المرأة إنسان كرمها الله وخذلها الجهّال !!! ؟ .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.أمَّا بَعْــد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المرأة إنسان كرمها الله وخذلها الجهّال !!! ؟ ...ليس دفاعا عن حواء. ×××××
يقول المتنبي في وقته وهو يرثي أخت سيف الدولة:
.. فلو كنَّ النساء كمن ذكرنا لفضلت النساء على الرجال فما التأنيث لإسم الشمس عيب ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال
نعم، كرم الإسلام المرأة وأعلى من شأنها بعدما تعرضت لانتكاسات في الحضارات والأمم الأخرى، وعندما جاء الإسلام كانت المرأة تتعرض للوأد، وقد أثبت القرآن هذا "فإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت" صدق الله العظيم، وعلى مر التاريخ ساهمت المرأة المسلمة مع الرجل في صنع الأحداث والأمجاد، شاركت في الفتوحات الإسلامية ، وشاركت في حرب التحرير الوطنية الجزائرية جنبا الى جنب مع اخيها الرجل ضد الاستعمار والمستدمر الفرنسي أثناء الثورة التحريرية اول نوفمبر 1954 ، ومنهن الشهيدات والمسجونات والمعذبات بشتى انواع القهر والعذاب في السجون الفرنسية الاستعمارية الخبيثة، وساندت الرجل في كل مراحل الكفاح والدعوة والجهاد والنضال، بل شارك كثير من النسوة في المعارك الحربية،فكانت المرأة الجزائرية تقوم بدورين الأبوة والأمومة في حرب التحرير1954 والاب في الكفاح المسلح، ونجحت في هذا كثيراً، وذلك لأنها كانت تتخذ المنهج الإسلامي هادياً ونبراساً، ومازالت تقوم على هذا المنهج حتى الساعة، ...لكن شخصيا أشعر بالأسف الشديد ضعف دورها بعد ذلك لتفشي وانتقص من دورها المنغلقين وضيقي الأفق، ومكثت المرأة في بيتها خشية الفتنة، ومنعت من التعليم وانقطعت صلتها بالعالم الخارجي ..
أخي القارئ ،أحيانا تبدو الحديقة خالية من الزهور وبين الأعشاب تجد وردة صغيرة اختارت مكانا قصيا وكبرت فيه وربما لا تراها العين ولكن عطرها يملأ المكان. إنها الام والزوجة والبنت وحواء العفيفة الطاهرة**.
نعم انا اتكلم هنا وفي هذا المقام على المرأة الصالحة المحترمة والطاهرة والنقية لا غير بمعنى لا اتكلم على المسترجلات الكاسيات العاريات الفاجرات لا وألف مرة لا ..
..والحديث يطول عن المرأة ودورها، ولكن الواقع أن حقوق المرأة المحترمة صاحبة العقل والضمير والدين مهضومة في مجتمعنا، فهي تفتقد الاهتمام ولا تمنح الفرصة لترتقي بنفسها وبفكرها، وتكون الضحية في المقام الأول الأجيال المتلاحقة، ولذا نناشد الآباء بإعطاء الفرصة التعليمية الكاملة لهن، والاهتمام بهن ليس من أجل الحاضر، بل من أجل المستقبل والأجيال القادمة
..فعلا كلنا نقر ونسلم جميعا أن الاسلام قد حرر الانسان كإنسان متضمنا كلا الجنسين (المرأة والرجل معا)، من كل الخرافات والأوهام والاعتقادات البالية اتجاه الحياة والطبيعة والكون والوجود ككل وحرره من الاستعباد ومن كل التصورات الجاهلية اتجاه المرأة وأسس لعلاقة تكاملية في الحياة بينهما مبنية على المحبة والمودة والرحمة، ولم يجعل للرجل امتيازات على المرأة ولا لهذه الأخيرة على الرجل بل جعل المعيار الوحيد الذي يوزن به جميع الناس هو التقوى والصلاح.
** نعم..بالرغم من رفع الإسلام لمكانة المرأة، وإكرامها بما لم يكرمها به دين سواه، وجعله النساء شقائق الرجال وعلمنا بأن خير الناس خيرهم لأهله. والحقيقة أن في النساء كثيرات هنَّ خيرٌ من كثير من الرجال، فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة...وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ، فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.
قلت: بالرغم من هذا، وما زلنا نجد الكثير من الناس لا يأبه لقيمة المرأة ولا يقيم لكرامتها وزنا.
بل ويهينها بغير مناسبة كلام في غير موضعه كلام الجهل والإغفال كلام الجاهلية وكأنها ليست إنسانا مكرم من رب الكون..
