فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


من لطائف القرآن في المتشابهات

من لطائف القرآن في المتشابهات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الله -عز وجل-:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}

[الشعراء: 69-70]
وقال:

{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ}

[الصافات:85]

ـــــــــــ


للسائل أن يسأل عن زيادة "ذا" في قوله في الصافات: {ماذا تعبدون} وإخلاء (ما) في الشعراء منها؟
والجواب أن يقال: إن قوله: {مَا تَعْبُدُونَ} معناه: أيّ شيء تعبدون، وقوله: "ماذا" في كلام العرب على وجهين:
أحدهما: أن تكون "ما" وحدها اسما، و" ذا" بمعنى الذي، والمعنى: ما الذي تعبدون، و (تعبدون) صلة لها.
والآخر: أن تكون " ما" مع " ذا" اسما واحداً بمعنى: أيّ شىءٍ، وهو في الحالين أبلغ من "ما" وحدها، إذا قيل: ما تفعل؟
فـ {مَا تَعْبُدُونَ} في سورة الشعراء إخبار عن تنبيهه لهم، لأنهم أجروا مقاله مجرى مقال المستفهم فأجابوه وقالوا: {نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} ، فنبّه ثانياً بقوله: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ}.
وأما: {مَاذَا تَعْبُدُونَ} في سورة الصافات فإنها تقريع، وهو حال بعد التنبيه، ولعلّهم إذا علموا بأنه يقصد توبيخهم وتبكيتهم لا يجيبون بإجابتهم في الأول، ثم أضاف تبكيتا إلى تبكيت، ولم يستدع منهم جواباً فقال: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ }.
فلما قصد في الأول التنبيه كانت "ما" كافية، ولماّ بالغ وقرّع استعمل اللفظ الأبلغ، وهو "ماذا" التي إن جعلت "ذا" منها بمعنى " الذي" فهو أبلغ من "ما" وحدها. وإنْ جُعلا اسما كان أيضاً أبلغ وأوكد من "ما" إذا خلت من "ذا". *

ـــــــــــــــــــــــــ
* ( درّة التنزيل وغرة التأويل - الخطيب الإسكافي )


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة