بديهة بالتلميح
بديهة بالتلميح
روي أن رجلاً مر على جسر بغداد ، فمرت فتاة جميلة ، فأبصرها شاب كان جالسا وقال: رحم الله عليّ بن الجَهْم، فقالت ورحم الله أبا العلاء ! وانصرفت
فعجب الرجل مما سمعه من الفتى والفتاة فتوجه إلى الفتى وأقسم له إن لم يوضح له الأمر ليشكونه إلى رجال الشرطة.
فقال له : إني قلت رحم الله علي بن الجهم أقصد قوله في قصيدة له :
عيونُ الْمَهَا بين الرَّصَافَةِ والجِسْرِ : جَلَبْنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري
فردَّتْ هي مترحمة على أبي العلاء المعري ففهمت أنها فهمت قصدي وأنها تقصد بيت شعر لأبي العلاء يقول فيه :
أيا دارَها بالخَيْفِ إن مزارَها : قريبٌ ولكنْ دونَ ذلك أهوالُ
يقول الرجل : فانصرفت وأنا لا أدري بأي شيء أكون أكثر عجبا، أمن ذكاء الفتى أم من لماحية الفتاة وحسن حفظها، أم من غفلتي وجهلي وعدم حفظي!