أموال الجمعيات الحزبية وخطرها على أهل الدعوة السلفية للعلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي
أموال الجمعيات الحزبية وخطرها على أهل الدعوة السلفية للعلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي
هذه الجمعيات من أعظم العوائق التي تعوق الدعوة السّلفية الآن وطلبة العلم كثير منهم ينخدع بها ويقع في شراكها وخصوصا من ضاقت عليه الحال معشر الإخوان ، فأنا أنصح إخوتي وأبنائي بالصّبر على الضيق ولأن يأكل الملح والزيت على الخبز مع سلامة دينه خير له من أن يأكل الفالوذج مع هؤلاء ويبيع دينه، فإذا ذاق الإنسان معهم المال جرّوه قليلا قليلا حتّى يَهلك بسَببِهم.
فالحذر الحذر معشر الإخوة والأبناء وهذا كثير، كثيرٌ ذهب بسببه من أبنائنا وإخواننا ممن عرفناهم ولا حول ولا قوة إلاّ بالله فالواجب على المسلم أن يكون حرصه على دينه وأن يشُحّ بدينه وأن يتمسك بالسنّة وأن يكون شحيحًا عليها بخِيلًا بها لا يترُكها.
وبالسنة الغراء كن متمسكا وهي العروة الوثقى التي ليس تفصم
تمسك بها مسك البخيل بماله وعض عليها بالنواجذ تسلم
فإذا كنت بخيلا فابخل بدينك عن أن تُسلّمه لهؤلاء فيُضيّعوه ، فالمال معشر الإخوة فتنة ولعلّ كثيرًا منكم يُدرك هذا الكلام ولعلّه قد سمعه من بعض من نشير إليهم بالأمس كان يطعن في هذه الجمعية ويقيم الأدلة واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة على أنّها منحرفة واليوم يقول لا,هي سلفية ، لِمَ؟ لأنّها تعطيه عشرة ألاف ريال أو اثنا عشرة ألف ريال كلّ شهر فأصبحت سلفيّة ، ما دامت فِلسِيّةً تعطيه فلوسًا فتُصبِحَ سلفية ، وقد زارني واحدٌ من هؤلاء وما وجدني بعد ما تغيّر هذا التغير ، وخشيت أن يقول زرنا الشّيخ محمّد وما وجدناه وقد تركنا له رسالة ولم يسأل عنّا ، فسألت عند من نزل قالوا عند فلان وأنا لا أعلم بيت فلان، والله يعلم ذلك فاجتهدت في البحث عن بيت فلان حتى وجدته، فلمّا وجدته بحثتُ عن هاتفه فاتصلتُ به فقلت فلان عندك قال نعم قلت حيّاكم الله اللّيلةَ تأتون القهوة، فجاءني قلت وفلان معكما قال نعم قلت يأتي ، حتى تكونا شاهدين عليه ، فجاءوا ففتحنا الحديث وقد بلغني كلامه مسجّلا فقلت: يا فلان أنت بالأمس تقول عن الجمعيّة الفلانيّة أنّها حزبيّة فاحذروها ، وسنين وأنت تنافح عن هذا وتُقيم الأدلّة والحقّ معك تُقيم الأدلة من كلام أصحاب هذه الجمعية فلان يقول وفلان يقول ومجلّة تقول فكيف الآن أصبحوا سلفيّن؟ ألا تذكرُ يا فلان لما تناقشت مع أحد رؤسائهم وزعمائهم وأنا وأنت ومعنا فلان في السيّارة وكنت تقول له كيت وكيت؟ قال: أذكر، قلت: إذا كنت ما نسيتَ هذا كيف انقلبت؟ فأنت على أحد حالين-إمَا أن تكون بالأمس على حقٍ واليوم على باطل ، فيجب عليك أن تراجع نفسك وتتّقِ الله ، وإمّا أن تكون بالأمس على باطل واليوم أنت على حقّ, اختر لنفسك قال بالأمس كنت على باطل واليوم أنا على الحق هكذا قال, قلتُ والله ما صدقت ولا قلتَ حقًا ولكن ما دام وصلت إلى هذه الدّرجة أظنّ لا كلام معك مُجدٍ في هذا الباب وكان آخر ما تمَّ بيني وبينه.
المصدر
موقع ميراث الأنبياء