×××××

غادرنا إلى دار البقاء المناضل العمالي محمد صبار الافراني ليلة الثلاثاء 14 ابريل الجاري عن سن يناهز98 سنة، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته والهم ذويه الصبر والسلوان،،، إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعازين الحارة إلى حفيده الشاعر حسن الصبار الذي أمدنا بمعلومات عن هذا المناضل المقاوم الذي عمل في صمت مدة من الزمن .
والمناضل العمالي الكبير الحاج محمد بن إبراهيم بن علي " صبار" من مواليد دوار سيدي داوود فرقة أمسرا افران الأطلس الصغير باقليم كلميم حوالي سنة 1916 م وقد نشأ وترعرع ببلدته فدخل كتاب القرية وتعلم فيه كباقي أقرانه من أطفال القرية ، ولما شب انتقل للعمل في الأوراش الكبرى التي فتحتها السلطات الاستعمارية بالمدن المغربية بسوس والغرب مثل اكادير ومراكش والدار البيضاء، كما تنقل بين مناجم وسط المغرب بين اليوسفية وخريبكة ثم التحق بمدينة الدار البيضاء أواسط الأربعينيات وهناك تأثر بأفكار الحركة الوطنية وانضم إلى خلايا الوطنيين وعاد إلى بلدته افران قبيل الاستقلال متشبعا بأفكارهم وصار عضوا نشيطا فيها إلى جانب الفقيه سيدي احمد بن الطاهر الافراني وبداية الاستقلال سافر مرة أخرى إلى شمال المغرب وحط الرحال بمدينة جرادة المنجمية قرب وجدة شرق المغرب. فانخرط في العمل النقابي وفي الحركة العمالية وكان يدافع عن حقوق العمال المنجميين، ويتزعم التظاهرات العمالية خاطبا في جموع الطبقات العمالية داعيا إلى اتحاد الصف العمالي والى توفير كل الحقوق المهضومة لهذه الفئة من المجتمع ، وبداية الستينيات من القرن الماضي التحق بحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بزعامة عبد الله بن ابراهيم وانخرط في صفوفه وقد حضر أشغال المؤتمر الأول للحزب كما حضر المهرجانات التي أطرها المهدي بن بركة بالدار البيضاء ، وعاصر جميع الأحداث التي مر منها المغرب طيلة فترة الستينيات وبداية السبعينيات عاد إلى بلدته فاهتم بشؤون أسرته إلى أن التحق بالرفيق الأعلى هنيئا مطمئنا ليلة الثلاثاء 14 ابريل 2014،
ورثاه حفيده الشاعر حسن الصبار بمرثية هذا نصها:
هذا الزمان الذي عاداته المحن *** قد عاد نحونا منه قد نجي الإحن
هذا الزمان يقل أن بجي فرح *** منه ولكنها الأتراح والوهن
بالأمس فجعت في إجو وآمنة *** واليوم في الجد مفجوع وممتحن
فاليوم اختاره المولى ليجعله *** جارا ويبكي عليه الأهل والوطن
وكان يخدم في الخفاء مرتئيا *** لم الصفوف حتى لن يخلق الرسن
يدعوا لنصربن يوسف وينصره *** أمام من يلتقي به فما عون
حضر – والله – في أول مؤتمر *** بالبيضا للمهدي إد صغت له أدن
وفي أوائل الاستقلال قد حط في *** جرادة رحله أمسى ممن ظعنوا
وصار مع نقابات العمال فقد *** أضحى خطيبهم لأنه لسن
يقول في كل جمع : عاش عاهلنا *** بالخير دوما ولا يصيبه الشجن
وكان يوصي بنيه بالتسامح مع *** حب البلاد إلى أن ضمه الكفن
سر يا محمد الصبار تلقى لدى *** رب كريم نعيما ماله ثمن
سر يا محمد الصبار تحظى لدى *** رب الورى بجنان كلها مدن
أخلصت نصحا لدا الحفيد يشكركم *** عنها فهاهو حقا حسن
بسن رحْمات ربي عليكم ما يقول فتى *** : هدا الزمان الدي عاداته المحن
محمد ارجدال