مدرس متقاعد
معلم كتب هذه القصيدة بعد تقاعده
-------------------
بعنوان:
ألا يا ليتني كنت ترابا
ــــــــــــــــــــــــــــ
بساح العلم أفنينا الشبابا
وأوجفنا الأعنة والركابا
فما أبقى لنا الطلاب عقلاً
ولا ترك الدوام لنا صوابا
قطعنا العمر من صف لصف
وجاهدنا المتاعب والصعابا
بني قومي أرى التدريس بلوى
وكل مدرس فيها مصابا
فلو عاش المدرس ألف عام
لظل بعين طالبه غرابا
وإن غضب المدير عليه يوما
أحسّ الناس كلهم غضابا
ولو جمعت رواتبه الخوالي
من التعليم ما بلغت نصابا
دخول الصف والتدريس داء
سلوا عنه الملوع كيف ذابا
وكم عانى خلال العام دسكا
وآلاما وضغطا والتهابا
إذا ما خاض مع جيل الجلكسي
قضى بِالهمِّ وانتحر اكتئابا
فلو علّمتَ هذا الجيل دهرا
لما عرف القراءة والحسابا
ولكنْ أتقن الواتساب غيبا
وأستاذاً إذا بعث السنابا
على الرتويت والتغريد يمضي
طوال العام ما فتح الكتابا
فويل للمدرس من زمان
إذا ما زاول التدريس شابا
نعم ... بالعلم نبني كل مجد
ولكنّ المدرس ما أصابا
فلا تقرب من التدريس يوما
ولو أعطوك باليورو الحسابا
فقد أبحرتُ في التعليم عمرا
غرقت وما تجاوزت العبابا
ولما صرت سكرابا عجوزا
عديم النفع أعلنت المتابا
خرجت تقاعدا ولسان حالي
" ألا يا ليتني كنتُُ ترابا
كلمات : مدرس متقاعد.