يوسف بن تاشفين
اشتهر يوسف بن تاشفين بميوله نحو أهل العلم فكان يختار رجالا من أهل الفقه والقضاء لتطبيق الإسلام على الناس، كما اهتمَّ ببناء المساجد، وكان له الفضل في توحيد المسلمين بالغرب الإسلامي.
دخل ابن تاشفين الأندلس بعد ما استنجدت به ملوك الطوائف وخاصة أمير إشبيلية المعتمد بن عباد. ولم تكن فكرة الاستنجاد به محل إجماع ملوك الطوائف، فمنهم من رأى أنها ستؤدي إلى تبعية جديدة لدولة قوية قد تبتلع ملوك الطوائف ابتلاعا. غير أن المعتمد بن عباد قال عبارته الشهيرة التي حسمت الموقف وهي "رعي الإبل خير من رعي الخنازير"، أي أن الأفضل لملوك الطوائف بالأندلس أن يكونوا أسرى عند أمير المرابطين يرعون جماله من أن يكونوا أسرى عند ملك قشتالة.
خاض ابن تاشفين معركة الزلاقة ضد جيوش قشتالة وليون التي كان يقودها الملك ألفونسو السادس يوم 12 رجب 479هـ الموافق 23 أكتوبر/تشرين الأول 1086م، فاسترد المسلمون بهذه الواقعة مدينة بلنسية وعادت إليهم السيادة على الجزيرة الخضراء.
وقد بايع ملوك الأندلس وأمراؤها ابن تاشفين فتسمى لأول مرة في التاريخ الإسلامي بلقب "أمير المسلمين". ثم أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد المستظهر بالله سفيرين هما عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي، وولده القاضي أبو بكر بن العربي يحملان هدايا وطلب تقليده الولاية، فبعث إليه الخليفة بمرسوم الولاية.
وفي عام 481هـ اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثانية فاستولى على غرناطة ومالقة. وفي المرة الثالثة استولى على إسبانيا الإسلامية كلها عام 496هـ (1103م).
ينتمي يوسف بن تاشفين إلى قبيلة لمتونة وهي إحدى قبائل صنهاجة الموجودة بجبل لمتونة المشهور باسم أدرار بموريتانيا.
ولد على الأرجح بصحراء موريتانيا ولما شب ولاه ابن عمه أمير المرابطين أبو بكر بن عمر اللمتوني قيادة الجيش المرابطي أثناء الانتفاضة البرغواطية، فزحف شمالا نحو المغرب الأقصى حيث أخضع الثائرين وبنى مدينة مراكش ثم توسع شرقا إلى أن دان له المغرب الأوسط (الجزائر) والأدنى (تونس).
توفي يوسف بن تاشفين في شهر محرم من عام 500هـ عن عمر يقارب المائة عام.