برج زمورة
زمورة مدينة غارقة في التاريخ و الآثار الرومانية تعد شاهدة على عمق تاريخ المنطقة في كل من تالاوزرو ، و تيغرمين ، وخربة قيدرة المصنفة عالميا ، ووفقا لبعض الفرضيات فقد تم بناء المدينة ابتداء من القرن العاشر الميلادي على سفح الجبل بالمسجد و نافورة المياه ، نالت زمورة مكانة كبيرة في عهد الأتراك العثمانيين الذين استوطنوها و اتخذوها مركزا مهما في الشرق الجزائري و أقاموا بها محميات قلعة زمورة كمركز للوجود العثماني بالمنطقة و تعد قصبتها المبنية على يد الأتراك دليلا على مكانتها في ذلك العهد [2] .
وقد سكن برج زمورة عبر التاريخ كل من الأمازيغ و العرب و الأتراك ، ويعد الكثير من سكان زمورة من أصل تركي يعيشون بها الى الآن ، كما يوجد الكثير من العائلات من الأشراف المرابطين المنتسبين لأهل البيت النبوي .
تشتهر زمورة بمساجدها و دور العلم وهي أحد أهم المراكز العلمية في ولاية برج بوعريريج و شرق الجزائر ، تعد هذه المدينة الجبارة التي قاومت الاستعمار الفرنسي منذ أن دخل إلى الجزائر ، فلقد زارها الجنرال ديغول وعزز تواجد القوات الاستعمارية هناك لانها كانت منطقة استراتيجية ولوجستية بالمفهوم العسكري ، ولم يزر ولايات كبيرة معروفة حينها .
كان للمدينة دور مركزي في المنطقة أيام الخلافة العثمانية في الجزائر حيث قام الجيش الإنكشاري بتأسيس أول قواعده بثلاث مناطق وهي برج زمورة و الجزائر العاصمة و بقسنطينة ، ففي رسالة بعثها الباب العالي إلى قائد الجيش الانكشاري بالمغرب العربي قال له فيها: ركز جيشك في ثلاث مناطق وهي الجزائر ، زمورة و قسنطينة.
اشتهرت زمورة بالعلم و العلماء و الأشراف و الفقهاء والقضاة منهم الشيخ العلامة أحمد بن قدور الذي شرح كتاب سيبويه وله تعليقات كثيرة على مجموع المتون ومنه العلامة الشيخ عمر أبي حفص الزموري الذي كان حجة زمانه ومنهم العلامة الشيخ علي أبو بكر .....وغيرهم و من القضاة ابن الأقرط وابن القاسم وابن الجودي وابن سالم........وغيرهم لذا كانت منارة منذ القديم للعلم والعلماء والقضاة.
تتميز زمورة بنمطها المعماري الذي يجمع بين الطابع الأندلسي والتركي والبربري وتتميز بكثرة مساجدها بحيث يوجد بها مسجد يعود للقرن الثالث هجري كما توجد بها زاوية لتحفيظ القرآن تعود لعهود إسلامية قديمة في قرية القليعة بتاسمرت لهذا فهي تملك أهمية سياحية و دينية و تاريخية هامة جدا في الجزائر.