فضاءات بشار

بشار

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1774.9
إعلانات


القدس لم تكن يهودية ولن تكون


القدس لم تكن يهودية ولن تكون
على محسن حميد

كاتب يمنى


صراع الإرادات وصراع الحق والقوة فى فلسطين مستمران ولن يتوقفا إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذى زادت ضراوته الاستيطانية بعد احتلال ماتبقى من فلسطين عام 1967. إسرائيل تود إضفاء مشروعية زائفة على احتلالها ضد مشروعية يقرها العالم كله.إن كل ذرة رمل وكل نسمة هواء وكل وجه فلسطينى وكل الجغرافيا والتاريخ ينطق بعروبة القدس وبانتمائها مع مسجديها وكنائسها لمحيطها ولثقافته ولتاريخه ولناسه وليس لقارات أخرى أو لوافدين منها. النظرة المجردة تفضح إسرائيل كدولة استيطان أبيض وحيدة فى عالم اليوم. أشكال المستوطنين تقول هؤلاء غرباء وليسوا مقدسيين، وهم جزء من مشروع استيطانى عمره أكثرمن قرن. إن مقاومة الفلسطينيين لوضع أجهزة مراقبة لتقييد حرية العبادة في المسجد الأقصى والتلصص على المصلين جزء من مقاومة مشروعة وليست اختراعا فلسطينيا. لو كان اليهود أصلاء فى فلسطين لكانوا يهودا فلسطينيين أو عربا وليسوا روسا وهنودا وامريكيين واثيوبيين الخ...إسرائيل بجانب احتلالها للقدس الشرقية تحتل أيضا القدس الغربية، وقد تهاون العرب والمسلمون والأمم المتحدة بقبول الأمر الواقع الإسرائيلى فى القدس الغربية. القدسان كانا خارج قرار تقسيم فلسطين رقم 181/ 1947إلى دولتين عربية ويهودية. وللتقسيم علاقة عضوية حتى اليوم بشرعية إسرائيل الناقصة أوفى أحسن الأقوال شرعية الأمر الواقع. قرار التقسيم نص على إنشاء نظام دولى خاص للقدسين الشرقية والغربية يقوده مجلس وصاية تابع للأمم المتحدة يقوم بأعمال السلطة الإدارية فيهما نيابة عنها. هذا القرارسحب من الدولتين العربية التى لم تقم بعد 70 سنة على صدوره واليهودية، السيادة على القدسين. إسرائيل الدولة المحتلة فى نظر العالم كله تقول للعالم كله إنها لاتحتل وإنها فى نزاع ملكية مع الفلسطينيين، ومع هذا تفاوضهم وفق مرجعيات الشرعية الدولية.إن استمرار الصراع مع الفلسطينيين سياسة مدروسة جيدا فهو1- يوحد الإسرائيليين بخلق وهم عن «عدولايريد السلام بل القضاء على إسرائيل». و2- يمنع انفجارهم من الداخل و3- يغطى على خلافات إسرائيل مع يهود كثر خارجها يؤمنون بحق الفلسطينيين فى الدولة ويؤيدون إنهاء الاحتلال، ومن هؤلاء قسم مهم من يهود امريكا. و4- يساعد على استمرار وصاية لاشبيه لها فى علاقة دولة بأتباع ديانتها.

الادعاء الاسرائيلى بوجود يهودى متواصل فى القدس لثلاثة آلاف سنة أكذوبة كبرى مردود عليه بنفى اليهود كلية على يد الرومان. حتى الإعلان الخيانى لوعد بلفور 1917 كانت القدس عربية الهوية والروح والناس والثقافة والحياة. لقد اختفت مملكة داود مع شعبها فى غبار التاريخ. وفى الكتابات الصهيونية ومذكرات الساسة كانت فلسطين حتى عام 1948هى العنوان. إسرائيل جعلت القدس عاصمتها بعد صدور قرار تدويل القدس لأنها رأت فيه قيدا دوليا أبديا على توسعها فيها برغم قبولها له كشرط لعضويتها فى الأمم المتحدة. القدس كانت وجهة دينية للصلاة/ للحج وليس للاستيطان والمسلم لايحق له الادعاء بتملك مكة المكرمة والكاثوليكى لايدعى تملك الفاتيكان. للموقف الامريكى قوته الحاسمة والحاكمة فيما يهم كل جوانب القضية الفلسطينية وإسرائيل تعلم أنها لو استيقظت ذات صباح على موقف امريكى يقول لها حان تطبيق قرارات الأمم المتحدة والانسحاب والكف عن انتهاك حقوق شعب آخر فإنها ستنصاع فورا. أساطين الاستيطان يعون هذه الحقيقة. لقد تراجعت امريكاعن مواقف تاريخية كررتها كثيرا كالقول بأنها «لن تعترف بالتغييرات الديمغرافية الإسرائيلية وبفرض سياسة الأمر الواقع» وأنها مع «حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية» وأن «الاستيطان عقبة فى طريق السلام». ولفترة ما كانت حريصة على تطبيق النظام الدولى الخاص بمدينة القدس ولكن موقفها تغير تحت ضغط اللوبى الصهيونى. إسرائيل بدون ضغط امريكى ستستمر فى التهرب من السلام وفى وصف المقاوم الفلسطينى بـ «الإرهابي» والعرب بالأعداء برغم عرضهم لسلام شامل معها قبل 15 عاما «المبادرة العربية للسلام». إسرائيل أمام خيارين إما السلام وأن تكون دولة طبيعية كغيرها من دول العالم أوالاستيطان وغلبة عقلية القلعة.والأخير قصر نظر وانتحار بطىء حذرها منه كثيرون لخطورته على مشروع دولتها.



تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة