائم ، لأن القائم معرفة ، إذن فلا بد أن يكون اسمها وخبرها نكرة .
2– ألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل
لا في الدار رجل ، هذا لا يصح ، لأنه فصل بين لا واسمها بشبه الجملة ، فلا بد حتى تكون عاملة ألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل .
3 – ألا يدخل عليها حرف جر
غضبت من لا شيء ، هنا لا ليست نافية للجنس ، جئتك بلا موعد ، هنا لا ليست نافية أيضًا ، لأنه دخل عليها حرف جر .
4 – ألا يكون النفي منتقضاً
لا رجل في الدار إلا سارية ، هنا انتقض النفي بالاستثناء ، بطل عملها
ملاحـظة :
إذا فقدت لا شرط من هذه الشروط يبطل عملها حينئذ ، لكن تبقى نافية فقط
لو تكررت في السياق أنت بالخيار يجوز الإعمال ويجوز الإهمال
نقول : لا رجلَ في البيتِ ولا امرأةَ ، لا رجلٌ في البيتِ ولا امرأةٌ ، لا رجلَ في البيتِ ولا امرأةٌ ، لا رجلٌ في البيتِ ولا امرأةَ ، لا رجلٌ في البيتِ ولا امرأةً . فهذه خمس صور أنت فيها بالخيار
وإليك هذه الصور بشيء من التوضيح والإعراب :
1 – لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
2 – لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله
3 – لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله
4 – لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله
5 – لا حولٌ ولا قوةً إلا بالله
الصورة الأولى في حالة الإعمال
لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
لا : حرف نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب
حولَ : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره كائن .
و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
لا : حرف نفي للجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب
قوةَ : اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره كائنة .
الصورة الثانية في حالة الإهمال
لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله
لا : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب
حولٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والخبر محذوف تقديره كائن
و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له
قوةٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، والخبر محذوف تقديره كائنة .
الصورة الثالثة إعمال الأولى وإهمال الثانية
لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله
لا حولَ إعرابها كما في المثال الأول ، قوة : مبتدأ مرفوع والخبر محذوف
الصورة الرابعة إهمال الأولى وإعمال الثانية
لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله
حول ٌ : مبتدأ لخبر محذوف ، الواو : عاطفة ، لا : نافية للجنس ، قوةَ : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب
الصورة الخامسة إعمال الأولى وإهمال الثانية مع نصبها عطفا على لا الأولى
لا حولَ ولا قوةً إلا بالله
لا : نافية للجنس حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب
حول : اسم لا النافية مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف
و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
لا : حرف نفي زائد للتوكيد مبني على السكون لا محل له من الإعراب
قوةً : اسم منصوب عطفا على محل اسم لا النافية
تنبيه :
قول لا بأس ، أو لا عليك
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " . رواه البخاري
فالأصل : لا بأس عليك ، لا : نافية للجنس ، بأس : اسم لا النافية مبني على الفتح في محل نصب ، عليك : جار ومجرو متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن .
ومنه نقول : لا بأس : خبرها محذوف ، والأصل كما قلنا لا بأس عليك ، وأيضا نقول : لا عليك : حذف الاسم ، وهذا كله من التوسع في التعبير وهذا كله جائز .
تنبيه آخر :
تعبير لا سيَّمَا
قال امرؤ القيس :
ألا رُبّ يَومٍ لكَ مِنْهُنّ صَالِحٍ ... ولا سيَّمَا يومٍ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
والسيُّ: معناه المثل ، ولا سي يوم أي ولا مثل يوم
أحب أصدقائي ولا سيَّمَا محمداً ، أي محبتي لمحد تفوق محبتي للآخرين
أحب العلماء ولا سيَّمَا العاملين .
ولك أن تقول : أحب أصدقائي لا سيَّمَا محمداً ، بدون الواو ، وأيضا ، أحب أصدقائي سيَّمَا محمداً ، أحب أصدقائي ولا سيْمَا محمداً بالتخفيف
الواو : استئنافية ، لا : نافية للجنس ، سي : اسم لا النافية مبني على الفتح في محل نصب .