فوضى.. الأبناء..
فوضى.. الأبناء..
منى الشرقاوى;
يرى كثير من المراهقين أن الفوضى فى كل شىء حتى فى غرفته و إلقاء ملابسه فى كل مكان هى الدليل على إنه لم يعد طفلاً يتلقى الأوامر من أمه، ويكون رده الدائم «لا أريد أن أرتب غرفتى الآن، أنا حر»، ويجد المراهق أعذاراً لتبرير الفوضى التى تعم غرفته، لأنه صارت لديه أمور أخرى تشغل اهتماماته.
فهو يفضل الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، وتمضية ساعات طويلة يتحدث فيها على الهاتف، أو على مواقع التواصل الاجتماعى، وغالباً ما يقع صدام مع والدته نتيجة هذه الفوضى، فيجد المراهق فرصة ليعبر عن ثورته.
تقول د. رشا الجندى أستاذ علم النفس: إن المراهق يرى الترتيب أمرا غريبا عنه والفوضى أمرا شخصيا، فالحجرة التى تراها الأم «مكركبة»، يراها هو المكان المحبب لديه الذى يضع فيه أشياءه الصغيرة، فهذه الحجرة «المكركبة» هى مملكته، ولكن هذا لا يعنى أننا نتركه يفعل ما يريد، بل علينا أن نوضح له أهمية الترتيب.. فمثلاً حين يعرف أن وضع كتبه على الرف فى شكل منظم يحميها من التلف، وأن وضع لعبه فى مكانها يحمى القطع الصغيرة من الضياع سوف يحفّزه على الترتيب.
وتشير الى أن الترتيب والنظام مرتبط بالنظافة، لذلك يجب على الأم أن تطلب منه القيام بتنظيف حجرته فإذا لم يتجاوب بعد محاولات عدة، فيمكنها أن تقول مثلا «إذا كانت غرفتك يوم الجمعة لا تزال على حالها من الفوضى فسوف أقوم بترتيبها، ولكن أتمنى عليك مساعدتى للقيام بذلك»، على أن تختار وقتاً يكون فيه الولد متفرغاً، بشرط ألا تحاول التفتيش فى أشيائه الخاصة فهذا الأمر يزعجه كثيراً.
وتؤكد د. رشا الجندى أنه من الممكن أن نجعل المراهق أكثر تنظيماً بأن نتجنب أن يكون هذا الأمر موضوع نزاع دائم معه، بل الأفضل أن نجعل منه طرفة بدلا من اللوم، ولكى يعتنى بغرفته يجب أن يشعر بأهمية ذلك دون الضغط عليه، وأن هذه الحجرة أصبحت مملكته الخاصة، لذلك لا يجوز الدخول إلى غرفته دون استئذانه، وتشعريه بأنه من حقه أيضاً تعليق الصور التى يحبها على جدران غرفته التى لم تعد غرفة طفل، كما يمكن الاقتراح عليه مساعدته فى ترتيبها فإذا ترك للمراهق حرية اختيار أسلوب حياته يصير ميالا أكثر إلى التنظيم.
منى الشرقاوى;