متخلفون ونفتخر!
متخلفون ونفتخر!
[date] 2016/09/21
جمال لعلامي
يا فرحي وسعدي، وقد ظهر الحق وزهق الباطل، وخرج للناس مخترعون جُدد باختراع جديد سيوسّع ثقب الأوزون، ويبلغ زحل والمريخ، وهم يرددون ويتهمون منتقدي ومهاجمي كتب "الجيل الثاني" بأنهم "متخلـّفون"، وبدل أن يبرروا ويُناقشوا ويُقنعوا، راحوا يطلقون التهم يمينا وشمالا، لا لشيء سوى لأنهم لا يُريدون سوى سماع صوتهم!
نعم، متخلفون، إذا كان التخلف هو الوقوف ضد اللعب بأركان الهوية الوطنية، والتلاعب ببنيان الوحدة والمبادئ الجزائرية المبنية على اللغة والدين والثوابت والتاريخ والثورة والسيادة والأمن!
متخلفون، إذا كان قاموس "الجيل الثاني" يفسّر التخلف بأنه كلمة مرادفة للدفاع عن العُمق والامتداد الجزائريين، والوقوف ضد كلّ "تخلاط" و"خليط" و"تخياط" يهدف إلى تقويض مدرسة آمنة ومستقرّة!
متخلفون، نحن وهم وأنتم، إذا كان التخلف هو التجنـّد ضد أخطاء وخطايا تضرب الموقف الجزائري في الصميم، وتغيّر مبادئ هي في الأصل والفصل غير قابلة للتنازل أو التفاوض!
متخلفون، إذا كان التخلف هو الاقتباس من ابن باديس والأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة ومالك بني نبي والشيخ الإبراهيمي وغيرهم من كبار منظري وعلماء الزمن الجميل الذي عاش ومات ولم يتبدّد!
متخلفون، إذا كان مفهوم التخلف هو "فرنسة" مدرسة أصيلة أنتجت إطارات وكفاءات سيّرت وتسيّر إدارات وهيئات ومؤسسات عمومية وخاصة، تستحق كلّ العرفان والتقدير والاستنساخ!
متخلفون، إذا كان قاموس "الجيل الثاني" أيها المؤلفون ومن سار على دربهم، يفسّر التخلف بأنه "تحلـّف" وتحالف عندما يقتضي الأمر بالتحذير من مخاطر إشعال الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها!
متخلفون، إذا كان التخلف هو رفض تدريس تلاميذ في العاشرة من العمر "فنون الجنس" و"قواعد الزواج والاغتصاب" باسم "التطور العلمي" ومواكبة المدرسة العالمية في التقدّم وحصد النتائج!
متخلفون، إذا كان التخلف هو التحذير من تحويل التربية إلى تغبية واغتيال القيم والأخلاق وتجنيب التلاميذ سيطرة الغرائز على العقول بدل الخضوع للعلم والمعرفة والتكنولوجيا!
متخلفون ومتخلفون ومتخلفون، إلى ما لا نهاية، وإلى أن ينقرض التخلف، إذا كان هذا التخلف يعني قطع الجذور وضرب الأصول، ودفن العادات والتقاليد المستوحاة من الدين والهوية.. وهذه هي المدرسة الجزائرية التي نعرفها وتعرفنا. الشروق
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
[Echoroukonline ]
الأربعاء 21 سبتمبر 2016 ميلادي الموافق لـ 19 ذو الحجة 1437 هجري
جيل "الواي واي"!
[date] 2016/09/20
جمال لعلامي
..إنكم يا الأخ جمال، تقومون فقط بمحاولة تعرية الواقع المعرّى أصلا منذ عقود من الزمن، حاولوا البحث فيما وراء هذه التصرفات والسلوكيات.. ولماذا الشعب يتعاطى مع هذا الواقع المرير بالصمت واللامبالاة؟.. ربما جزء من الأجوبة يكمن في الوضعية الحالية للبلاد وقيمة أبناء البلد في الخارج والحرقة والانتحار والغش والاحتيال والمتاجرة بالجنس والمخدرات وتناول المشروبات الكحولية في وضح النهار وأمام الأعين!
..يوجد فرق كبير بين الجيل الأول الذي يتصف "بالحكمة" وجيل "الواي واي"، "سريع الذوبان"، يصعب التحكم فيه حتى في البيت؟ نتيجة "التحوّلات السريعة" التي عرفها المجتمع في السنوات القليلة الأخيرة، قلبت الموازين رأسا على عقب!
..مرّت الجزائر بمراحل عدة في قطاع التربية منها: ألتعليم العام الذي فتح المجال لكل الفئات للتعلم ومحاربة الأمية مباشرة بعد الاستقلال لاستعادة البنية التحتية بعد الخروج من حقبة استعمارية دمرت الأخضر واليابس!
ولم تكن الجزائر تتوفر على إطارات كفؤة لحمل المشعل للتكفل بمستقبل الأجيال الذين يحتاجهم الوطن لإنشاء قطاعات حيوية وكان الرواد الأساسيون قد تخرجوا من الكتاتيب وأشرفوا على تربية وتعليم الأبناء واستطاعوا إحداث المعجزة رغم قلة خبرتهم، ثم جاءت المدرسة الأساسية!
..هذه نماذج من تعليقات وتحليلات وذكريات قراء كرام، والحقيقة أن أغلب ما قيل صائب وفيه نسبة كبيرة من الواقع، حتى وإن كان مرّا، وصدق من استلّ من عنقه شوكة "جيل الواي واي"، الذي تحوّل إلى ظاهرة للأسف "ماد إين ألجيريا"، ترعبنا جميعا في البيوت قبل المدرسة والشارع!
قال لي أحد المتخوّفين: "أنا أفكر جدّيا في ربط ابني وابنتي في البيت بسلاسل غليظة خوفا عليهما مما يحدث في المدرسة والشارع"، ثم تراجع وأضاف: "لكنني سأدفعهم إلى الأسوأ بذلك، فقد استعمرتنا الانترنت والفضائيات والمواقع المشبوهة والفايسبوك في بيوتنا..ف ماذا نحن بها فاعلون؟"!
فعلا، لم تعد العلاقة سوية بين الأولياء وأبنائهم، ولا بين الأساتذة وتلاميذهم، والعكس بالعكس صحيح، وأعتقد أن المخاوف تتنامي عندما يصبح كلّ فردّ ربّ عائلة، ويصبح أبا مسؤولا عن أبنائه، لكن قبل هذه المرحلة يعتقد "العزاب" و"الشباب" أنهم غير معنيين بمشاكل ومخاوف الشيّاب!
من الطبيعي أن ترتجف العائلات، فحتى المدرسة لم تعد آمنة، وكذلك الأسرة لم تعد هي الأخرى ملاذا لكلّ من دخل أو خرج منه فهو آمن ولا خوف عليه، وهذه هي المحضنة التي تفرّخ جيل "واي واي" يردّد أيتها الأخلاق "باي باي"!