بشار

السيدات فى المقدمة..آلام جسدية أسبابها نفسية
سالى حسن

سؤال متكرر لكثير من الأطباء أيا كان تخصصه »هل تعانى من القلق أو الضيق من شىء ما؟ وتحتار المريضة ما علاقة ذلك بشكوتى من المرض العضوى وما أعانى من آلام أو أوجاع؟

والحقيقة أن هناك ارتباطاً بين الحالة الجسدية والنفسية كما توضح د.مروى المسيرى أستاذ الطب النفسى المساعد بطب عين شمس أن هناك ما يسمى الأمراض النفسية الجسدية ومعها يشعر المريض بآلام جسدية فى منطقة ما بالجسم على هيئة أوجاع، آلام، حرقان بالجسم، شكشكة، تنميل، أوقئ وغيرها، وبعد الفحص الشامل يثبت عدم وجود أى مرض عضوى، وبالتالى نتجه نحو العلاج النفسى بالأدوية لتحسين الحالة وهى غالبا ما تكون قلقاً أو اكتئاباً، وهو منتشر بين الرجال والسيدات على حد سواء فى المجتمعات العربية عن الغربية، ولكن للأسف هذا الاضطراب نجده أكثر بين السيدات وذلك لعدم قدرتهن بشكل كبيرعلى التعبير بطريقة ايجابية مما ينتج عنه الألم الجسدى وكذلك لأن العلاج النفسى ما زال يمثل وصمة فى عالمنا العربى وتتهم صاحبة المرض بقلة الإيمان وعدم الرضا وبالتالى نجد الشكوى الجسدية أكثر قبولا من النفسية.

وعن طبيعة العلاج توضح د.مروى أنه يتم عن طريق تعليم المريضة خاصة فى السن الصغيرة كيفية التعبير عن نفسها سواء مشاعر الحزن أو الفرح وغيرهما، وأن تعبر عنها بشكل إيجابى عن طريق التحدث عنها ولا تعبر عنها من خلال جسمها، كما نعمل على تغيير المفهوم السائد نحو العلاج النفسى وإنه مرض يجب علاجه دون حرج أو وصمة، وأخيرا تعريف المريضة باعراض القلق والاكتئاب وإنه كأى مرض عضوى يعالج بالأدوية المناسبة والتى تعمل على تحسين الموصلات العصبية المسئولة عن الخلل الذى أدى إلى ظهور القلق والاكتئاب ومن ثم أعراض جسدية على المريضة، ومع هذا العلاج الدوائى نقدم العلاج المعرفى السلوكى الذى يساعدها على مقاومة الأفكار التى تؤرقها لتفكر بإيجابية وتحسن من مهاراتها وأنشطتها وتواصلها مع الآخرين.

وهناك أمراض أخرى نفسية جسدية متعارف عليها ويكون سببها نفسيا أيضا مثل الأزمة الصدرية، وهناك أيضا أمراض جلدية شائعة مثل الصدفية، بالإضافة إلى القولون العصبى وارتفاع ضغط الدم والسكر، وكلها أمراض عضوية تتحسن بعلاج القلق والاكتئاب المصاحب لهم.