افق برنامج تنمية المراعي بأفلا اغير
بعد منطقة ” أداداس” في جماعة تاسريرت التي لم تستفد شيئا من المشاريع الموازية لبرنامج تنمية المراعي وتنظيم الترحال الذي خصصت له ميزانية تعد بالملايير، وبعد انتفاضة جمعيات المجتمع المدني في جماعة ” تاسريرت” و رفضهم لهذا المشروع بسبب الزحف الهمجي لقوافل الرحل، والاعتداءات المتكررة على الافراد والممتلكات ،
انطلق انجاز هذا المشروع مابين 2015 الى 2017 و لحد الساعة لم نر الا التعسف في نزع الأراضي والشبهات في توزيع الاعلاف على بعض المحضوضين من التعاونيات .
المرحبة التانية هي الانتقال الى جماعة ” افلا اغير” وبالضبط منطقة “اكنان” وفق نفس السيناريو ونفس الاخراج .فبعد التجربة الفاشلة لهذا المشروع في جماعة ” تاسريرت” ، و بناء على عدة معطيات ، لابد أن نطرح مجموعة من التساؤلات ، أبرزها كيف سيتم استقبال هذا المشروع في منطقة “اكنان” بعد رفض ذوي الحقوق الاستيلاء على أراضيهم بهذه الطرق الملتوية تحت ذريعة الصالح العام ؟ وهل سيتم انجاز المشاريع الموازية لهذا البرنامج خصوصا في تلك المنطقة؟؟ وكيف سيتم تثبيت الحدود على الأراضي التي تعود ملكيتها للساكنة بمقتضى قوانين وأعراف ولا تتوفر فيها معايير الملك الغابوي ؟
بعد اللقاء التواصلي الأول لمديرية الفلاحة بتزنيت مع ذوي الحقوق بجماعة ” أفلا ايغير” ، تسعى بعض الجمعيات التنموية في ” إكنان” لاستقبال المشروع وتسارع الخطى للحصول على اطراف الكعكة ضدا على مصالح الساكنة وذوي الحقوق ، و عدم مراعاة تبعاته على المدى البعيد ، علما أن أغلبية أعضاء هذه الجمعيات قاموا بالاجراءات القانونية لتحفيظ أملاكهم تحسبا للاكراهات والنتائج السلبية لهذا المشروع .
فيما تؤيد بعض الاطراف هذا المشروع مع العلم أنهم يجهلون خلفياته وانعكاساته وأهدافه الحقيقية بالنظر الى ما سيقدمه من منفعة للمنطقة و الذي لا يوازي اطلاقا حجم ما ستقدمه الساكنة من تضحيات . ان ما تقدمه مندوبية الفلاحة للساكنة من معطيات خلال اللقاءات التواصلية لا يرقى الى مستوى وضع المعنيين أمام صورة واضحة لتفاصيل المشروع و حيثياته و ابعاده على المدى المتوسط و البعيد ، في حين تعتبر هذه الخطوة ذات اهمية قصوى وقد تحكم على نجاح او فشل التجربة ، كما أن التغاضي عن ذكر بعض النواقص و السلبيات و تفادي الخوض فيها قد يؤدي الى سوء فهم للأهداف العامة للمشروع .
و بناء على ما سبق ذكره ، و باعتماد مقاربة تشاركية ، وجب فتح حوار جدي و مسؤول يكون فيه ذوو الحقوق نظرة واضحة عن المشروع بكل تفاصيله و ايجابياته و سلبياته ، و التزاماته كي لا تبقى الامور مبهمة لدى البعض ، كما أن الوضوح و الشفافية هما الحجر الاساس لنجاح أي مشروع .قاسم الدهبي
الموضوع من طرف حسن لمين بجريدة مساء تزنيت