بئر النصر

موسم "العمام" عند بعض فرق زعير

موسم "العمام" عند زعير، هو زيارة سنوية بالتناوب بين فخذات أو دواوير بعض القبائل الزعرية تجمعهم رابطة القرابة والرحم، فرق الزمان بينهما، وتباعدت مواطن استقرار كل منهما. وسبب هذه التفرقة، قد يعود إلى زمن الهجرة التي قادت قبائل زعير إلى الاستقرار بضواحي رباط الفتح أو لأسباب مخزنية أفضت إلى تفريق القبائل والدواوير...

وكأمثلة على ذلك، حالة براشوة زعير وبراشوة ناحية أبي الجعد. وقد كانا يتبادلا الزيارة لصلة الرحم فيما بينهما في ستينيات القرن الماضي، وتوقفت هذه الزيارة بعد ذلك لظروف...

ومنها كذلك حالة فرقة أولاد الحاج من قبيلة أولاد خليفة وفرقة العطاطرة من قبيلة الحلاليف، وكلتا القبيلتين من زعير. وتذكر الرواية الشفوية، أنه في سنة 1860 (عهد السلطان محمد بن عبد الرحمان)، هاجرت أسر من فرقة العطاطرة واتخذت من قبيلة أولاد خليفة مستقرا لها... وكلما سنحت لهم الظروف وصلوا رحمهم بإخوانهم العطاطرة، وأصبحت بعد ذلك صلة الرحم تتم بالتناوب وبشكل سنوي، إلى أن توقفت حوالي سنة 1979 بسبب ظاهرة الجفاف التي عرفتها المنطقة وباقي البلاد المغربية، وما ترتب عن ذلك من توالي السنوات العجاف. لكن هذا التقليد القديم، وبعد اختفائه مدة 30 سنة، تم إحياؤه سنة 2009، من طرف بعض الفعاليات الجمعوية، وأصبحت صلة الرحم تتم بالتناوب مرة في السنتين.

ففي شهر شتنبر سنة 2009، بادرت فرقة العطاطرة بدعوة أبناء عمومتهم فرقة أولاد الحاج، وأحيت بالمناسبة مهرجانا كبيرا دام ثلاثة أيام، حضي خلالها ضيوف العطاطرة من شيوخ وشباب فرقة أولاد الحاج (فاق عددهم المائة)، باستقبال رسمي تخللته الزغاريد وأطباق التمر وكؤوس الحليب.
أعد المهرجان في خلاء فسيح نصبت فيه الخيام، وأعد له برنامج متنوع، أثثته عروض فن التبوريدة والطرب الشعبي وأمسيات دينية لتلاوة القرآن الكريم والذكر والسماع... وتمكن من خلاله الشيوخ من إعادة ربط الاتصال وكذلك التعارف بين الأجيال الصاعدة. واختتم الحفل في يومه الثالث بتشكيل لجنة مختلطة لمنح اللقاء طابعه الموسمي الرسمي من أجل استمرار تبادل الزيارات وربط الماضي بالحاضر في إطار موروث ثقافي كان قد اختفى منذ عقود. كما تقدم شيوخ ومقدمي الفرقتين برفع برقية ولاء وتبريك إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله...

×××××

الصورة من العطاطرة

×××××