فى سن المراهقة
فى سن المراهقة
أمل شاكر;
من سمات المراهق العناد، التمرد، الاندفاع، الطموح، والرفض الشديد للنصيحة وللإرشاد ورأى الآخرين.. تلك الصور تعد من المشكلات المزعجة التى تواجهها الأسرة عندما يصبح الأبناء فى مرحلة المراهقة وخارج السيطرة، وتحتاج إلى فن فى التعامل وحكمة كبيرة، أما تحديهم والوقوف ضد رغباتهم فى هذه المرحلة الخطيرة فيثير فيهم العصيان والكراهية .
د. محمد رجائى إستشارى الصحة النفسية يقول إن العناد فى مرحلة الطفولة يعد من مؤشرات الصحة النفسية الإيجابية وجزء أساسى من مكونات شخصية الطفل لتحقيق ذاته، وأفضل أسلوب فى للتعامل معه من الوالدين هو عدم كسر هذا العناد واحترام شخصيته منذ الطفولة وعدم فرض أشياء بالقوة واتباع أسلوب الإقناع والحوار البناء بما يجب فعله، أما العناد والتمرد فهما وجهان لعملة واحدة فى مرحلة المراهقة ويمثلان صورة طبيعية لهذه المرحلة الصعبة والحرجة حيث تجد شخصية الابن المراهق دائما رافضا لنصح الكبار وتوجيههم وإرشادهم.. وننبه هنا على أن التمرد فى المراهقة يأتى نتيجة لكثرة الضغوط والرقابة الشديدة لدرجة التلصص وفرض القيود على ذاته وأفعاله وأفكاره وآرائه وكبت مشاعره، لذا فعلى الوالدين لعبور تلك المرحلة الخطيرة أولا مصاحبة الإبن وإيجاد الوقت لمناقشات بناءة وهادفة والاستماع باهتمام لآرائه دون فرض الرأى مع احترام آرائه.. كما يمكن مشاركته فى حل مشاكل أشقائه والأصدقاء وإشراكه أيضا فى الأنشطة المختلفة سواء الرياضية، أو الفنية، والثقافية أوالاجتماعية أو العمل التطوعى مع الحرص على أن تكون المراقبة إيجابية. ويضيف د. رجائى:على المدرسة والمدرسين دور مهم فى هذه المرحلة فيجب على المدرس عدم السخرية منه أو توجيه اللوم إليه أمام الزملاء بل توجيه النصح والإرشاد المخلص له والثناء على أفكاره وآرائه - مع الأخذ بها - وعلى أى أفعال أو سلوك إيجابى وإعطائه بعض المهام للقيام بها وإشراكه فى الأنشطة الجماعية والرحلات المدرسية مما يسهم فى السواء النفسى وينمى إحساسه بتحقيق ذاته وثقته بنفسه وأهميته وقيمته وتقدير الآخرين والمجتمع له مما يؤدى إلى رفع معنوياته وقدراته الذهنية فكل ذلك كفيل بحل مشكلات العناد والتمرد وتجعل المراهق إيجابيا داخل أسرته ومجتمعه