--وكأن يضعها( أكرمكم الله) في مصاف القذارة والكلاب والحمير ( أكرمكم الله) لمجرد ذكر سيرتها في حديثه الإعتيادي، بقوله: (المرا حشاكم) أو ( عيالي حشاكم).أو يقول كنت انا والمرا حشاكم..وكأنها جيفة نتنة..لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.... في عدة مناسبات سمعت هذه الكلمة الوحشية من بعض الناس والله العظيم عيب وعار النطق بهذه الكلمة الجارحة..
فأين هذا من الدين ؟
وما شعور المرأة وردة فعلها تجاه هذا التصرف الأرعن ؟
و ماذا لو أتت النساء بمثل هذا حين ذكر أزواجهن؟
*أليس هذا هو الجنون بعينه؟ وهل قدرنا ان نعيش وسط تلك الغابة من الأفكار المتوحشة التي لا يمكن لعقل أن يستوعبها، ومستحيل أن يكون هناك دين يقر هذا العبث الذي هو أقرب إلى الخبل أو الهبال .
**أخي القارئ المحترم والمسلم الطاهر -شخصيا أقول *المرأة هي المجتمع وليس نصفه كما هو الشائع المرأة هي التي عمرت الكون ولولاها ما كان هذا المجتمع الذي نعيش فيه،وأوجدها المولى عزّ وجل لاعمار الكون وبث الحياة فيه،فعندما خلق أبونا آدم عليه وعلى سيدنا محمد رسول الله الصلاة والسلام- كان وحيدا شريدا لا يدري ماذا يفعل فخلق الله له أمنا حواء عليها وعلى نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليأنس بها وتأنس به وليعمرا الحياة وكانت حكمته تعالى في ان يكون خلق أمنا حواء من ضلع أبونا آدم عليهم وعلى الرسل والانبياء أفضل الصلوات والتسليم من رب العالمين
- قلت من ضلع حي من ضلع سيدنا آدم ذاته ولذالك سميت حواء.. حتي تكون المرأة من الرجل ليصبح بعدها الرجل منهما معا فهي من الرجل والرجل منها فهما خلق واحد
..ويتكلم صلى الله عليه وسلم للتاريخ ويقول: (الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم) ويقول بكل صراحةٍ ووضوح وصدق وإيمان: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) وصدق عليه الصلاة والسلام، فهو خير الناس وأبرهم وأعظمهم وأصدقهم، ولو قارنا منهجه الحضاري عليه الصلاة والسلام، وطرحه العظيم في حقوق المرأة، لوجدناه هو المتميز الوحيد عليه الصلاة والسلام.
ألم يوصيكن ويوصيكم الحبيب المصطفى بقوله "استوصوا بالنساء خيرا" وقوله "رفقا بالقوارير" انا من قال لي المولى "وكلي واشربي وقري عينا " وانا التي أعادل في الميزان الف رجل بصلاحي وانا التي أمرني الله ورسوله بحسن معاشرتك وطاعتك . ولماذا يقول الرجل للمرأة / المرا حشاك/؟.
إذن المرأة بتكريم المولى عز وجل لها وكذلك رسوله الكريم تكون هي المجتمع ونكون جميعا مرهونين لدخول جنته بحسن تعاملنا مع المرأة كأم وزوجة واخت وبنت فمن كان له ثلاث بنات أحسن تربيتهن حتى أوصلهن لمنزل الزوجية كان ضمانا له للجنة والام اذا كانت راضية عن ابنها وماتت وهي راضية كل الرضا فتحت له الطريق الى جنة المولى عزّ وجل واذا وصلت الرحم كان الجزاء كذلك فالرحم اشتقها الله من اسمه فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله...اللهم لا تجعلنا ممن يقطع الرحم.
**ولذلك لابد ان نقول ان المرأة هي إحدى أركان المجتمع، وهي جزء لا يتجزأ منه، بحيث لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن الاستهانة بدورها الفعال، وهي قبل ذلك كله إحدى دعائم الأسرة، بل اللبنة الأساسية فيها، فهي الأم والأخت وشريكة الحياة.فأين هذا من الدين ؟ وما شعور المرأة وردة فعلها تجاه هذا التصرف الأرعن ؟و ماذا لو أتت النساء بمثل هذا حين ذكر أزواجهن؟....
صراحة القلب يمرض من الكلام الخبيث / المرا حشاكم يالطيف منه..
