سيدي العايدي أقدم جماعة تعيش على إيقاع الإقصاء والتهميش
تقع جماعة سيدي العايدي على بعد 11 كيلومترا مدينة سطات، وساعد وجودها في محور طرقي مهم يربط مدينة الدار البيضاء بمراكش على لعب أدوار اقتصادية كبيرة، غير أن عوامل عديدة لم ترقى بالمنطقة إلى المستوى المطلوب ، رغم موقعها الجغرافي وطابعها الفلاحي المتميز تعتبر من أقدم الجماعات على صعيد المملكة، عدد سكانها يبلغ حوالي 13273 نسمة حسب إحصاء 2004، تعاني اليوم إهمالا وتهميشا ساهما في عزلة المنطقة، رغم مجموعة من المحاولات لكنها تبقى مستعصية الحل، لوجودها داخل دائرة مجموعة من الدواوير تحولت لإنتاج وتفريخ شتى الظواهر السلبية (...)
لم يفهم سكان الجماعة القروية سيدي العايدي سبب الإهمال والتهميش الذي تعانيه ولسنوات طويلة، وكذلك عدم التفات المسؤولين إليها، وكأنها خارج الزمن المغربي، عبد الله اسم مستعار واحد من الساكنة لا يجد أدنى حرج في الاعتراف بأن المنطقة عاشت مشاكل كثيرة ومازالت لم تستطيع معها المجالس المنتخبة إيجاد حلول لها، لتستمر الفوضى والعبث بمصالح المواطنين في وقت ترتفع فيه مؤشرات الفقر والهشاشة إلى مستويات كبرى، مستدرجا في نفس الوقت مجاري مياه عادمة التي تزكم رائحتها الأنوف، ونخص بالذكر كل من دوار غرابة و اولاد ساعد وغيرهم من أصبحوا عبارة عن بحيرة من مياه الصرف الصحي، في غياب الماء الصالح للشرب (...........)
ويبقى المركز الصحي بالتراب الجماعي، عبارة عن بناء مفكك (مستوصف) الوحيد يوجد به طبيب واحد و 03 من الأطر الطبية، وبدون دار للولادة (مستوصف) ازداد ميت، نظرا لقرب منطقة سيدي العايدي من مدينة سطات، والخصاص الكبير في الأطر الصحية حسب مسؤولي الصحة، هذا المستوصف الغريب الذي يستقبل أكثر من 60 زائر يوميا في ظروف صعبة، نظرا لعدم كفاية الأطر الطبية لمعالجة المرضى، وكذلك النقص الكبير في الأدوية، هذا يزيد بشكل كبير من معاناة ساكنة سيدي العايدي التي توجد على هامش الفقر والهشاشة، في غياب تام لمصلحة المداومة، ما يستدعي معه انتقال المرضى وارتفاع تكلفة التمريض إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالسطات وتلك مسألة أخرى، في ظل هذه التناقضات، وجود قاعة واحدة وطبيبة واحدة لعلاج ساكنة تقدر ب 13273 نسمة وأكثر بكثير (.......)
فيما الخدمات البريدية والمتمثلة في حرمان الجماعة من خدماتها، فلم يعد السكان يتوصلون بالحوالات و الطرود البريدية بشتى أصنافها، جراء ما اصطلح عليه حسب الساكنة بطريقة الإقصاء الغير واضح خصوصا إبعاد الإدارة من المواطن كقيادة المزامزة التي ثم تحويلها إلى مدينة سطات رغم أن الخطاب الملكي السامي أشار إشارة قوية للحكومة المقبلة لتحمل مسؤولياتها في تقريب الإدارة من المواطن
وتبقى شهادة مجموعة من المتضررين، منهم من أرجع حرمانه من اجتياز مباراة عدم توصله بالدعوة في وقتها راجع عدم وجود ساعي للبريد او مقدم، مضيفا أنه يبقى تائها بين القيادة التي توضع الرسائل في رفوفها وبين البريد وهذه إشكالية أخرى وجب الوقوف عندها، فيما ذهب آخرون إلى مشاكل أخرى كاستدعاءات المحكمة، وإشعارات دار الضريبة، وإشعارات النجاح في المباريات وكثير منهم تضرر بشكل كبير
وقد راهن ساكنة المنطقة ألان من أجل النهوض بالمنطقة و خلق جمعيات المجتمع المدني نشيطة قادرة على ترجمة متطلبات الساكنة على أرض الواقع