لو تكلمنا عن التمييز ضد المرأة، فهو يكاد يكون ظاهرة، وهي موجودة ولا شك في مجتمعاتنا، لكن التمييز ضد المرأة يكون أشد عندما تكون امرأة ذات إعاقة على اعتبار أنها امرأة أولاً، وذات إعاقة ثانياً، وهكذا تكون المعاناة مُضاعفة بسبب النظرة الدونية من المجتمع؛
..لماذا السب والشتم للمرأة واحتقارها.
إسلامنا الجميل الحضاري أكرم وأعلى من شأن المرأة ورفع قدرها كإنسانة مكرمة مصونة .. أُمًا وأختا وزوجة ..ربة بيت أو مجاهدة - عاملة ..طبيبة أم مهندسة... كاتبة مبدعة أو إعلامية رائدة..طالبة مجتهدة أو أستاذة باحثة ومُجِدّة...مكانة سامقة في المجتمع حيث كان النفع والخير والإفادة. أنّ أمنا خديجة -رضي الله عنها -كانت تاجرة ماهرة ..لا ندري كيف يفكر البعض في إقصاء نصف المجتمع أو يزيد.. بتفكير ضحل ومتكلس و مضحك لا يمت للدين بصلة..إنّ الإسلام الذي أعطى المكانة الرفيعة للمرأة بعيد كل البعد عن القراءات السطحية المتعصبة ضد أمهاتنا وأخواتنا ولا يمكن أن يُقبل هذا الفهم القاصر ..ويستحيل أن ينجح المتنطع أن يعيد المرأة مرة أخرى إلى عصور الظلام والظلم والقهر والتقييد والوأد بعدما ذاقت سماحة الإسلام وروحه وعدله المبين.
المرأة أكثر من يتأثر بالطاقة من أهل كل بيت لأنها عادة أكثر شخص يوجد في البيت. وهناك عدة أسباب لكل ما تشعر به المرأة تجاه بيتها وحياتها، وأحيانا زوجها وأولادها، وأهمها وجود طاقة سلبية في البيت قد تؤدي لكراهية البيت، وقد تشعر بالكسل والكآبة والملل، ولكن لا تعرف أن السبب في كل ما تشعر به، هو طاقة البيت السالبة.
فالمنزل أخي القارئ - هو المكان الذي يسكن فيه الإنسان، وتأتي هذه الكلمة مرادفا للسكينة، بمعنى الراحة والهدوء، وعكس الراحة والهدوء هو التعب والشغب .. والبيت يعكس على من فيه الكثير من الطاقات المختلفة دون أن ينتبهوا، فيمكن أن تكون الطاقة السلبية في البيت فتنعكس بالسلب على حياة الشخص وشعوره وتصرفاته، وقد تؤدي لكثير من المشكلات والأمراض ----ولكن، مع كل هذا لم يمنعهن من المضي قدما في الحيـاة، ليثبتوا لنا جميعا أن الإعاقة ما هي إلا إعاقة الفكر والروح والأخلاق.
وأخيرا، أقول لها « كونى قوية بذاتك وبقدراتك وبفكرك، كونى مميزة
فتحية احترام وتقدير لكل النساءالجزائريات و العربيات والمسلمات وكل نساء العالم اللائي فرضن وجودهن في كل مجالات الحياة بعقولهن وإبداعاتهن، فهن رمز المقاومة ضد كل أشكال التمييز وضد كل الذهنيات المتحجرة والمتخلفة والبالية و الجاهلية.
كم هي الحياة جميلة وممتعة بقناعات تعزز من كرامة وقيمة الانسان مهما كان جنسه او لونه او دينه او عرقه او انتماؤه الجغرافي متعايشين في تنوع وحب وتعاون أبدي، هكذا يجب ان نكون او لا نكون.
**والآن لابد من الرجوع للهدوء كما علمني استاذي رحمه الله في الدنيا والآخرة في ستينيات القرن الماضي
ولنطرح سؤالا :
**السؤال لكل بنات حواء مهما كانت تصوراتهن للحياة ؟..
بعد سقوط كلينتون.. البيت الأبيض ما زال بعيدا عن حواء
كيف ترى المرأة الجزائرية و العربية سقوط هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ وهل مازال المجتمع الأمريكي لا يتقبل أن ترأسه امرأة؟ وهل كونها كسيدة أولى سابقة حال بينها وبين البيت الأبيض؟ وبماذا يفسر علم النفس سقوط كلينتون رغم كل الشواهد التي كانت توحي بفوزها بمقعد الرئاسة؟.. وما محل المرأة العربية والجزائرية بالخصوص في الاعراب ؟.